علمت "المصريون"، أن مصر والسعودية اللتين تدعمان بشدة المسعى الفلسطيني للحصول على العضوية الكاملة لدولة فلسطين بالأمم المتحة دعتا الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن تهديدها باستخدام حق النقض "الفيتو" عند التصويت على الطلب الفلسطيني أمام مجلس الأمن. وبلغ الأمر حد تهديد واشنطن في رسالة تحذير شديدة اللهجة بإعادة النظر في العلاقات معها في حال عرقلة إقرار الطلب الفلسطيني للحصول على اعتراف من مجلس الأمن بدولة كاملة العضوية يالمنظمة الدولية، تنفيذًا لقراره رقم 181 الخاص بتقسيم فلسطين عام 1947. وكشفت مصادر دبلوماسية ل "المصريون"، أن القاهرة والرياض لوحت لواشنطن بمراجعة العلاقات العربية الأمريكية في حال لجوء الولاياتالمتحدة لاستخدام "الفيتو" بمجلس الأمن أو ممارسة الضغط على الدول الأعضاء بالمجلس خاصة نيجيريا والبوسنة والجابون، لضمان عدم حصول القرار الفلسطيني على أغلبية 9 أصوات وتجنب اللجوء لحق النقض. وأبدت مصر والسعودية تحفظات على مقترحات أمريكية باستئناف المفاوضات وضمان التوصل لتسوية عاجلة، في حال التراجع عن الطلب الفلسطيني، لكنهما استبعدا ترجمة تلك الوعود في ظل الموقف المعقد التي تعاني منه إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقررة في العام المقبل، وفي ظل سيطرة الجمهوريين على الكونجرس. وتضامنت المجموعة العربية بالأمم المتحدة مع الموقف الفلسطيني ودعمت وجهة النظر المصرية السعودية، وحذرت خلال اللقاءات المتتالية مع المسئولين الأمريكيين من أن عرقلة التحرك الفلسطيني ستكون له عواقب وخيمة علي إسرائيل لاسيما ان السلطة الفلسطينية قد تتخذ القرار الصعب وتقدم على حل نفسها وإعلان فشل مسيرة التسوية بشكل يهدد انفجار الأوضاع بشكل تام. وأقلق الموقف المصري السعودي، الإدارة الأمريكية بشدة ووضعها في حرج بالغ؛ بعد أن جعلها تحت ضغط التحرك بشكل عاجل لإعطاء دفعة لعملية التسوية عبر ممارسة ضغوط جادة علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتقديم "تنازلات" للفلسطينيين ووقف الاستيطان في الضفة الغربية، الأمر الذي وضع إدارة أوباما في مأزق خشية خسار دعم اللوبي الصهيوني، أو تعرض علاقاتهعا العربية لشرخ كبير. وأكد الدكتور طارق فهمي الخبير بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط ل "المصريون"، ان الدعم العربي للتحرك الفلسطيني وتقديم المملكة العربية السعودية 200مليون دولار منحة للسلطة الفلسطينية، والجهود التي بذلتها القاهرة والرياض لضمان تأييد الأغلبية داخل مجلس الأمن وضع الإدارة الأمريكية في حرج بالغ. وقال إن هذا الموقف وضعها بين مطرقة خسارة دعم اللوبي الصهيوني للرئيس أوباما في المعركة الانتخابية وسندان تضرر علاقاتها بالعربية وخاصة مع مصر والسعودية، مرجحا أن تراهن واشنطن علي الموقف الإسرائيلي وهو ما يهدد بتفجر الوضع بالمنطقة إذا ما أقدمت السلطة الفلسطينية على تنفيذ تهديداتها بحل نفسها. وأعرب عن اعتقاده بأن هناك محاولات لإبرام صفقة تجمد بها إسرائيل الاستيطان لفترة، مع استئناف جاد للتسوية بحضور اطراف دولية وفي مقدمتها الاتحاد الأوروبي، وهو ما يرجح إمكانية حدوث تسوية قريبة.