أعلنت الحركة الشعبية قطاع الشمال، المتمردة في السودان، مساء الإثنين، أنها أجبرت مروحية أممية على الهبوط في مناطق واقعة تحت سيطرتها. وقال المتحدث باسم وفد الحركة الشعبية المفاوض، مبارك أردول، في بيان، حصلت الأناضول على نسخة منه: "استطاعت قواتنا إجبار طائرة مروحية على الهبوط، كانت تحلق في فضاء منطقة (لم يسمها) تشهد عمليات عسكرية واقعة تحت سيطرتنا". وأوضح البيان أن "طاقم المروحية المكون من 6 أفراد قالوا إنهم يعملون مع برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة". وأضاف: "هم الآن سالمون ولم يصابوا بأذى، وإذا تأكدنا بأنهم حقيقة يعملون لصالح الأممالمتحدة، وليس لصالح الحكومة السودانية فإننا على استعداد كامل لإطلاق سراحهم فورًا". وأشار البيان إلى أن "سلاح الجو التابع للجيش السوداني يقوم بتنفيذ عمليات قصف جوي مكثفة ضد الأهداف العسكرية الخاضعة لسيطرتنا". ولم يحدد البيان متى تم إجبار المروحية على الهبوط ولا المنطقة التي هبطت بها، ولا البعثة التابعة لها المروحية، غير أنه تعمل بالسودان 21 منظمة إنسانية تابعة للأمم المتحدة أبرزها برنامج الأغذية العالمي الذي تعمل بالسودان منذ عام 1963، بجانب 104 منظمات أجنبية أخرى تتركز غالبية أنشطتها في مناطق نزاعات حيث يحارب الجيش 4 حركات مسلحة في 8 ولايات من أصل 18 ولاية سودانية 5 منها في إقليم دارفور المضطرب غربي البلاد. ومنذ يونيو 2011، تقاتل "الحركة الشعبية - قطاع الشمال"، الحكومة السودانية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق. وتتشكّل الحركة من مقاتلين انحازوا إلى الجنوب في حربه ضد الشمال، والتي طويت باتفاق سلام أبرم في 2005، ومهد لانفصال الجنوب عبر استفتاء شعبي أجري في 2011. وانخرط المتمردون والحكومة في يوليو/ تموز 2012 في مفاوضات غير مباشرة برعاية الوسيط الأفريقي ثامبو مبيكي، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2046، الذي ألزمهما بالتفاوض لتسوية خلافاتهما بعد انهيار الاتفاق الإطاري. وفي هذا القرار، الصادر في مايو 2012، فوّض مجلس الأمن الاتحاد الأفريقي برعاية المفاوضات، على أن يقدم الوسيط الأفريقي تقارير دورية بشأنها إلى المجلس. وفي ظل الصراع بين حكومة الخرطوم والحركة استضافت العاصمة أديس أبابا تسع جولات من التفاوض بين الجانبين، كان آخرها في ديسمبر الأول الماضي، لم تفلح جميعها في وقف النزاع المسلح.
وكانت الجولة الثامنة من المفاوضات بين الجانبين جرى تعليقها أواخر نوفمبر ثان الماضي، قبل أن يتم استئنافها في 5 من الشهر الماضي، لتتعثر مرة أخرى بعدها ب 3 أيام. وتسبب النزاع المسلح المندلع منذ 2003 في إقليم دارفور الذي يقطنه نحو 7 ملايين نسمة في مقتل 300 ألف شخص وتشريد نحو 2.5 مليون شخص بحسب إحصائيات الأممالمتحدة. وتشهد أيضا ولايتا جنوب كردفان والنيل الأزرق المتاخمتين لدولة جنوب السودان نزاعا مسلحا منذ يونيو 2011 تضرر منه نحو 1.2 مليون شخص بحسب إحصائيات أممية.