يسعى الانفصاليون الموالون لروسيا للسيطرة على مدينة "ديبالتسيفي" الاستراتيجية شرقي أوكرانيا، رغم سريان وقف إطلاق النار المعلن بين القوات الحكومية والانفصاليين، إذ تقع المدينة بين "دونيتسك"، و"لوهانسك" المستهدفتين من قبل الانفصاليين، فضلًا عن كونها منفذ الخروج الوحيد للقوات الأوكرانية في الشرق نحو المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش في جهة الغرب. وتوقفت بشكل كبير الاشتباكات بين قوات الجيش والانفصاليين شرقي البلاد، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل إليه الطرفان، خلال القمة الرباعية التي عقدت في عاصمة بيلاروسيا "مينسك"، بمشاركة زعماء روسيا، وألمانيا، وأوكرانيا، وفرنسا، إلا أن التوتر لم ينخفض في كل من دونيتسك، وديبالتسيفي. ووفقًا لمعلومات مركز مكافحة الإرهاب الأوكراني، فإن الانفصاليين الذي يهجمون على ديبالتسيفي باستخدام أسلحة ثقيلة، خرقوا وقف إطلاق النار 128 مرة منذ سريانه وحتى الآن، حيث تقوم القوات الحكومية وكرد على ذلك بالحفاظ على النقاط الواقعة تحت سيطرتها في المدينة المحاصرة من قبل الانفصاليين. ويسيطر الانفصاليين بين الحين والآخر على الطريق البري الواصل بين مدينة أرتيميفسك، وديبالتسيفي، وهو الوحيد الذي يؤمن ربط القوات الحكومية في الشرق، بكييف في الغرب، بعد محاصرة الانفصاليين للمدينة من الجهات الشمالية، والجنوبية، والشرقية، إذ يتمكن الجيش بين الفينة والأخرى من تأمين الدعم اللوجستي لقواته في المدينة، ولذلك يطلق الأوكرانيون على ذلك الطريق اسم "طريق الحياة"، والذي أعلن الجيش الأوكراني في بيان له صباح اليوم، سيطرته عليه مجددًا. وتنبع أهمية المدينة بالنسبة للانفصاليين بسبب موقعها الجغرافي الهام، إضافة إلى أنها مركز لشبكات الخطوط البرية والسككك الحديدية، فضلًا عن أنها تقع وسط إقليمي "دونيتسك" الذي يعد مركز الانفصاليين، و"لوهانسك" الذي يسيطرون على أجزاء منه، إذ يربط خط السكك الحديدية المار من المدينة، مركزي دونيتسك، ولوهانسك. ويكسب الانفصاليون بمجرد سيطرتهم على المدينة سرعة في موضوع التحرك بين المدينتين، ونقل الأسلحة، فضلًا عن الخدمات اللوجستية، والتزود بالوقود. ومع ازديات هجمات الانفصاليين على المدينة، يطالبون الحكومة الأوكرانية بسحب أسلحتها الثقيلة من المدينة تطبيقًا لبنود اتفاق مينسك، فيما تؤكد الحكومة بأنها لن تسحب أسلحتها الثقيلة من خط الجبهة مادام وقف إطلاق النار غير سارٍ بشكل كامل بين الأطراف. ومن جانب آخر، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، أمس الاثنين، نشر الجيش الروسي، مدافع ومنصات إطلاق صواريخ، وأنظمة دفاع جوية بالقرب من ديبالتسيفي، وذلك قبيل سريان وقف إطلاق النار بساعات قليلة، كما نشرت صور أقمار صناعية لتلك الأنظمة العسكرية. وأوضح المتحدث باسم مركز مكافحة الإرهاب الأوكراني "أندريه ليسينكو"، لمراسل الأناضول أن الانفصاليين شنوا هجمات على مناطق "جيرنوهينو"، و"بوباسنايا"، و"سانجاروفكا"، و"زولوتوي"، و"كامينكا"، حول ديبالتسيفي، مشيرًا إلى أن الانفصاليين يولون أهمية كبيرة للغاية للمدينة لأنها ذات موقع استراتيجي. وأكد "ليسينكو" أنه من غير الوارد القول بانسحاب الجيش من المدينة، مضيفًا" "قواتنا المسلحة ستدافع عن المدينة حتى النهاية"، معربًا عن اعتقاده بمشاركة أكثر من ثلاثة آلاف جندي من الانفصاليين، والجنود الروس في حصار ديبالتسيفي.