«هاآرتس»: قدسية النضال ضد إسرائيل لم تعد مبررًا لوجود تنظيم يصوب سلاحه ضد مصر ربما لم يكن هناك من هو أكثر سعادة من إسرائيل بعد أن قررت محكمة القاهرة للأمور المستعجلة أمس، إدراج "كتائب القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس" ك "جماعة إرهابية"، وهو ما أشارت إليه صحف إسرائيلية في تعليقها على القرار غير المسبوق. وقالت صحيفة "هاآرتس"، إن "القرار المصري باعتبار "القسام" منظمة إرهابية هو حرب على المشتبه بهم في القيام بعمليات تخريبية ضد مصر"، مضيفة: "الفارق ربما لن يكون كبيرًا على الصعيد العسكري، لكن هذه هي المرة الأولى التي يناقض فيها زعيم عربي وجهة النظر القائلة بأن تنظيمات المقاومة التي تحارب ضد إسرائيل تخدم بالضرورة الشأن العربي". وأضافت "الإرهاب الذي أصبح جزءًا لا ينفصم عن الحياة اليومية في مصر لم يعد موجودًا فقط في سيناء، بل امتد لشوارع القاهرة والإسكندرية، وإلى الحدود الغربية القريبة من ليبيا، إنها حرب استنزاف حقق فيها الجيش المصري نجاحات معينة". وأوضحت أن "مصر قامت بإخلاء المنطقة الحدودية مع قطاع غزة وهدم أكثر من 1200منزل وتدمير أنفاق التهريب بين القطاع وسيناء والهجمات المستمرة على الإرهابيين، لكن هؤلاء يعتمدون أيضًا على عمليات تهريب السلاح من الحدود الليبية وعلى داعمين لا يسكنون في شبه الجزيرة المصرية". واعتبر أن "قرار القضاء المصري باعتبار القسام منظمة إرهابية، يأتي بعد حوالي عام من إعلان نفس القضاء حماس حركة داعمة للإرهاب وحظر نشاطاتها بمصر"، لافتة إلى أن "القرار لن يصنع انعطافًا وتغييرًا في طرق محاربة الإرهاب، فالقاهرة لم تجد أي صعوبة في الماضي في اعتقال نشطاء حركة حماس الفلسطينية أو تقديمهم للمحاكمة، وبدون قرار قضائي رسمت مصر منذ زمن بعيد جدول أهدافها فيا يتعلق بغزة ونظام حماس، إغلاق معبر رفح هو جزء من هذا الأمر، وكذلك التأجيل المستمر في عقد مؤتمر إعمار القطاع". وأشارت إلى أن "الجوانب السياسية للقرار القضائي المصري مهمة كالجوانب العسكرية؛ فقدسية النضال ضد إسرائيل لم يعد مبررًا لوجود تنظيم يصوب سلاحه ضد مصر، وهكذا أوضحت مصر أن الشأن الفلسطيني مهم فقط إذا لم يشكل تهديدًا عليها". واعتبرت أن "توقيت القرار هام، فالانتخابات ستجرى قريبًا وهناك جهود لتقليل مشاركة الإخوان كمستقلين بها". وأشارت إلى أن "هذا القرار الذي جاء باتفاق مصري سعودي تم التوصل إليه حتى قبل وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، من شأنه أن يضع أي دولة عربية أو إسلامية تريد مساعدة غزة أو حماس أمام معضلة صعبة؛ فهذه المساعدة ستنظر إليها مصر على أنها دعم لمنظمة إرهابية". ولفتت إلى أنه "رغم أن إسرائيل قد تكون سعيدة لأن مصر هي الدول العربية الوحيدة التي صنفت حماس كحركة إرهابية، إلا أن هذا التصنيف لن يحل مشاكل إسرائيل مع الحركة الفلسطينية، فإسرائيل تعلم جيدًا أن استمرار الحصار على غزة وعرقلة إعمار القطاع من شأنه إشعال غزة مجددًا وأن يؤدي إلى جولة جديدة من العنف".