اتهم عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة "أنصار الله" (الحوثي)، الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، ب"حماية الفساد، وعدم الجدية في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة، وهو ما أوصل البلاد إلى الوضع الحالي". ومنذ صباح أمس تشهد العاصمة اليمنية صنعاء اشتباكات متقطعة بين قوات الحرس الرئاسي ومسلحي جماعة الحوثي، التي تقول إنها سيطرت على قصر الرئاسة، إضافة إلى اشتباكات قرب منزل الرئيس اليمني. وفي خطاب متلفز بثته قناة "المسيرة" الفضائية المملوكة للجماعة، قال زعيم جماعة الحوثي إن "هناك مؤامرة تستهدف اليمن وشعبه وتقودها قوى (لم يسمها) تستهدف المنطقة كلها". ورأى عبد الملك الحوثي، المتهم بتلقي دعمًا إيرانيًا، أن "اليمن يتجه نحو السقوط سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا"، وأن "السلطة في البلاد غارقة في الفساد". وعما تريده جماعة الحوثي، قال إن "المطلوب حاليا هو توجيه كل الجهود لتنفيذ اتفاق السلم والشراكة وفق زمن محدد، باعتباره اتفاقًا عادلًا ومنصفًا لكل الأطراف، واعترفت به القوى الإقليمية والدولية، وصار ملزما للجميع". واجتاح مسلحو الحوثي، وهم من المذهب الزيدي الشيعي، صنعاء يوم 21 سبتمبر الماضي، ثم توسعوا إلى محافظات شمالية وغربية ذات أغلبية سنية. ويتهم مسئولون يمنيون وعواصم عربية وغربية، إيران بدعم الحوثيين بالمال والسلاح، ضمن صراع على النفوذ في عدة دول بالمنطقة بين إيران والسعودية جارة اليمن، وهو ما تنفيه طهران. ونشأت جماعة الحوثي عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب بين عامي 2004 و2010 بين الجماعة، المتمركزة بالأساس في محافظة صعدة، وبين القوات الحكومية في عهد الرئيس السابق، علي عبد الله صالح؛ ما خلف آلاف القتلى من الجانبين.