قال المعارض والفنان السوري جمال سليمان، اليوم الأحد، إن صدور "بيان القاهرة" الذي توافقت عليه كيانات معارضة سورية في ختام اجتماعاتها في العاصمة المصرية، أمس السبت، شجعه على قبول دعوة موسكو لحضور اللقاء التشاوري بين المعارضة والنظام الذي من المقرر أن يبدأ يوم غد الإثنين ويستمر لثلاثة أيام. وفي تصريحات خاصة لوكالة "الأناضول"، أوضح سليمان الذي يعرّف نفسه على أنه "معارض مستقل"، أنه تلقى دعوة موسكو قبل اجتماع المعارضة السورية بالقاهرة خلال الأيام الثلاثة الماضية(اختتم أمس السبت)، وكان "يميل إلى عدم قبولها، غير أن توافق المعارضة على بيان القاهرة شجعه على قبول الدعوة والسفر إلى موسكو". وأضاف قائلاً "أصبح لدي بعد صدور البيان نقاط محددة استطيع أن أتحدث بها خلال اللقاء، وستكون تلك النقاط هي مرجعيتي فيه سواء مع الجانب الروسي أو مع الأشخاص الذين سيرسلهم النظام أو حتى المعارضين المشاركين باللقاء". وتضمن "بيان القاهرة" الذي ألقاه جمال سليمان بنفسه في ختام اجتماع كيانات معارضة سورية بالقاهرة أمس السبت، من 10 نقاط ركزت على أهمية إحياء الحل السياسي التفاوضي طبقا ل"بيان جنيف" وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. وحول اتخاذه قرار بالمشاركة في لقاء موسكو، بالرغم من التقليل من أهميته خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد عقب تلاوته "بيان القاهرة" بنفسه، قال سليمان "المعلومات المتوفرة عن لقاء موسكو متناقضة وملتبسة، ولكنه باب فتحه الروس، علينا أن نتعامل معه، دون أن يكون لدينا أي توقعات إيجابية أو سلبية ". ولفت إلى أنه لا يتوقع التوصل لاتفاق خلال لقاء موسكو، إلا أنه رأى فيه "فرصة لاستطلاع إمكانيات الوصول إلى حل سياسي من خلال ما سيطرح من أفكار". وأشار الفنان إلى أنه يتمنى أن يفضي لقاء موسكو إلى مناخ مناسب للوصول إلى اتفاق شامل في مؤتمر ترعاه الأممالمتحدة تحت مسمى "جنيف3 "، بحيث يفضي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات تدير شؤون البلاد، وهو ما تضمنه "بيان جنيف". وحمّل سليمان المعارضة والنظام مسؤولية الوصول لذلك، لكنه استدرك قائلا "المسؤولية الأكبر تقع على عاتق النظام قبل المعارضة، ويجب أن يبدأ أولى خطوات بناء الثقة بالإفراج عن المعتقلين على الأقل". ومن المرتقب أن تستضيف موسكو خلال الفترة مابين 26 إلى 28 يناير/كانون ثان الجاري "لقاء تشاورياً" بين المعارضة والنظام السوري، بهدف تقريب وجهات النظر بين الطرفين لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع الدامي في سوريا المستمر منذ نحو 4 أعوام. وفيما أعلنت كيانات المعارضة الرئيسية "الائتلاف السوري " و"هيئة التنسيق الوطنية" و "تيار بناء الدولة" رفضها المشاركة في لقاء موسكو، من المرتقب أن يشارك معارضون بصفة شخصية، بعيدا عن اسم الكيانات المنضمين لها. وكان النظام السوري أعلن ديسمبر الماضي موافقته على المشاركة في "اللقاء التشاوري" بموسكو، إلا أنه يُتوقع أن يكون تمثيله ضعيفاً فيه. وينص بيان مؤتمر "جنيف 1" الذي عقد بإشراف دولي في يونيو 2012 وتصر المعارضة السورية على أن يكون منطلقاً لأي حل سياسي مفترض، على وقف العنف وإطلاق النار، والإفراج عن المعتقلين، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة، وضمان حرية تنقّل الصحفيين، والتظاهر السلمي للمواطنين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية كاملة الصلاحيات. إلا أن الخلاف على مصير بشار الأسد في مستقبل سوريا هو ما عطل تنفيذ أي من تلك المقررات، وأفشل جولتين من مفاوضات "جنيف 2" التي عقدت ما بين يناير وفبراير، 2014، في التوصل لحل سياسي للأزمة.