يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي، غدا الأربعاء، في فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس)، وذلك بعد نحو 11 عاما لم تشارك خلالها رئاسة الجمهورية في المنتدى، فطوال السنوات الماضية شاركت مصر من خلال رؤساء الحكومات أو الوزاراء ومحافظي البنك المركزي. وكانت آخر مشاركة لمصر في المنتدى العام الماضي، عندما شارك حازم الببلاوي، رئيس الوزراء وقتها، ووزير المالية السابق، أحمد جلال، ونبيل فهمي، وزير الخارجية السابق، ومحافظ البنك المركزي، هشام رامز. وفي يناير 2011، اضطر وزير التجارة والصناعة الأسبق، رشيد محمد رشيد، إلى مغادرة المنتدى والعودة إلى مصر لاندلاع تظاهرات ثورة يناير. ما هو مؤتمر دافوس؟ "دافوس" هي منظمة غير حكومية لا تهدف للربح، مقرها جنيف بسويسرا أسسها كلاوس شواب، الأستاذ في علم الاقتصاد، فى عام 1971. وتنظم المنظمة كل عام مؤتمرا سنويا يحضره لفيف من النخب الاقتصادية إلى جانب رؤساء الحكومات والوزراء، وبعض منظمات المجتمع المدني إلى جانب بعض المحامين والصحفيين والأكاديميين، وأحيانا يعقد المنتدى اجتماعات إقليمية في بعض الدول، مثلما حدث من قبل في الأردن ومصر. من هم المشاركون؟ يشارك في منتدى دافوس هذا العام أكثر من 40 رئيس دولة وحكومة، فضلا عن 2500 من قادة الأعمال والمجتمع المدني، بحسب الموقع الإلكتروني للمنتدى. ومن أبرز القادة ورؤساء الحكومات المشاركين الباجي قائد السبسي، رئيس تونس، وفرانسوا أولاند، رئيس فرنسا، لي كه تشيانغ، رئيس وزراء الصين، وأنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية، وأحمد داود أوغلو، رئيس وزراء تركيا، وجون كيري، وزير الخارجية الأمريكية، ومحمد نواز شريف، رئيس وزراء باكستان، وماتيو رينزي، رئيس وزراء إيطاليا، وسيمونيتا سوماروغا، رئيس الاتحاد السويسري، وجاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا. من يشارك من مصر؟ أكد منير فخري عبد النور، وزير التجارة والصناعة، في بيان، أنه سيشارك في المنتدى، بالإضافة إلى وزير المالية، هاني قدري، فيما قال وزير الاستثمار، أشرف سالمان، لأصوات مصرية، إنه لن يشارك لحضوره مؤتمرا عالميا في نفس التوقيت في نيويورك، تشارك فيه بنوك الاستثمار العالمية للترويج للفرص الاستثمارية بالسوق المحلية ومؤتمر القمة الاقتصادية المقرر عقده في مارس المقبل. وقال سالمان إنه "مهتم بمؤتمر نيويورك خاصة أن غالبية البنوك المشاركة تضخ استثمارات عملاقة بالدولار الأمريكي وهو ما تحتاجه مصر حالياً". كما أكد وزير التموين، خالد حنفي، لأصوات مصرية، عدم مشاركته في المنتدى. وقال محمد حسن، المستشار الإعلامي لوزيرة التعاون الدولي، إن نجلاء الأهواني لن تشارك في الوفد الحكومي المصاحب للرئيس في المنتدى. ويشارك أيضاً في المنتدى مجموعة من رجال الأعمال المصريين، منهم أحمد هيكل، رئيس شركة القلعة للاستثمارات المالية، وأحمد أبو هشيمة، رئيس شركة حديد المصريين. ما هي الموضوعات التي ستناقش؟ يناقش المؤتمر ال 45 من المنتدى الاقتصادي العالمي هذا العام، والذي ينعقد في الفترة من 21 إلى 24 يناير، عشرة تحديات عالمية وهى: البيئة وندرة الموارد، ومهارات العمل ورأس المال البشري، والمساواة بين الجنسين، والاستثمار طويل الأجل، والبنية التحتية، والأمن الغذائي والزراعة، والتجارة الدولية والاستثمار، مستقبل الإنترنت، الجريمة العالمية ومكافحة الفساد، والاندماج الاجتماعي، ومستقبل النظم المالية. ويشمل برنامج المنتدى 280 جلسة، منها أكثر من 100 جلسة سيتم بثها حيا. عما يتحدث السيسي؟ أشار الموقع الإلكتروني للمنتدى إلى أن السيسي، والملك عبد الله بن الحسين ملك الأردن، وحيدر العبادي رئيس وزراء العراق، ومسعود برازاني رئيس إقليم كردستان العراق، وبترو بوروشينكو، رئيس أوكرانيا سيتحدثون عن حل الأزمات الجيوسياسية في ظل الصراعات المستمرة لزعزعة الاستقرار في أوكرانيا والشرق الأوسط وأجزاء أخرى من العالم، وكيف يمكن للمجتمع الدولي أن يشارك في إحلال السلام الدائم؟ بينما يتحدث كوفي عنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة، ومارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، وألفا كوندي، رئيس غينيا، وإبراهيم بوبكر كيتا، رئيس جمهورية مالي، عن تداعيات تغير المناخ، بالإضافة إلى ما يمكن للعالم أن يقدمه في مجال مكافحة الأوبئة مثل الإيبولا ومرض السكري. وفي موضوع تباين النمو والسياسات النقدية ستتحدث كريستين لاجارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي (IMF)، ومحافظي البنوك المركزية من البرازيل وكندا وانجلترا وفرنسا وايطاليا واليابان والمكسيك وسويسرا. ما أهمية مشاركة السيسي؟ يقول شريف الديواني، مدير قطاع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا السابق في منتدى دافوس، إن وجود السيسي في المؤتمر له أهمية كبيرة تعزز من دور مصر في حل المشكلات التي تواجه العالم وطرح تصوراتها ورؤيتها لهذه المشكلات. ولا يتحدث الرؤساء والمسؤولون الحكوميون في العادة خلال المؤتمر عن قضايا بلادهم الخاصة والإصلاحات التي ينفذونها، وإن كان هذا واردا، حسب ما يقول الديواني. وقال وزير الصناعة، في بيان اليوم، إن هذا المنتدى يمثل "فرصة كبيرة لعرض برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى تبنته الحكومة المصرية لاستعادة مكانتها كأحد أهم الاقتصادات فى المنطقة العربية والأفريقية والدولية". وأوضح الديواني أن "قيمة الدول تظهر من خلال طرح الأفكار والرؤى بحيث تكون شريكة في حل مشاكل العالم التي يناقشها المنتدى"، كما أنه "من المفيد أن يخاطب الرئيس المجتمع الدولي في التحديات التي يواجهها ويعرض دور مصر في حل المشكلات والمشاركة مع الدول الأخرى في حل مشكلاتها".
