عاد نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية – وليته ما عاد، وليته ما تولى ما تولى– عاد من دمشق بأسوأ من خفي حنين، عاد بنعل بشار في وجوه جميع العرب، عاد يبشرنا بأن الإصلاح قائم ومتوقع، وأنه اتفق من بشار على الخطوات الإصلاحية، وأن الأخير أطلعه – لا نقول على خطوات أخرى منتظرة، ولا على ضمانات واضحة توقف المجازر- ولكن على الخطوات الاصلاحية التي إتخذها طوال الأسابيع الماضية، وعاد نبيل العربي يقول أن الجامعة العربية لن تكون معبرًا لإتخاذ إجراءات ضد دولة عربية. إذًا عاد الرجل من (الشام) محملًا بكل أمراض وأوبئة السياسة العربية من الجهل والإستخفاف بعقول الناس وبدمائهم، والتضليل الإعلامي، والتماهي بين الدولة وشخص الحاكم والخلط بينهما !!. الحق أنني قرأت الخبر وتصريحات العربي عدة مرات لأفهم وأستوعب وقع الصدمة، كنت أعلم من البداية أن زيارته لدمشق غير موفقة ولا معنى لها إلا تعضيد نظام مجرم دموي فاشل، لكنني قلت لعلها محاولة ضغط أو لحقن الدماء، أما أن يقال أنه رجع بما كان بشار قد أصدره خلال الأسابيع الماضية !!، ففيم ذهابك إذًا، هذه القرارات البشارية غير المفعلة كنا نعرفها ونعرف تفاصيلها يوم صدورها وتطير بها وكالات الأنباء، فأي جديد جئت به، هي أكاذيب نعرفها من القوم منذ اربعين سنة، وأي إصلاح يرتجي والرجل يقتل العشرات يوميًا بدم بارد، ويكذب ويكذب ويدعي أنها عصابات مسلحة تسللت وظهرت فجأة في كل ارجاء سوريا، فأي إصلاح يرتجي ممن يكذب على مناضلي شعبه قبل أن يقتلهم بالرصاص أو بالتعذيب في المعتقلات....أليس أول الإصلاح الصدق ثم الرحمة ووقف نزيف الدماء، فإن لم يكن ثمة صدق ولا رحمة، فعن أي إصلاح تتحدث. وأما القول بأن الجامعة العربية لن تكون معبرًا لإتخاذ إجراءات ضد دولة عربية فتعسًا لك من أمين غير مؤتمن !!، لأنت العدو العدو إذًا !!، كيف تماهي بين الطاغية والدولة، وبين عقوبات على نظام فاشي طاغ يراد اسقاطه وتسميها بتسميه مضللة (عقوبات على الدولة)، هل الدولة هي الحاكم وعصابته وبطانته ؟!، ألا ترى أنك بهذا تمالئ العصابة في دمشق على قتل شعبها وتنحاز إليها في صراعها ضد الصدور المكشوفة التي تتلقى الرصاص، والأصوات التي إنطلقت بعد صمت طويل تنادي بالحرية ويريد لها طاغية دمشق أن تصمت إلى الأبد، كان أولى بالجامعة أن تعلق عضوية دمشق فورًا حتى تعلم الشعوب أن دماءها عزيزة على الجامعة، أما أن ياقل أنها ليست معبرًا لفرض عقوبات على الدولة، فما هي إذًا ؟!، أهي معبر للأنظمة الدموية لتتجاوز المجتمع الدولي، وهل ستأبه بها الشعوب العربية بعد الآن وهي تراها تمالئ الطغاة على شعوبهم !!. يال خيبتنا فيك يا نبيل العربي، يال خيبتنا فيك، أي نبل فيما فعلت واي عروبة !!، لعلنا هنا نستلهم ما قاله أحمد شوقي عندما عاد عرابي من منفاه بعد أن استعطف الإنجليز ليعود بقوله " إذا أذنت لى إنجلترا فى الذهاب إلى مصر فإننى أذهب كصديق لا عدو مقاوم "، فما عاد هاجمه شوقي ببيت شعر شهير قال فيه: صغار في الذهاب وفي الإياب...........أهذا كل شأنك يا عرابي ونحن نقول أن رحلة نبيل العربي سيكتبها التاريخ أنها من أخزى الرحلات التي قام بها أحد أمناء الجامعة العربية، وحري بنا أن نقول له: صغار في الذهاب وفي الإياب...........أهذا كل شأنك يا عربي م/يحيى حسن عمر [email protected]