لقي 23 عسكريا جزائريا وضابطان من سوريا ومالي مصرعهم، وأصيب 35 آخرون، بينهم 8 في حالة خطرة، في حصيلة أولية لتفجيرين انتحاريين، أمس الجمعة، استهدفا مقر الأكاديمية العسكرية بمدينة شرشال بولاية "تيبازة" الواقعة على بعد 70 كيلومترا غرب العاصمة الجزائرية، فيما تضاربت الأنباء حول العدد الإجمالي لعدد القتلى الذي ذكرت بعض المصادر أنه بلغ 35 قتيلا. وذكرت صحيفة (النهار الجديد) الجزائرية، الصادرة صباح اليوم السبت، أن الحصيلة النهائية لضحايا العملتين قد يتجاوز 35 قتيلا.. موضحة أن التفجيرين الانتحاريين نفذا في مطعم وناد خاص بالضباط في الأكاديمية العسكرية بشرشال نفذهما انتحاريان كان الأول راجلا، فيما كان الثاني يقود دراجة نارية. ولم تعلن السلطات الجزائرية حتى اللحظة عن أي حصيلة رسمية للتفجيرين، ويتوقع أن تكون الحصيلة مرتفعة نظرا لطبيعة التفجيرين وظروفهما. وقال مصدر أمني لصحيفة (الخبر) الجزائرية الصادرة اليوم إن الانتحاري الأول دخل مرتجلا إلى ناد للضباط قرب الأكاديمية وفجر حزامه الناسف تزامنا مع أذان المغرب قبل أن يقتحم الانتحاري الثاني الذي كان على متن دراجة نارية مفخخة المكان ويفجر الشحنة الناسفة التي كانت قوية ووصل صداها إلى كامل مدينة شرشال. وأضاف المصدر أن جنرالا ومسئولين محليين تعودوا الإفطار في النادي، غير أنهم لم يتواجدوا لحظة الانفجار لتزامن ذلك مع عطلة نهاية الأسبوع. وأوضح أن قائد أركان الجيش الجزائري الجنرال قايد صالح وعدد من قيادات الأمن انتقلوا إلى مكان الحادث للاطلاع على ملابسات العملتين الانتحاريتين. ونقلت صحيفة (الخبر) عن مصادر أمنية قولها إن أجهزة الأمن كانت قد استشعرت وجود مخطط لتفجير انتحاري، لكنها لم تتوصل إلى تحديد المكان المستهدف، فيما يشير المراقبون إلى أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تتجه إليه أصابع الاتهام في الوقوف وراء هذين التفجيرين. وقال المراقبون إن العملية جاءت لأهداف دعائية من خلال استهداف أكبر أكاديمية لتخريج ضباط الجيش والقوات البرية في الجزائر، والتي تشهد تقليدا سنويا في تخرج العشرات من الضباط بإشراف رئيس الجمهورية، خاصة وأن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد توعد في بيانات سابقة بعمليات انتحارية، وتبني عمليات مماثلة نفذها قبيل وخلال شهر رمضان المبارك. وتعد هذه العملية الثانية من نوعها منذ بداية شهر رمضان المبارك، بعد تفجير انتحاري استهدف في 14 أغسطس الجاري مركزا للشرطة في ولاية تيزي وزو الواقعة على بعد 110 كيلومترات شرق العاصمة الجزائرية، كما أحبطت قوات الجيش الجزائري في منطقة الثنية بولاية بومرداس الواقعة على بعد 50 كيلومترا شرق العاصمة يوم 25 يوليو الماضي عملية انتحارية كان انتحاريان ومرافقهما ينوون تنفيذها ضد أهداف في العاصمة الجزائرية بينهم عبد القهار بلحاج ابن علي بلحاج الرجل الثاني في الجبهة الإسلامية للانقاذ.