في لهجة مشددة غير مسبوقة منذ اعتلائه قيادة الجماعة منذ أكثر من عام ونصف, شن الدكتور محمد بديع مرشد "الإخوان المسلمين" هجوما عنيفا ضد الولاياتالمتحدة، التي حملها المسئولية عن انتشار الإرهاب فى العالم, بعد مضي عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر، والمسئولية عن نكبة الشعب الفلسطينى منذ أكثر من 60 عامًا، وتشريده بعيدًا عن دياره ووطنه. وطالب بديع في رسالته الأسبوعية، الولاياتالمتحدة- التي شنت في أعقاب هجمات سبتمبر حربات على ما يسمى "الإرهاب"- بالبحث عن أسباب ودوافع "الإرهاب" إذا كانت معنية حقا بالقضاء عليه, ورأى أن السبب الرئيس لظهور الإرهاب هو قهر الشعوب والتعالي عليها والكيل لها بمكيال خاص. واعتبر أن أحد أهم أسباب "الإرهاب" هو الانحياز الأمريكي لحليفتها إسرائيل التي تأسست على أراضي الفلسطينيين قبل أكثر من 60 عامًا وما سببه ذلك من تشريد لملايين الفلسطينيين الذين أجبروا على الرحيل ونزحوا من ديارهم. وقال بديع: "أمريكا هي التي تسببت في النكبة الفلسطينية"، وإن "الركام والحطام والدمار الناجم عن الاحتلال الصهيوني يفوق مئات المرات التدمير الناجم عن ضرب مركز التجارة في نيويورك، بالإضافة إلي مئات الآلاف من القتلى والجرحى والمشردين والمنفيين من وطنهم". وتنبأ مرشد "الإخوان" بقرب نهاية الإمبراطورية الأمريكية، وقال إن حكمة الله البالغة تؤكد أن لكل ظالم نهاية, والجميع الان يشهد نهاية الطواغيت في أرجاء الوطن العربي، كما إننا نشهد بداية أفول نجم السيطرة الأمريكية والحضارة الغربية أيضًا". ولفت إلى الأصوات التي تتعالى من هناك منذرة بسوء مصير البشرية في ظل حضارة خاوية من الإيمان، مشيرا إلى أن الخلاص للبشرية في اتباع نهج الإسلام ومنظومته القيمية, "وإذا كانت "عاد الأولى" قد سقطت سقوطًا سريعًا فما أقرب "عاد الثانية" إلى عاد الأولى.. تلك سنة الله التي لا تتحول ولا تتبدل". وقال إن "الربيع العربي" الذي تشهده المنطقة أدى إلى الإطاحة بثلاثة من الأنظمة الحاكمة بالمنطقة والذين وصفهم بأنهم "أعتى الطغاة في المنطقة"، الذين "تولوا مهمة شن الحرب على ما يُسمَّى بالإرهاب؛ فجففوا المنابع، وضربوا الإسلام، وحاصروه، واشتركوا في ضرب العراق وأفغانستان ومحاصرة غزة". وتابع: "إرادة الله شاءت قبل أن تحل الذكرى العاشرة لأحداث 11 سبتمبر أن تنطلق الثورات والانتفاضات العربية ضد الظلم والطغيان والديكتاتورية والفساد والاستبداد، وتطيح بأعتى الطغاة في المنطقة"، مشيرًا إلى الإطاحة بكل من زين العابدين بن علي في تونس، ومعمر القذافي "عميد الإرهابيين" في ليبيا، وحسني مبارك "الكنز الإستراتيجي" لإسرائيل في مصر. وأعرب عن دهشته وتعجبه من ادعاء الإدارة الأمريكية أنها بسياستها وفرضها الديمقراطيةَ ودفاعها عن حقوق الإنسان؛ عجَّلت بالثورات العربية؛ واكد أن هذه أكذوبة كبرى، خاصة وأن الثورات العربية قامت لصد تلك الهجمة الصهيو-أمريكية لمواجهة ذلك الانبطاح من الحكام الطغاة إزاءها.