أثار هجوم الإعلامي إبراهيم عيسى، لحجية الأحاديث الصحيحة في البخاري ومسلم وما جاء فيها عن النبي صلى الله عليه وسلم في جريدة "المقال" اليومية، غضب أزهريين واصفين مهاجمي الإمام البخاري بأنهم جهلاء وحاقدون ويتوافقون مع الشيعة في هذا الأمر، وأن كتاب البخاري سيظل شوكة في حلقهم إلى يوم الدين". وقال أحمد كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن تناول جريدة المقال التابعة للإعلامي إبراهيم عيسى، لأمور دقيقة بالدين الإسلامي من شأنها تشكيك الأمة في معتقداتها ستؤدى إلى فتنة في البلاد، مؤكدا أن مثل هذه الأمور تناقش في قاعات البحث للعلماء والمتخصصين ولا يمكن لهؤلاء الجهلاء أن يتحدثوا في مثل هذه الأمور. وأضاف كريمة ل "المصريون"، أن من يهاجمون البخاري أمثال إبراهيم عيسى وغيره لا يعلمون شيئًا عن كتبه وتاريخه العظيم، موضحا أننا لسنا بحاجة للدفاع عن البخاري ضد هؤلاء وعليهم العودة إلى رشدهم وعدم إثارة الفتن بين الناس. وطالب كريمة، نقابة الصحفيين بالقيام بدورها على أكمل وجه تجاه مثل هذه الأمور، متسائلا هل من تخصص بعض وسائل الإعلام إثارة الفتن وتشكيك المسلمين في عقائدهم؟؟ موضحًا أن إثارة مثل هذه الأمور الهدف منها إثارة البلبلة بين الناس. وقال الدكتور عبد الدايم نصير، مستشار شيخ الأزهر، إن مهاجمة الأمام البخاري مستمرة منذ 22 قرنًا وحتى الآن، مؤكدا أنه لم ينجح أحد في نصب المكائد له أو إثبات ادعائه عليه، ولكن ظل الإمام البخاري صامدًا وشامخًا متحديًا بكتبه وعلمه كل المشككين وخاصة الشيعة التي تهاجم أهل السنة بضراوة وتشكك في كل الأحاديث والمعتقدات. وأضاف نصير، أن الأمام البخاري ناقش كتابه خلال 16 عامًا وهي أكبر فترة يتم مناقشة فيها بحث أو كتاب علمي، قام من خلالها الإمام البخاري بجمع 600 ألف حديث استخلص منهم 7 آلاف حديث، ويعد كتابه هو أصح كتاب بعد القرآن الكريم. وأكد أن البخاري ليس معصومًا من الخطأ وأن كل علماء الحديث قاموا بنقد بعضهم، وذلك من أجل تخريج أحاديث ليس بها شوائب لافتا إلى أن النقد لابد أن يكون بشكل علمي وفي مجالس العلماء ولا يقبل من الجهلاء، خاصة أنهم يعتمدون على النقد الحقدي، مضيفا أن كتاب البخاري سيظل شوكة في حلق الحاقدين على أهل السنة. وكان عيسى، قد تساءل في مقاله في العدد الصادر يوم الجمعة الماضي لجريدة "المقال" هل نترك قرآنًا يقول: "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين"، ونصدق سننهم التي تقول: (جعل الله رزقي تحت ظل رمحي)؟". وتابع تساؤلاته: كيف لعاقل أن يقتنع بأن الرسول كان يطوف على زوجاته جميعًا كل ليلة، وهو يقوم ثلثي الليل، ونصفه، وثلثه؟ وأضاف: "الدهشة من حقنا عندما نرى من يصطنع قداسة لأحاديث مزوّرة منسوبة إلى سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم، متحججًا بأنها وردت في كتب الصحيح بينما صحيحه هو صحيح السند والرواة، وليس صحيح القرآن، فيقدم صورة مغالطة تمامًا، ومناقضة كلية للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، عن تلك الصورة التي يقدمها القرآن الكريم"، على حد قوله. وتابع عيسى: "من المؤكد أن كتب الحديث ومروياته تقدم لنا النبي في مواضع ومواقع كثيرة هو نفسه نبي القرآن لكن ماذا نفعل مع أحاديث في ذات الكتب، تحول صورة النبي إلى أبعد ما يكون عن حقيقته.. هل ساعتها نحن مطالبون بأن نصدق هذه الأحاديث حتى لو تناقضت تمامًا مع صفات نبينا القرآنية؟ وهاجم عيسى من لا يسمحون بمهاجمة الحديث النبوي ووصفهم ب"المدلسين بالالتفاف والدوران والمراوغة وليّ عنق الحقيقة، حتى لا يسمحوا لأنفسهم بالطعن في صحة الحديث، حتى لو كان رواته ممن يقدسون سلسلتهم، ولأنه جاء في البخاري ومسلم".