دعي محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، الفرقاء السياسيين إلي الجلوس إلي طاولة الحوار، لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تمر بها البلاد. جاء ذلك في تدوينة نشرها صوان يوم الخميس، علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال فيها "نحن نتابع مع أبناء الوطن وكل المهتمين بالشأن الليبي، بلهف شديد جولات الحوار التي دعي إليها في مدينة غدامس، نظراً لما يمر به بلدنا الحبيب ليبيا من أزمة سياسية حادة، وظروف صعبة، تدعو كل غيور إلى بذل أقصى الجهود، وتقديم ما أمكن من التنازلات، لإنجاح الحوار والدفع باتجاه إيجاد مخارج للأزمة". وعقدت الأربعاء، في مدينة غدامس جنوب شرقي ليبيا، جلسات حوار بين فرقاء ليبيا برعاية أممية، وذلك خلال جلسات منفصلة نظمها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس بعثة الدعم برناردينو ليون مع وفدي الحوار عن مجلس النواب المنعقد بطبرق والمؤتمر الوطني العام (البرلمان المنتهية ولايته) الذي عاود عقد جلساته في طرابلس. وعن ذلك قال محمد صوان وهو رئيس أكبر الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية في ليبيا: "آمل أن يلتئم شمل أطراف الحوار كافة سريعاً في جولات الحوار القادمة، ويفلحوا في التأسيس لحوار يشمل الجميع ويخرج البلاد من الأزمة ويحقن الدماء ويحقق الأمن والاستقرار والمصالحة الشاملة" . وخلال التدوينة نفسها، أشاد رئيس حزب العدالة والبناء الليبي بموقف أعضاء المؤتمر الوطني العام لقبولهم الجلوس على طاولة واحدة مع إخوانهم من الطرف الآخر، وذلك بعد أن علق الأخير مشاركته مطالبا بعقد الحوار داخل الأراضي الليبية وهو الأمر الذي لاقي توافق الجميع ونفذ أمس في غدامس. كما أشاد محمد صوان بكل الجهود التي بذلت من بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا والجهود التي تبذل سواء من الأطراف المشاركة في جولة الحوار أو التي دعمت المشاركة فيه. وأسفرت أولي المحادثات في مدينة غدامس التي تمت بلقاءات منفصلة عن تحديد جدول زمني للجلسات المباشرة القادمة بين الطرفين وكذلك تحديد ممثلي الطرفين بأربعة ممثلين لكل منهما وذلك ضمن مسارات عديدة للحوار. وشارك في جلسة أمس ممثلون عن مجلس النواب المجتمع بطبرق شرقاً (المعترف به على نطاق واسع دولياً) إلى جانب نواب مقاطعين لجلساته أبرزهم نواب عن مدينة مصراته (أكبر المدن الداعمة لعملية فجر ليبيا والموالية لحكومة طرابلس المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام) إضافة إلى ممثلين عن المؤتمر الذي يشارك لأول مرة في جلسات الحوار منذ انطلاقها في غدامس في سبتمبر/أيلول الماضي. وتأتي مبادرة بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لعقد حوار ليبي بعد أن تصاعده حدة الأزمة السياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).