قال بشير شهاب، الناطق باسم المجلس البلدي لمدينة غدامس (غربي ليبيا)، إن جولة جديدة للحوار بين القوى الليبية، تقرر إجراءها غدا الأربعاء. وأوضح شهاب في حديث لوكالة الأناضول أن فريقا تابعا للأمم المتحدة، وصل مساء اليوم الثلاثاء إلى غدامس، لإعداد التجهيزات الأخيرة قبل انطلاق جلسات الحوار. فيما أفاد مسؤولون في المجلس البلدي، لمدينة غدامس، أن التحضيرات اللازمة لاستضافة وفود القوى المشاركة في الحوار قد اكتملت. وأوضحت المصادر لوكالة الأناضول، أن أغلب الوفود وصلت الى أحد مطارات تونس، وسوف تصل إلى مطار غدامس صباح غد الأربعاء. وأشارت المصادر إلى أن الحوار سيجمع ذات الأطراف التي اجتمعت في جنيف وهم ممثلو مجلس النواب، وعدد من النواب المقاطعين لجلسات البرلمان بطبرق، وممثلو منظمات المجتمع المدني، إضافة لوفد عن المؤتمر الوطني العام بطرابلس. فيما نفت المصادر مشاركة قيادات عسكرية في جلسة الغد. وأمس الإثنين، أعلنت بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، أن جلسة الحوار ستنعقد في ليبيا هذا الأسبوع، كما ستنعقد خلال هذا الأسبوع اجتماعات تحضيرية يشارك فيها قادة الجماعات المسلحة. وكانت البعثة أعلنت في وقت سابق، أنها توصلت إلى اتفاق مع الأطراف الليبية، لنقل الحوار إلى الأراضي الليبية بعد إصرار المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرًا بطرابلس) على مقاطعة جلسات الحوار خارج ليبيا. ولم تصدر أي تصريحات رسمية من الأطراف الليبية، بشأن المشاركة في الحوار، سيما "المؤتمر الوطني" المنتظر أن يشارك لأول مرة في الحوارات. ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، تقود الأممالمتحدة، متمثلة في رئيس بعثتها للدعم في ليبيا، برناردينو ليون، جهودا لحل الأزمة الليبية الأمنية والسياسية في ليبيا، تمثلت في جولة الحوار الأولى التي عقدت بمدينة "غدامس" غربي ليبيا. ومنتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، استضافت الأممالمتحدة جولة من المحادثات في جنيف (في ظل غياب أي ممثلين عن المؤتمر الوطني العام)، بهدف الوصول إلى حل للأزمة الليبية، التي تعيشها البلاد، منذ سقوط نظام الرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011. وكان المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته أعلن تعليق مشاركته في حوارات السلام التي ترعاها البعثة الأممية للدعم في ليبيا بعد ما قال إنه اعتداء قوات موالية للواء خليفة حفتر على مؤسسات في بنغازي (شرق)، قبل أن يعيد ويرهن مشاركته في الحوار بنقله إلى الأراضي الليبية. وفي 2 فبراير/ شباط الجاري، أعلن في ليبيا عن اتفاق بين البعثة الأممية والمؤتمر الوطني العام على نقل الحوار الجاري في جنيف إلى ليبيا. وتعاني ليبيا من أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).