تداول أنصار ل"داعش" على شبكات التواصل الاجتماعي، اليوم الثلاثاء، إعلاناً تهميدياً ل"إصدار مرئي" مرتقب إصداره من قبل التنظيم بعنوان "شفاء الصدور"، وتوقع متابعون لمسيرة "داعش" أن يتضمن مصير الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة أو هجوم "سيناء" الأخير بمصر الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وبحسب رصد مراسل "الأناضول"، فإنه انتشرت، صباح اليوم الثلاثاء، صورة إعلانية يفترض أنها تمهيد ل"إصدار مرئي" مرتقب إصداره خلال الساعات القادمة من قبل مؤسسة "الفرقان" الرسمية التابعة ل"داعش"، ووعد أنصار التنظيم الذين تداولوا الصورة بكثرة بتعليقات كتبوها عليها بأن الإصدار الذي وصفوه ب"المزلزل" سيتم بثّه "قريبا". وتضمنت الصورة الإعلانية على عبارتين مكتوبتين باللغتين العربية والإنكليزية.. "شفاء الصدور".. "قريباً إن شاء الله". ويطلق تنظيم "داعش" تسمية "الإصدارات المرئية" على مقاطع الفيديو الممنتجة التي يعرضها بأسلوب الأفلام الوثائقية لمعاركه أو لإنجازات يستعرضها فيها، كما تتضمن تلك الإصدارات تسجيلات مصورة لإعدامات أو مشاهد ذبح لرهائن أو خصوم للتنظيم، وبث التنظيم العشرات من تلك الإصدارات خلال الأشهر الماضية مثل "صليل الصوارم" بأجزائه الأربعة و"لهيب الحرب" و"لو كره الكافرون" وغيرها، بحسب متابعة مراسل "الأناضول". وتوقع متابعون لمسيرة التنظيم وتحركاته أن يظهر في الإصدار الجديد الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، إلا أنهم أشاروا إلى أنه "من الصعب التكهن بالوضع الذي سيظهر فيه المذكور". ولفتوا إلى أنه من المحتمل أن يظهر في الإصدار الجديد مشهد ذبح الكساسبة، وبذلك يطوى ملف المفاوضات الشائكة مع "داعش" لإطلاق سراح الطيار الأسير لديه. فيما توقع آخرون أن يتضمن "الإصدار" الجديد تسجيلاً مصوراً لهجوم سيناء الأخير (شمال شرق مصر) الذي استهدفت فيه، الأسبوع الماضي، 3 تفجيرات متزامنة، مقار أمنية وعسكرية بمدينة العريش، مركز محافظة شمال سيناء، وفي نفس الوقت شهدت مقار أمنية أخرى في الشيخ زويد ورفح بنفس المحافظة هجوما بالأسلحة، وقال التلفزيون المصري الحكومي إن الحوادث أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأعلنت جماعة "ولاية سيناء" أو جماعة "أنصار بيت المقدس" سابقاً قبل مبايعتها لتنظيم "داعش" مؤخراً مسؤوليتها عن الهجوم بعد ساعات قليلة من حدوثه، ونشرت تفاصيله في بيان مكتوب أصدرته بعنوان "قسماً لنثأرن"، وعرضت إلى جانبه على شبكات التواصل الاجتماعي صوراً بعيدة لانفجارات يفترض أنها ضمن العملية. ولم يتسنّ التأكد من الصورة الإعلانية الممهدة للإصدار المذكور أو ما أفاد به المتابعون لمسيرة التنظيم من مصدر مستقل، كما لا يتسنّى عادة الحصول على تعليق رسمي من التنظيم بسبب القيود التي يفرضها على التعامل مع وسائل الإعلام.
وانتهت الخميس الماضي، المهلة التي حددها تنظيم "داعش" موعداً نهائياً لإتمام صفقة تبادل المعتقلة العراقية لدى الأردن ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الرهينة الياباني لديه كينجي غوتو والحفاظ على حياة الطيار الأردني الأسير معاذ الكساسبة، قبل أن يقدم التنظيم السبت الماضي على ذبح غوتو، بحسب تسجيل مصور أصدره، وبقي مصير الكساسبة مجهولاً. وكانت عمّان أعلنت موافقتها مؤخراً على إطلاق سراح الريشاوي مقابل الكساسبة، إلا أنه طالب "داعش" بداية بأي إثبات على أن طيارها الأسير "بخير"، وهو ما قد يحتويه الإصدار الجديد "شفاء الصدور". وأعلن تنظيم داعش في 24 ديسمبر الماضي اعتقال الكساسبة بعد إسقاط طائرته الحربية التابعة للتحالف، قرب مدينة الرقة السورية، ونشر موالون للتنظيم صورا له على مواقع التواصل الاجتماعي. والريشاوي معتقلة لدى السلطات الأردنية ومحكوم عليها بالإعدام بعد أن فشلت في تفجير نفسها في 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2005، ضمن سلسلة تفجيرات وقعت بثلاثة فنادق بالعاصمة عمان، خلفت عشرات القتلى والجرحى في الأحداث المعروفة باسم "الأربعاء الأسود".