علمت المصريون من مصادر سياسية مطلعة أن لجنة السياسيات بالحزب الوطني طلبت من القيادة السياسية فتح تحقيق مستقل فيما تناقلته وسائل الإعلام ونواب مجلس الشعب عن علاقة الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الجمهورية بممدوح إسماعيل صاحب شركة السلام للنقل البحري ، مالكة العبارة السلام 98 التي غرقت قبل أكثر من أسبوعين ، وعلى متنها أكثر من 1400 راكب ، لقي أكثر من ألف منهم حتفهم . وشددت لجنة السياسات ، التي يترأسها جمال مبارك النجل الأصغر للرئيس ، على ضرورة فتح هذا التحقيق ، وإقالة الدكتور زكريا عزمي إذا ثبت وجود أي علاقة تجارية بينه وبين ممدوح إسماعيل ، كما طالبت لجنة السياسات بضرورة اتخاذ إجراءات عقابية رادعة ضد أصحاب شركة السلام أو أي شركة ملاحية أخرى . وأشارت المصادر إلى أن اللجنة حذرت الرئيس من أن حادث غرق العبارة أساء بشكل كبير إلى سمعة الحزب الوطني وحكومة الحزب ، وأعطى الفرصة لقوى المعارضة والصحافة لشن حملة منظمة ضد سياسات الحزب الوطني ووصفها بالفاشلة. وكشفت المصادر أن عددا من رؤساء لجان مجلس الشعب ضغطوا على جمال مبارك لتقديم هذا الطلب للرئيس مبارك للإطاحة بالدكتور زكريا عزمي ، وأن الدافع الحقيقي لتحريضهم على الدكتور زكريا عزمي لا يكمن في المصلحة العامة وإنما بسبب خلافات شخصية بينهم وبين عزمي. وقالت المصادر إن الرئيس مبارك رفض البت في طلب لجنة السياسات الخاص بالإطاحة بالدكتور زكريا عزمي لحين انتهاء أجهزة أمنية رفيعة المستوى من إعداد تقريرها الشامل عن مافيا النقل البحري وعن المتورطين في الحادث من خلال السماح باستخدام تلك العبارات المتهالك.