حذرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية من أن خطرا يتهدد استقرار نظام الرئيس عبدالفتاح السيسي بمصر بعد وفاة العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مشيرة أن الإشكاليات الاقتصادية و"حرب الوراثة" المحتملة قد تفضي إلى دفع الحكم الجديد في الرياض لعدم الوفاء بالتزاماته المالية تجاه السلطة الحاكمة في مصر. وذكرت الصحيفة أن "الصراعات على السلطة بعد وفاة الملك عبد الله من شأنها أن تؤثر على سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية في المنطقة وعلى مصر، والتي بدون المساعدات السعودية قد تشهد اشتعالا". وأشارت إلى أن الصحف المصرية نعت الملك الراحل واصفة إياه بالكبير والحكيم، كما سارع الرئيس عبدالفتاح السيسي بالسفر للرياض للإعراب عن تعازيه للعائلة الملكية التي لم تسمح للحزن بكبح الخلافات فيما بينها. وأوضحت أن "الرئيس الأمريكي هو أيضا أدرك تأثير الصراع على السلطة في السعودية على موقع المملكة في الشرق الأوسط وسياسة واشنطن بتلك المنطقة، ولهذا قام باراك أوباما بتقصير زيارته للهند من أجل الوصول إلى الرياض؛ لتقديم تعازيه ومحاولة الاطمئنان من أن سياسة الملك سلمان ومن سيخلفه لن تحيد عن المسار الذي تقوم عليه العلاقات الأمريكية السعودية". وأضافت "هذا هو أيضا السبب الرئيسي لزيارة السيسي للسعودية، فمصر تعتمد على الصعيد الاقتصادي وبشكل تام على مساعدات الرياض، والملك عبد الله الذي منح القاهرة العام الماضي مليارات الدولارات، نجح في وساطته قبل موته للمصالحة بين القاهرة والدوحة، والسيسي عليه أن يتأكد الآن أن ضخ الأموال السعودية للقاهرة لن يتأثر في أعقاب وفاة الملك". وقالت "قبل حوالي الأسبوع، أوضح السيسي أنه يهتم بحقوق الإنسان بشكل لا يقل عن أي شخص أخر، إلا أن 90 مليون مصريا بحاجة للمأكل والمشرب والعيش"، مضيفة أن "هذه ليست بشرى مشجعة لحركات المعارضة المصرية التي ترى أن آمالها في التغيير الفعلي، لم تتجسد خلال عام ونصف من حكم السيسي". وذكرت أن "مصر ليست السعودية التي أنفق ملكها مليارات الدولارات لتحسين أجور موظفي الدولة وبناء وحدات سكنية"، لافتة إلى أن "تسكين المواطنين الذي وعد به السيسي وسيتم تمويله بشكل جزئي من قبل دولتي الإمارات والسعودية، سينتظر عدة سنوات أخرى"، لافتة إلى أنه "بدون هذه المساعدات قد تشتعل مصر، والسيسي ليس لديه أي ضمانات بأن النظام السعودي الحاكم الجديد لن يمر بهذه الأزمة التي ستؤثر على قدرته في منح كل المساعدات للقاهرة". ولفتت إلى أن "تغيير السلطة في السعودية ليس القلق المصري الوحيد؛ فالسيسي الذي يرغب في إعادة القاهرة لمركزها القيادي بالشرق الأوسط، لا يعرف هل سينسق الملك السعودي الجديد سياساته مع مصر، كما كان يفعل سلفه الملك عبدالله، أم أن سلمان سيلقن القاهرة درسا في القيادة؟".