أسفر تجدد المعارك المسلحة بمنطقة "الهلال النفطي"، التي تحوي منشآت نفطية شرقي ليبيا، اليوم الثلاثاء، عن سقوط 12 قتيلا و43 مصابا علي الأقل وذلك بعد شن قوات "فجر ليبيا" الإسلامية هجمات جديدة علي المنطقة . وقال مسؤول ضمن "عملية الشروق" التي أطلقتها قوات فجر ليبيا للسيطرة علي مواني النفط شرقي البلاد للأناضول إن "قواته تشن منذ صباح اليوم الثلاثاء هجمات قوية علي منطقة السدرة"، مشيراً إلى أن " قوات الشروق تتقدم تجاه منطقة السدرة رغم القصف الجوي ضدهم ". المسؤول الذي طلب عدم ذكر أسمه أكد أن " المعركة التي عقبت الهجوم، والمستمرة حتى مساء اليوم الثلاثاء قد أسفرت عن سقوط 7 قتلى و 30 مصابا حتي الآن ضمن قوات عملية الشروق.". وعلى الجانب الآخر، قال علي الحاسي الناطق باسم حرس المنشآت النفطية التابعة لرئاسة أركان الجيش المنبثقة عن البرلمان المنعقد في طبرق (شرق) أن " حرس المنشآت النفطية بالتعاون مع كتائب الجيش الليبي المساندة له تمكن اليوم من صد هجوم عنيف لقوات فجر ليبيا علي المنشآت النفطية بمنطقة " . وأوضح الحاسي للأناضول عبر الهاتف إن "المعارك دارت علي مشارف منطقة بن جواد التي تتمركز بها قوات فجر ليبيا ". الحاسي أوضح للأناضول عبر الهاتف أن " قوات فجر ليبيا هجمت من أربعة محاور "مما أدى سقوط 5 قتلي ضمن صفوف حرس المنشآت النفطية بالجيش الليبي إضافة إلى 13 مصابا". وبحسب المسؤول الليبي فإن "طائرات سلاح الجو الليبي قد شاركت في صد الهجوم علي منشآت النفط"، مشيراً في ذات القوت إلي مقتل اثنين من قادة فجر ليبيا في الهجوم. واندلعت المعارك المسلحة بالقرب من الهلال النفطي شرق ليبيا في 13 ديسمبر/كانون ثاني الماضي بعد هجوم قوات فجر ليبيا المسيطرة علي طرابلس والمكونة من ثوار مدن مصراتة والزاوية وغريان وتحسب علي تيار الإسلام السياسي علي منطقة الهلال النفطي لمحاولة السيطرة عليه ضمن عملية أطلق عليها اسم "شروق ليبيا"، فيما لاقت تلك القوات مقاومة من حرس المنشآت النفطية وكتائب أخري تابعة لرئاسة أركان الجيش المعينة من قبل برلمان طبرق. وتهدف عملية "شروق ليبيا" بحسب منفذيها إلى السيطرة علي الموانئ والحقول النفطية في شرق البلاد والواقعة تحت سيطرة الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الله الثني والتي كانت قد تسلمتها قبل اشهر عبر اتفاق من مسلحين كانوا يطالبون بتطبيق نظام الحكم الفدرالي في الشرق سيطروا عليها لعام كامل ومنعوا تصدير النفط منها . وفي بيان رسمي، عقب الهجوم علي مواني النفط، اعتبر البرلمان الليبي أن "عملية "شروق ليبيا " تهدف للسيطرة علي مقدرات الدولة الليبية من النفط لتمويل الإرهاب". كما اعتبرت حكومة الثني المنبثقة عن البرلمان ذلك الهجوم "إجهاضا للحوار الذي ترعاة بعثة الأممالمتحدة"، بينما اعتبر المؤتمر الوطني العام السابق (عاد للانعقاد مؤخرا بطرابلس) أن تلك العملية تهدف "لاستعادة السيطرة علي المواني من مسلحين خارجين عن القانون"، بحسب تصريحات لأعضائه. وتعاني ليبيا من أزمة سياسية بين تيار محسوب على الليبراليين وآخر محسوب على الإسلاميين زادت حدته مؤخراً ما أفرز جناحين للسلطة في البلاد لكل منهما مؤسساته، الأول: البرلمان المنعقد في مدينة طبرق (شرق) والذي تم حله مؤخرا من قبل المحكمة الدستورية العليا وحكومة عبد الله الثني المنبثقة عنه. أما الجناح الثاني للسلطة فيضم المؤتمر الوطني العام (البرلمان السابق الذي استأنف عقد جلساته مؤخرا) ومعه رئيس الحكومة عمر الحاسي ورئيس أركان الجيش جاد الله العبيدي (الذي أقاله مجلس النواب).