قال النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح إن بلاده ستستضيف مؤتمر المانحين الثالث لمساعدة الشعب السوري في 31 مارس المقبل. وأضاف الصباح في مؤتمر صحفي مشترك عقده بعد ظهر اليوم مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في مقر وزارة الخارجية الكويتية إن "زيارة الوزير فابيوس الأولى للكويت تعكس المكانة المرموقة والرفيعة لفرنسا عند الشعب الكويتي وقيادته". ووصف الصباح المباحثات الثنائية التي أجراها مع نظيره الفرنسي بالمعمّقة والبنّاءة، وقال إنها "تناولت مختلف الموضوعات الرامية إلى توطيد أواصر علاقات التعاون والتنسيق بين البلدين". وأشار إلى أن فرنسا تعتبر شريكا اقتصاديا مهما لدولة الكويت، خاصة أنها تحتل المرتبة العاشرة من ناحية حجم التبادل التجاري الذي وصل الى ما يقارب ملياري دولار، يضاف إليها قيمة الاستثمارات الكويتية التي تحتل المرتبة الثالثة أوروبياً والبالغة أكثر من 11 مليار دولار. وقال الصباح إنه "لفرنسا دوراً بارزاً ومهماً فيما يخص الأزمة في سوريا والأوضاع في العراق وليبيا واليمن". وأضاف أن "وجهات النظر تطابقت فيما يخص الإرهاب وضرورة توحيد كافة الجهود لمكافحته"، مجددا في هذا الصدد إدانة الكويت للأعمال الارهابية البشعة التي وقعت مؤخرا في فرنسا، ورفض الكويت التام للإرهاب بكافة أشكاله وأنواعه. وعن الحرب الدولية ضد تنظيم داعش، قال الصباح إن "الكويتوفرنسا ضمن تحالف من 60 دولة لمساعدة العراق، والإرهاب خطر علينا جميعا والمسؤولية الدولية مطلوبة لردع هذه المخاطر وهناك خطط استراتيجية لطريقة التفكير وطرق التمويل والتجنيد والاتصالات التي تقوم بها المجموعات الارهابية، وكل هذا أخذ بعين الاعتبار بين الدول التحالف وكل ما يتعلق بإمدادهم وانتشارهم". من جانبه ، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إنه "حمل رسالة صداقة من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت". وعن العلاقات الفرنسية الكويتية، قال لوران "على الصعيد السياسي نحن أكثر من أصدقاء وانما اشقاء وعلى صعيد المجلات الاخرى العلمية والتجارية والاقتصادية والعسكرية نحتاج لأن نرتقي بها لتكون على مستوى العلاقات السياسية". وأوضح أن هذه الزيارة تهدف إلى تعزيز مجالات التربية والعلوم والاقتصاد والثقافة، وقد وقعنا على اتفاقيات بهذا المجال وهناك قرارات فورية اتخذناها وتتعلق بالاستثمار وكيفية زيادته. وأشار إلى أن فرنسا قررت جعل مدة منح التأشيرات للمواطنين الكويتيين 48 ساعة بحد اقصى، وهي أقصر مدة تمنح فيها فرنسا تأشيراتها حول العالم. وعن الملف النووي الايراني قال فابيوس إن "إيران يجب أن يكون لها الحق كاملا في استخدام الطاقة النووية السلمية، لكن انتاج القنبلة النووية لا"، واصفا المباحثات بهذا الشأن بالمعقدة. وأضاف الوزير الفرنسي إن "ايران موافقة على هذا الموقف المبدئي ولكن يجب استخلاص كل الامور التقنية مثل عدد آلات الطرد المركزي ونوع الوقود وماذا يحل ببعض المفاعلات". ومضى قائلا إنه "حتى الان لم نتمكن من الوصول الى اتفاق مؤكد وأجلنا مهلة الحد الاقصى إلى نهاية يونيو/حزيران المقبل". وبشأن مواجهة داعش، قال فابيوس إن "الارهاب خطر دولي وعلينا جميعا مواجهته والمواجهة دولية ولهذا السبب نقف جنبا إلى جنب". وأوضح قائلا أن "الطريقة التي يقدم بها الارهابيون انفسهم بانهم يعملون تحت اسم الدين هذا زعم خاطئ، ولا أحد يقتل باسم الله، ونحن عندما نقاتل هؤلاء نقاتل الكاذبين والقتلة و قبل كل شيء نحن نحمي المسلمين لانهم أول ضحايا هذا الارهاب". ويشن تحالف غربي – عربي، بقيادة الولاياتالمتحدة، غارات جوية على مواقع ل "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في الجارتين العراقوسوريا، وأعلن في يونيو/ حزيران الماضي قيام ما أسماها "دولة الخلافة"، ويُنسب إليه قطع رؤوس رهائن وارتكاب انتهاكات. وقال فابيوس "في بعض الأوساط في فرنسا انتشرت مزاعم تتعلق بعدد من الدول بشأن دعمها للإرهاب ، ونحن في فرنسا نكافح الارهاب ولا تساهل ابدا مع الارهاب باي شكل من الاشكال". وأضاف "لكن لا يمكننا اتهام الدول هكذا هباء، بالنسبة لهذه الدول نحن نقول لا تساهل مع هذه الدول أي أننا لا نكون لطفاء بشكل مبالغ به مع اشخاص لا يستحقون". ومضى قائلا "نكافح الارهاب و من يمول الارهاب ولو عرفنا أن هذه الدولة أو تلك تمول الإرهاب سنستخلص النتائج دون شك". وعن من يسمون "الجهاديون الفرنسيون"، قال فابيوس إنه "حسب تقديرات وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف، فإن عدد الفرنسيين الذين قاتلوا في سوريا و المنطقة المجاورة هو 400 شخص". وأضاف "هناك اشخاص مشكوك في إرادتهم بالذهاب إلى هناك وإلى ليبيا وعددهم ألف شخص وهذا رقم صعب بالنسبة لنا، وهؤلاء الاشخاص يخضعون لمراقبة عن قرب، وإذا قاموا بشيء ضد القانون سيتم اتخاذ الاجراءات تجاههم". وبشأن المسلمين في فرنسا والذين يشعرون بالخوف وعن كيفية حمايتهم، قال فابيوس إن "كل المواطنين الفرنسيين أيا كان دينهم حتى يعاملون بالتساوي، وأي شعور عدائي للإسلام أمر مرفوض فالإسلام دين الاعتدال". وقُتل 12 شخصًا، بينهم رجلا شرطة، و8 صحفيين، وأصيب 11 آخرون، قبل ايام، في هجوم استهدف مقر صحيفة "شارلي إبدو"، الأسبوعية الساخرة في باريس، أعقبته هجمات أخرى أودت بحياة 5 أشخاص خلال الأيام الماضية، فضلًا عن مصرع 3 مشتبه بهم في تنفيذ تلك الهجمات. ونشرت مجلة "شارلي إبدو" في أول أعدادها بعد الهجوم الدموي، الذي أودى بحياة عدد من صحفييها في السابع من الشهر الجاري، رسما كاريكاتوريا للنبي محمد، خاتم المرسلين، حاملا لافتة مكتوب عليها "أنا شارلي"، وعبارة ساخرة هي "الكل مغفور له".