الوقت أهم أسئلة الامتحان، هذا ما قاله الأستاذ بهدوء يُحسد عليه بعد اعتراضنا على مدة الامتحان مع صعوبة الأسئلة، و أضاف أنّه لو طلب منا حل الأسئلة في البيت، و تسليمها في الغد فلن يتخلف أحد منا! ولكنه يطلب منّا الآن ليميز المجتهد من المقصر. فالوقت لا ينتظر و أعمار الشعوب قصيرة ، فكم ستون سنة سنعيش حتى ندرك الشرف الرفيع و المقام السامي ، فالمسؤولية التاريخية تحتم علينا أن ننحاز للحق في كل الوقت وبأسرعه، ولئن كنّا نحتاج قبل إلى عقود من الزمن حتى تفرج أجهزة الاستخبارات عن الوثائق فنعرف شيئا من الخبايا، فالآن بسنوات قليلة تظهر نتائج الامتحانات ولكن الأسئلة تصعب عاماً بعد عام، فالفتن ترقق بعضها بعضا و نحن نشاهد التاريخ بالبث الحي و المباشر. ولكن هل يبقى من معنى بعد أن نعرف متأخرين؟ هل يتسلم منا أحد ورقة الإجابة بعد انقضاء مدة الامتحان؟ ولو كان كذلك لما عاد هناك فرق بين حق و باطل فحتما أن الكثيرين سيموتون قبل انتهاء الامتحان !! سيموتون بسبب إجابة خاطئة أو متأخرة.. ثم يوم القيامة ينبئنا الله بما كنا فيه مختلفين حيث يقول الله عز و جل في سورة السجدة ( إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون ) ومما جاء في تفسير هذه الآية "إن ربك يا محمد هو يبين جميع خلقه يوم القيامة فيما كانوا فيه في الدنيا يختلفون من أمور الدين والبعث والثواب والعقاب ، وغير ذلك من أسباب دينهم ، فيفرق بينهم بقضاء فاصل بإيجابه لأهل الحق الجنة ، ولأهل الباطل النار ." تفسير الطبري، و وقتها لا مجال للتدارك فقد قضي الأمر ، و رحم الله المحدث الألباني إذ يقول" الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم و إذا أدبرت عرفها كل جاهل". هذه الآيات و الآثار موجهة لمن كان يتحزب و يصطف و يدافع بقوة عن حزب الله في عام 2006، فقد أدركت الشعوب بعد خمس سنين زيف هذا الصنم الذي مجدوه و رفعوا صوره في الأزهر! و غنوا له في فلسطين في أفراحهم، و زينت صوره الميادين و الشوارع بعد مواجهة غير حقيقية مع الكيان الصهيوني راح ضحيتها الأبرياء و المدنيين و اختبأ هو في الجحور و خرج سمينا شحيما! لقد خذلهم في العراق من قبل لو كانوا يعلمون، و خذلهم بعدها بعام في غزوة بيروت، و خذلهم في حرب غزة، ثم كانت القاضية في ثورة الشام المباركة. لقد سقط القناع و ظهر الزيف و الخداع و انقشعت الغشاوة ، فيا ليت المادحين احترموا جماهيرهم و اعتذروا عن مدحه. أفاقت الشعوب و علمت الغث من السمين و الخير من الشر ، و إن كان ثمة بواقي يسار و بعث و شيعة في خلطة عجيبة، ما زالوا يؤمنون به و يسبحون بحمده، هذه الثلة كانت تدافع عن ثورة الشيعة في البحرين بكل شراسة كما يدافع حسن نصر الله، ولكنهم صمتوا كما الأموات عن ثورة الشام المباركة، بكل وقاحة يصرح حسن نصر الله بأن ثورة البحرين سلمية و عادلة، و يجند لها خيله و ركبه، و يعادي ثورة الشام و يجعلها في إطار مشروع الشرق الأوسط الكبير، و كأن الميلشيات الطائفية الشيعية العاملة في العراق بمساعدة النظام الإيراني لم تكن هي بوابة هذا المشروع! والآن بكل صلف و استخفاف يبارك الثورة للشعب الليبي و كأن الشعب السوري لا كرامة له و لا يستحق حرية! و أبعد من هذا إذ يطالب بالكشف عن مصير موسى الصدر متجاهلا آلاف الشهداء و الجرحى و المعتقلين و المفقودين من أبناء الشام، فيدعم النظام و يؤزه أزّا، وهو الذي يفسد في الأرض و لا يصلح و يقتل و يعذب و ينكل بلا رحمة فلم تسلم منه حنجرة أو ريشة أو مئذنة أو شجرة فضلا عن البشر و الحجر ، فلقد عميت عليه الأنباء فلا تسمع له ركزا! إلى عقلاء الأمة.. أعلنوا تبرؤكم من هذا الرجل الذي ليس له من اسمه أي نصيب، خاصة أولئك الذين مجدوه من قبل و جعلوه بطل هذا الزمان، فالآن انكشف الغطاء و لا عذر لكم فتراجعوا، لأنكم خدعتم أمتكم –بجهل أو علم- و حان وقت تكفير الذنب، فقد شهدتم في حقه شهادة لا يستحقها، و سار بحديثكم الركبان. و بارك الله فيمن وقف في وجه العاصفة و صدح بالحق، وقت انجرفت الناس بعواطفها و لهثت تأييداً و انتصاراً لزيف حزبه، فوقفوا ضد عواطف الناس بعلم و حزم و صبر، وما ضرتهم دعاوى التخوين من شيء فلهم كل التحية و الاحترام.