حذر خبير اقتصادي الحكومة من اللجوء إلى الاقتراض الخارجي، مع إعلان الدكتور حازم الببلاوي نائب رئيس الوزراء وزير المالية عزم وزارته إجراء مباحثات مع عدد من دول الخليج علي رأسها السعودية والإمارات لاقتراض خمسة مليارات جنيه قابلة للزيادة خلال الفترة الحالية لسد عجز الموازنة، ملمحا كذلك للجوء للاقتراض من صندوق النقد الدولي، مؤكدا عدم استبعاد هذا الحل. وقال الدكتور شريف دلاور الخبير الاقتصادي، إن لجوء وزارة المالية للاقتراض سواء من الدول العربية أو صندوق النقد الدولي يرجع إلي طبيعة عمله السابقة كمستشار لصندوق النقد العربي حيث قضي جزءا كبيرا من حياته العملية بالكويت ولديه علاقات جيدة بالمؤسسات المالية العربية، لذا فقد سلك هذا الطريق بحكم صلته بهذه المؤسسات. وأضاف أن الاقتراض أي كانت صوره سواء كان من مؤسسات مالية عربية أو أجنبية مرفوض، مشيرا إلى أنه إذا استدعت الضرورة له فيجب أن يتم لهدف الاستثمار وزيادة الإنتاج وخلق فرص عمل ورفع مستوي العاملين، أما ما سيقوم به الببلاوي فهو نوع من الاستسهال من أجل تمويل العجز الذي سيأتي من أجل الدعم والمرتبات وهو ما يعني إلقاء الأموال المقترضة في بلاعة، بحسب تعبيره. وأوضح دلاور أنه يرفض الاقتراض حتى لو كان للتعليم أو الصحة وذلك لما سيؤديه من زيادة لأعباء الدين، مشيرا إلي وجود أعباء كثيرة للديون علي الموازنة العامة للدولة حيث تصرف ربع الموازنة على سداد فوائد وأقساط الدين العام، مؤكدا عدم قدرة الموازنة على تحمل أي أعباء إضافية. وحث وزير المالية على أن ينظر إلى اليونان والبرتغال وما حدث لهما نتيجة للديون وعدم استطاعة الدول الأوربية بالكامل وصندوق النقد الدولي تقديم المساعدة لهما، فكيف سيساعدنا نحن؟. وطالب بضرورة التفكير بشكل تنموي وليس ماليا، مشيرا إلى أن مصر بها الكثير من الموارد التي لم يفكر أحد في استغلالها جيدا، خاصة مع انخفاض قيمة الجنيه المصري نتيجة لتناقص الاحتياطي الأجنبي. وحذر دولار من مغبة اللجوء للاقتراض حاليا باعتباره ليس علاجا وإنما "اسبرينة" ذات مفعول مؤقت تساعد على البقاء في الوزارة دون الوضع في الاعتبار ما قد يحدث بعد الرحيل.