لعبت ثلاثة عوامل دروا في تراجع مؤشر "الفاو" لأسعار الأغذية في يناير كانون الثاني الماضي إلى 182.7 نقطة، أو ما يعادل 1.9 % عن مستواه في الشهر السابق عليه. وقالت الفاو في تقرير حصلت وكالة الأناضول على نسخة منه اليوم الجمعة إن التراجع المؤشر لأسعار الأغذية الشهر الماضي يرجع جزئياً إلى ضخامة المخزونات، وقوة الدولار الأمريكي، وضعف أسعار النفط الخام. وبدأ المؤشر الدولي للغذاء في التراجع منذ أبريل نيسان الماضي. ويمثل مؤشر "فاو" لأسعار الغذاء دليلاً يستند إلى حركة التعاملات التجارية، لقياس أسعار خمس سلع غذائية رئيسية في الأسواق الدولية، شاملاً مؤشرات فرعية لأسعار الحبوب، واللحوم، والألبان، والزيوت النباتية، والسكر. وبلغ متوسط مؤشر "فاو" لأسعار الحبوب 177.4 نقطة في الشهر الماضي بانخفاض 3.6 % عن الشهر السابق عليه، كما تراجعت أسعار القمح العالمية بنسبة 7 % منذ ديسمبر كانون الأول الماضي ما يعكس وفرة العرض. وانخفض مؤشر المنظمة للزيوت النباتية أيضاً بفارق كبير إلى 156.0 نقطة، وبانخفاض نسبته 2.9 % في الشهر الماضي عن الشهر السابق عليه ليصل أدنى مستوى له منذ أكتوبر تشرين الأول 2009. ويُعزى هذا الانخفاض على الأكثر إلى الإمدادات الوافرة من زيت الصويا فضلاً عن انخفاض أسعار النفط الخام، التي قللت من جاذبية استخدام الزيوت النباتية لإنتاج الديزل الحيوي. كما تراجع مؤشر "فاو" لأسعار اللحوم بنسبة 1.6 % خلال الشهر الماضي إلى متوسط مقداره 194.3 نقطة، بفضل قوة الدولار مقابل اليورو، فضلاً عن الوفرة العالمية في لحم الخنزير للتصدير. وظل مؤشر المنظمة لأسعار الألبان مستقراً في الشهر الماضي حيث بلغ في المتوسط 173.8 نقطة، باستثناء الارتفاع في أسعار الزبد - والذي عزي جزئياً إلى ضَعف اليورو - وفي مقابل الانخفاض الذي طرأ على أسعار الجبن والحليب المنزوع الدسم. وبلغ متوسط مؤشر أسعار السكر 217.7 نقطة، أيضاً بلا تغيير تقريباً عن ديسمبر كانون الأول، في حين شهد مؤشر الألبان أكبر انخفاض وصل إلى 35 % منذ نفس الفترة قبل 12 شهراً. وقالت الفاو، بالنسبة لمواسم 2015 المقبلة، فإن محاصيل القمح الشتوي تنمو الآن في حقول النصف الشمالي للكوكب وتتمتع عموماً بطقس ملائم مع زراعة المزيد من المساحات في أمريكا الشمالية والشرق الأدنى، للتعويض عن تقلّص الإنتاج في الاتحاد الروسي وأجزاء من الشرق الأقصى في آسيا. كما تبدو الظروف العامة لمحاصيل الذرة في نصف الكرة الجنوبي مرضية أيضاً، بالرغم من أن المنظمة تشير إلى أن انخفاض أسعار الذرة أدى إلى تقلص المساحات المزروعة في أمريكا الجنوبية. وعلى الصعيد العالمي، سوف تستخدم كمية 1104 مليون طن من الحبوب للاستهلاك الغذائي، بزيادة 1.1 % عن العام السابق. وتقدَّر المخزونات العالمية من الحبوب في عام 2015 بنحو 623 مليون طن، بزيادة 8 % عن العام السابق.