التقى مسئولون أمريكيون وكوبيون كبار الأربعاء في هافانا للمرة الاولى منذ 35 عاما بهدف البدء فى حوار يفترض ان يحدد قواعد التقارب التاريخي بين البلدين. والمرحلة الاولى من هذه المباحثات المدرجة كانت في اعلان الرئيسين الامريكي باراك اوباما والكوبي راؤول كاسترو تطبيع العلاقات بين بلديهما وذلك في السابع عشر من ديسمبر الماضي، كما تمت الاربعاء مراجعة اتفاقيات الهجرة بين هاتين الدولتين اللتين لا تفصلهما سوى نحو 200 كيلومترا . وجرت المحادثات المغلقة برئاسة مساعد وزير الخارجية الامريكي لشئون أمريكا اللاتينية اليكس لي ومن الجانب الكوبي مديرة شئون الولاياتالمتحدة في وزارة الخارجية الكوبية جوزفينا فيدال. وغدا الخميس، ستركز المحادثات على اعادة العلاقات الدبلوماسية المقطوعة منذ العام 1961وخاصة اعادة فتح سفارتي البلدين . وحول مسائل الهجرة، سيدرس البلدان وسائل مراجعة الاتفاقيات الموقعة في العام 1994. وبموجب هذه الاتفاقيات، تتعهد واشنطن بالحد من تأشيرات الهجرة الممنوحة وبإعادة المهاجرين غير الشرعيين . وعلى خلفية هذه النقاشات حول الهجرة يبرز “قانون تصحيح الوضع” الذي اقره الامريكيون في العام 1996 ويمنح تسهيلات اقامة للمهاجرين الكوبيين. وهذا النص يواجه انتقادات حادة من قبل هافانا التي تعتبره تشجيعا على الهجرة العشوائية والخطيرة عبر مضيق فلوريدا. وعلى الصعيد الرسمي، فان الكونجرس “مجلسى الشيوخ والنواب ” هو الوحيد المخول بالغاء هذا القانون. لكن العديد من الخبراء يؤكدون أن البيت الابيض يتمتع بإمكانية إفراغه من مضمونه، وهو ما يؤجج مخاوف العديد من الكوبيين . كان الرئيس الأمريكي قد أعلن أنه سيحيل على البرلمانيين قريبا مشروع رفع الحصار التجاري والمالي المفروض على الجزيرة الشيوعية منذ العام 1962 على الرغم من ان الأغلبية الديمقراطية قد أعربت عن معارضتها لهذا المشروع. وفي اطار جهد المصالحة نفسه، تعهد أوباما بدراسة شطب كوبا من اللائحة الامريكية للدول التي تدعم الارهاب والتي تحرم كوبا مساعدة المؤسسات المالية الدولية كما رفعت واشنطن ايضا سلسلة قيود تجارية وأخرى تتعلق بالسفر، وقررت تليين إجراءات تحويل الأموال لمهاجرين كوبيين. من جهتها، أفرجت كوبا عن 53 أسيرا سياسيا , لكن واشنطن اكدت انها تعرف نوايا الحكومة الشيوعية في مجالات حقوق الانسان والانفتاح السياسي. وعلى الرغم من ان أغلبية واسعة من الامريكيين ترحب بتغيير السياسة حيال كوبا، الا ان العديد من النواب الجمهوريين وقسما من المنشقين الكوبيين ينتقدون واشنطن لإنها لم تحصل على شيء في المقابل. وفي هافانا، شدد مسئول في وزارة الخارجية أمس الثلاثاء أيضا على حرص النظام الشيوعي على احترام “مفاهيم سياسية مختلفة” وطالب بمحادثات بين هافانا وواشنطن بدون عقبات .