أعلن الجيش النيجيري، مساء اليوم الأحد، تصديه لهجوم جديد شنته جماعة "بوكو حرام" المتشددة على مدينة مايدوغوري، العاصمة الإقليم لولاية "بورنو" (شمال شرق). وقالت وزارة الدفاع في بيان، تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن "الهجوم الإرهابي على مايدوغوري في الساعات الأولى من يوم الأحد تم احتوائه بسرعة". وأضاف البيان أن "الإرهابيين تكبدوا خسائر كبيرة، والوضع أصبح هادئا بعد عمليات تطهير ما زالت جارية في المنطقة المتضررة"، دون أن تذكر تفاصيل إضافية أو أرقام محددة. وكان مسلحو "بوكو حرام" شنوا هجوما جديدا على مايدوغوري في وقت سابق من اليوم الأحد، حيث سمع دوي طلقات نارية متفرقة في بعض القرى في ضواحي غرب المدينة في حوالي السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (12:00 تغ). وفي وقت سابق اليوم، قال "جوبرين غوندا"، المتحدث باسم "قوة المهام المشتركة المدنية"، وهي لجان حماية شعبية أوكل إليها مهمة مكافحة الإرهاب، إن قوة مشتركة من جنود الجيش، وحراس اللجان صدت هجوما جديدا لمسلحي جماعة "بوكو حرام" على مايدوغوري. وأضاف: "قتل العديد منهم (المسلحين)، في حين تمكن عدد قليل للغاية منهم، من الفرار بعد أن لحقت بهم إصابات قاتلة"، دون أن يحدد عددهم. وكان مسلحو "بوكو حرام" شنوا هجوما جديدا على مايدوغوري في وقت سابق من اليوم الأحد، حيث سمع دوي طلقات نارية متفرقة في بعض القرى في ضواحي غرب مايدوغوري في حوالي السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (24:00 من مساء السبت بتوقيت تغ). وشاهد مراسل وكالة الأناضول في مايدوغوري مئات من الحراس المحليين يتجهون نحو المنطقة على متن شاحنات. وأضاف غوندا: "لا أستطيع أن أحدد بالضبط عدد القتلى، ولكن الأجهزة الأمنية والشباب ورجالنا قاتلوا بشجاعة لصدهم". وأشار إلى أنه تم ضبط 13 سيارة على الأقل من سيارات المهاجمين، موضحا أنهم لم يقتربوا من مايدوغوري ذاتها حيث نصبت لهم قوات الجيش والشباب وحراس اللجان كمينا على بعد 27 كلم. وفي غضون ذلك، ذكرت مصادر طبية في المدينة أنه حتى الآن (17:25 تغ)، وصلت 11 جثة على الأقل إلى المستشفى العام بولاية "بورنو". وقال مصدر طبي فضل عدم ذكر اسمه، لوكالة الأناضول: "وصل أحد عشر قتيلا في حين تم نقل 30 شخصا مصابين بجروح أيضا إلى المستشفى من موقع الهجوم لتلقي العلاج". وأضاف في حديث لوكالة الأناضول: "أنهم حاولوا مهاجمة ثلاث مناطق مختلفة تشمل قرية مولي، وتم تطهيرها على يد قواتنا في حين تم ضبط أسلحتهم". والأسبوع الماضي، شنت "بوكو حرام" هجوما شرسا على مايدوغوري في محاولة للسيطرة على العاصمة التجارية لشمال شرق البلاد، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وقامت "بوكو حرام" بمحاولات متكررة لغزو "مايدوغوري"، منشأ الجماعة، كان آخرها في شهر ديسمبر/ كانون الأول عام 2013، حيث شن المسلحون هجوما على قاعدة للجيش والقوات الجوية، ما أسفر عن مقتل 24 شخصا على الاقل بينهم عسكريين. ومنذ مايو من العام الماضي، أعلنت الحكومة النيجيرية حالة الطوارئ في ولايات "بورنو"، و"يوبي"، و"أداماوا" في شمال شرقي البلاد، بهدف الحد من خطر "بوكو حرام". وخلال الأشهر الأخيرة، سيطرت جماعة "بوكو حرام" على العديد من البلدات والقرى في الولايات الواقعة في شمال شرق البلاد، معلنة إياها جزءا من "الخلافة الإسلامية". وقتل وجرح آلاف النيجيريين منذ بدأت "بوكو حرام" حملتها العنيفة في عام 2009 بعد وفاة زعيمها محمد يوسف، أثناء احتجازه لدى الشرطة. ويلقى باللائمة على الجماعة في تدمير البنية التحتية ومرافق عامة وخاصة، إلى جانب تشريد 6 ملايين نيجيري على الأقل منذ ذلك التاريخ. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد محمد يوسف، وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية.