الايادي التي إعتادت البناء لا تهدم، والايادي التي اتقنت الهدم لا تبني، والايادي التي تلوثت بدماء الابرياء بأعمال الإرهاب والقتل والترويع لا تتقن سوي هذه الافعال التي حرمتها كافة الاديان، ومن ملء روحه بالجمال لا يقبل القبح، ومن أدمن القبح لا يستسيغ الجمال، ومن إعتاد العمل في السراديب وتحت الارض لا يتقن العمل في النور وتحت أعين الجميع. ومصر الآن في حاجة للتفكير والعمل خارج الصندوق، فالخيارات التي بالصندوق من أفكار معلبة وسابقة التجهيز والتي كانت تصلح في السابق لا يمكن أن تصلح الآن بأي حال من الاحول للوفاء بمتطلبات المرحلة الحرجة التي نمر بها، فالوضع الإقتصادي الصعب الذي نعيشه لا يخفي علي أحد، والتحديات والتهديدات التي تجابهنا شاخصة أمام أعين الجميع ويعلمها القاصي والداني. والبداية الحقيقية لنهضة مصر تكمن في وضوح الرؤية وتحديدها تحديدا دقيقا، وأعتقد أن هذه الرؤية لن تبعد كثيرا عن حلمنا بأن تكون مصر دولة عصرية حديثة تأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا مع الحفاظ علي الهوية الثقافية والدينية وأن تمثل مصر قاطرة التقدم للعالمين العربي والإسلامي، ولتحقيق هذه الرؤية فلا مناص من وضع الآليات اللازمة للوصول لهذا الهدف المنشود، وللامانة فإن الطريق للوصول لهذا الهدف وتحقيق الرؤية جد صعب وشاق وطويل ولكنه ليس مستحيلا.. ولتحقيق الاهداف المرجوة فمصر ليست بحاجة لزعيم أو مٌخلَص ولكنها في حاجة إلي مخلصين إلي جانب إستنهاض الهمم لدي الجميع وغرس القناعات لدي الكل بأن التقدم والنهضة صناعة جماعية وليست صناعة فرد مهما كانت قدراته، لذا يجب أن ينفض الجميع عن أنفسهم غبار الكسل والإتكال والتبعية والإعتماد علي الغير في تلبية الإحتياجات والشروع في تغيير السلوك الموروث بكل ما يحمل من روتين وخوف من التغيير للافضل، ويجب الإنخراط في أعمال جادة من شأنها رفعة المؤسسات المختلفة ومن ثم رفعة الوطن، فإستثمار الطاقات في الإتجاه الصحيح والتخلص من موروث الروتين المتعفن والضارب بجذوره في اطناب المؤسسات سيسارع في دفع عجلة الوطن نحو التقدم، والتخلص من الروتين يقع علي كاهل الدولة والمواطن معا، حيث أنه يجب علي الدولة وضع التشريعات اللازمة لإختصار الإجراءات في كافة المصالح الحكومية، والتخلص من القوانين المتضاربة التي تعج بها كافة مؤسساتنا مع سن القوانين الصارمة للمحاسبة والعقاب كي لا يستغل ضعاف النفوس سهولة الإجراءات في الحصول علي ما لا يستحقوا بوسائل غير مشروعة، كما يجب علي موظفي الدولة الإلتزام بتطبيق القوانين دون تعسف أو تفريط، كما يجب تفعيل دور المراقبة والمتابعة من خلال الاجهزة الرقابية العديدة التي لا يوجد مثيل لها في كافة دول العالم، وتقديم المخالفين للمحاسبة الناجزة والسريعة لذا يجب إختصار إجراءات التقاضي كي يصل الحق لمستحقيه دون إبطاء، وتوقيع العقوبات علي الجناه دون تسويف أو إنتقاء.. أعلم أن الكلام سهل والعمل صعب لذا يجب أن ننتصر لوطننا بأفعالنا وليس بكلامنا ولابد أن نصنع لأنفسنا الهوية التي تكسبنا القوة والتميز وإحترام الآخر لنا ماضي وحاضر ومستقبل... وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.