جميع أعراض انفلوانزا الطيور، تبدو واضحة على جميع الجوارح التى تحكم مصر، وبحسب المتخصصين فإن أبرز اعراض المرض تتلخص فى القئ والاسهال والدوار الشديد الذي تتعرض له الطيور المصابة بالمرض ، وهى اعراض يعانى منها المسؤلون فى مصر ، إذ – رغم مرضهم – لايتوقفون عن تقيؤ التصريحات على وجوهنا ، اما الاسهال فالمسئولون فى مصر مصابون به ، وربما كان شرط توافرالقدرة على اسهال الكذب والنفاق شرطا لكى يصبح المرء مسئولا سهيلا ، حيث يسهل عليه تحميل الغريق مسؤلية غرقه ، سواء فى عبارة او اسفل عمارة منهارة ، الى الدرجة التى يعلن فيها أقرب شخص الى مؤسسة الرئاسة متفاخرا ، " نعم ممدوح اسماعيل صديقى وليس شريكى " ، والاستاذ العلامة ممدوح اسماعيل حفظه الله ، ليس عالما أو قدوة فى أي شئ سوى فى إقامة الحفلات والفرفشات ، فى الفندق الذي يمتلكه فى مصر الجديدة ، بالإضافة الى تخصصه النادر فى قتل المصريين واغراقهم فى البحر الاحمر ، من دون ان يخسر مليما واحدا ، فالغريق هو الذى يدفع قيمة تذكرة سفره الى الدار الآخرة على عبارات السلام التى يملكها صديق لجنة السياسات ، وإذا تفضل الرجل وتنازل عن بعض التعويضات التى تدفعها له شركات التأمين ، واعطى بعضها لإهالى الضحايا ، تشكره الحكومة ، وتعينه امينا لحزبها ، فى الدائرة التى يسكنها الرئيس – مصرالجديدة- ، وتزيد له حجم التعويض ، فتعينه عضوا فى مجلس الشورى ، ليشير عليها بالمزيد من الوسائل السريعة لمساعدتها فى التخلص من المصريين الذين لايتوقفون عن اهدار السكر والشاى ، و(زرب) العيال . اما الدوار الذى يعانيه نظام انفلونزا الطيور ، فلا يحتاج الى إمارات ، تكفيك تلك الشيخوخة البادية على الوجوه واللا أفكار ، والتى وصل الدوار بهم الى حد انهم يسمونها " فكراجديدا " . لقد اصابت انفلوانزا الطيور دجاج وديوك وبط النظام، وبلغت إصابته حد أنه يتصور – مثلا – أن مشهد الجماهير التى توافدت لمتابعة مباريات كأس الأمم الافريقية لكرة القدم، هو دليل عودة الروح لمصر! فهؤلاء العاطلون عن العمل ذهبوا الى الاستاد كنوع من التغيير من المقاهى الى الاستاد ، انهم شباب فقدوا الامل واكتسبوا احباطا ، جعل الجالسين فى المقصورة يتوهمون ان هذا الصراخ والتصفيق فى حب مصر ، انه صراخ المكبوتين ، الصراخ الذى تسمح به خراطيم مياه الامن المركزى ، الصراخ الذى تحرسه عيون امن الدولة بحنان ، وتشجع عليه ، لأنه صراخ لايكلفها الجرى وراء هؤلاء المشجعين فى المظاهرات ان اكثر ما أخشاه ، ان تنتقل انفلونزا الطيور التى اصابت النظام الى شعبه ، لكن أملى كبير فى صحة ما يقوله خبراء منظمة الصحة العالمية، من ان المرض لاينتقل بالدرجة الاولى سوى بطريق الاحتكاك، بين الفراخ المصابة وبين الانسان ، والحمد لله فالناس لاترى أحدا من فراخ – او كتاكيت – النظام إلا من وراء زجاج شاشات التليفزبون ، فلا مجال للاحتكاك ، وانصح كل من يقرأ جريدة وفيها صورة مسؤول ان لا يحتك بها ، وان حدث الامر سهوا ، فليسرع بالاستعاذة من الفيروس الرجيم ، وغسل يديه من اصحاب العبارات واصدقائهم ولاتنتظروا المساعدة من مسؤولى دولة قتلت ألفا من أبنائها بالأمس فى البحر الأحمر ، ونسيتهم منذ أول أمس ، لتواصل الإهتمام بإنفلوانزا الطيور ، لأنه اهتمام غير برئ ، ولعل سببه أنه من السهل- هذه المرة- إلقاء اللوم على الضحايا ، الذين يسكنون فى العشش العشوائية ، فوق أسطح المنازل ، ولا بد من قتلهم جميعا ، منعا لانتشار المرض ، وعندها يصبح قتل الفراخ دفاعا عن الوطن و ينسى قادة النظام ان هؤلاء الجنود الذين يدفعون بهم الى ارض المعركة ، لايختلفون عن العدو فى شئ ، فالفراخ والجنود من ذوات الإثنين وليس الأربع ، ويسكنون معا العشش العشوائية نفسها . اننى اتمنى على قنوات السرايا الصفرا فى ماسبيرو ، ان لاتزيد فى خفة دمها بالحديث عن شفافية النظام، الذى سارع بالإعلان عن ظهور المرض فى مصر، لأنه حديث يفور بسببه شئ لايعرفونه اسمه الدم، فالنظام لم يعد يحتاج لأي رداء ليخفي به عوراته، بعد أن بات يعرضها بفخر، ويكرمها، ويحصنها برلمانيا وحزبيا. [email protected]