حمل خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي "المتلفز" الذي توجه به إلى الشعب المصري مساء اليوم العديد من الرسائل إلى الداخل والخارج في آن معًا. وفيما بدا محاولة لطمأنة المتخوفين من إمكانية تعطيل الاستحقاق الثالث في "خارطة الطريق"، قال السيسي، إنه سيتم استكمال بناء مؤسسات الدولة بإجراء الانتخابات البرلمانية في شهر مارس المقبل، ومن ثمَّ فإن مصر ماضية على طريق تنفيذ استحقاقات "خارطة الطريق". وللمرة الأولى ألمح السيسي لتسريبات صوتية نسبت مؤخرًا إليه ومدير مكتبه عباس كامل تتضمن إهانة للخليج، قائلاً إن "مصر لا تسيء لدول الخليج"، معتبرا أن "دعم دول الخليج سبب رئيسي في صمود مصر أمام كل التحديات"، محذرًا من حرب معلومات تحاول الوقيعة بين مصر والخليج، وأوضح أن الجيل الرابع من الحروب "يستخدم فيه الإرهاب وسائل الاتصال الحديثة والشائعات علشان يجيب نتيجة للتأثير على وحدة الشعوب والدول". وأضاف "هناك الكثير من الشائعات التى رددها البعض خلال الفترة الماضية، والناس تقول الكلام ده بيتقال ليه؟". ومضى قائلاً: "التقيت بمجموعة من الناس، وتكلمنا، ولم يكن هناك أى تجاوز أو إساءة واحدة خرجت مني ضد أى شخص ولا فصيل ولا جماعة ولا كيانات". وفيما يبدو انه تشكيك من قبل السيسي فيما يبث من تسريبات حملت إهانة لبعض دول الخليج، قال السيسي "إن كانت في حرب معلومات.. أنا عندي كلام وأعمل فيه اللي أنا عايزه"، في إشارة منه إلى إمكانية اختلاق أحاديث وتصريحات دون أن يكون لها أصل. وأضاف السيسي أنه "إذا كانت هناك معلومات تستخدم من بعض الأشخاص والجيل الرابع والعلم والتكنولوجيا تستخدم لكى تحقق أهداف خبيثة"، ماضيا بالقول "إذا كنت أنا لا أتجاوز يبقى هسمح إزاى أن يبقى فيه تجاوز وأنا مش هوضح أكثر من ذلك". وقال: "كل المحاولات التي تجري لإثارة الخلاف والشقاق بين أشقائنا لازم نكون منتبهين لها كويس أوي". ووجه السيسي الشكر لدول الخليج التى قدمت الدعم لمصر منذ 3 يوليو ذكر منها المملكة العربية السعودية والكويت والإمارات والبحرين، مشيرًا إلى أنها مَن أوقفت مصر على قدميها طيلة الفترة الماضية، مؤكدًا أن العلاقات القائمة لن تتأثر بمحاولات الوقيعة بينهم فى إشارة لإثبات فشل "التسريبات التي بثتها قنوات محسوبة على الإسلاميين" في الوقيعة بينهم. كما تطرق السيسي إلى القضاء في ظل الانتقادات التي طالت العديد من الأحكام، قائلاً: "عندنا قضاء شامخ"، مؤكدًا أن مقتل الناشطة شيماء الصباغ، الناشطة السياسية وحادث الدفاع الجوي أمام "النيابة العامة". ونسب إلى النائب العام قوله خلال اتصال هاتفي بينهما: "محدش هيكون معانا وإحنا بنتحاسب يوم القيامة وأنت مش هتكون جنبي، بنعمل كل اللي علينا". فيما سعى السيسي إلى "طمأنة الشباب" عبر توجيه رسالة بأنهم مستقبل مصر، مطالبًا الأحزاب بمشاركتهم في الحياة السياسية، وقال إنه سيتم الإفراج عن بعض المحبوسين خلال أيام. وتطرق إلى الحديث عن السياسة الخارجية، مشيرًا إلى التزام مصر بالمعاهدات الدولية التي أبرمتها مصر مع الدول، مؤكدًا أن مصر تقيم علاقات مع كل دول العالم. وتحدث السيسي عن "ظاهرة الإرهاب" وضرورة التنسيق بين جهود مصر مع جهود المجتمع الدولي لمكافحة هذه الظاهرة التي قال إنها شاعت في المجتمع بصورة كبيرة. وتناول السيسي أيضًا ضرورة تحقيق السلام والاستقرار فى دول الشرق الأوسط كذلك محاولة الوصول لحل للمشكلة الفلسطينية، وذلك بهدف القضاء على نوايا التنظيمات الإرهابية. كما عرج السيسي في خطاب إلى أوضاع الفلاحين، قائلاً إن "الدولة تهتم بصغار الفلاحين والحكومة تعمل على محل مشاكلهم"، موضحًا أنه تم تخصيص 1.6 مليار جنيه لتطوير القرى الفقيرة. ولم يفت السيسي الإشارة إلى قضية "أطفال الشوارع"، قائلاً إنه تم تخصيص 100مليون جنيه لمعالجة ظاهرة أطفال الشوارع لمواجهة ظاهرة أطفال الشوارع. وفيما يخص المؤتمر الاقتصادي المقرر عقده في مارس المقبل، أكد السيسي أن هناك حكومة تعمل على إنجازها قبل عقد المؤتمر في مارس القادم، أولها إعداد قانون الاستثمار الموحد. وتابع: "سندخل إلى المؤتمر بمشروعات من إعداد الحكومة للمستثمرين وأخرى من إعداد هيئة قناة السويس". وعلى الصعيد الإفريقي، أكد السيسي أن مصر نجحت في استعادتها للدور الإفريقي ورفعت التجميد عضويتها في الاتحاد الإفريقي، مشيرًا إلى زيارته للسودان وإثيوبيا وغيرهما من الدول.