على الرغم من أن الوجوه تبدلت والتصريحات اختلفت، إلا أن عباءة الحزب الوطنى مازالت هى الأقوى حتى الآن ليتوارثها ابن العم وابن الأخ رافضين ترك الميراث الذى يبدو أنه سيكون أبديًا على الرغم من الثورات التى راح ضحيتها المئات من الشعب المصرى باسم نعم للتغيير . لتبدأ لافتات المرشحين المحتملين فى انتخابات مجلس النواب، فى الظهور بشكل لافت فى شوارع العاصمة القاهرة وعدد من المحافظات، خاصة فى الأحياء الشعبية، إضافة إلى انتشار الدعاية على مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بعد أن تم تحديد موعد الانتخابات مارس لمقبل، وفى ظل وجود قانون تقسيم الدوائر الانتخابية، والذى يراه السياسيون "خطوة إلى الوراء" . فيما لجأ أعضاء الحزب الوطنى المنحل إلى الدفع بعدد كبير من أقارب نواب الشورى والشعب 2005 و2010 للمنافسة على أكبر عدد من مقاعد البرلمان المقبل، ويسعى المنحل إلى دخول الانتخابات فى ثوب جديد من أجل التغلب على الحظر السياسى لهم والمطالبة بإبعادهم عن الانتخابات. الحيلة الجديدة لأعضاء الوطنى بدأت منذ أسابيع حينما طالب عدد من القوى السياسية الرئيس عبدالفتاح السياسى للتحرك من أجل منع أعضاء الوطنى المنحل من خوض الانتخابات المقبلة حتى لا يتم تقويض فرصهم فى الانتخابات. وحصلت "المصريون" على عدد من أسماء المرشحين ومن بينهم إعلان علاء مازن ترشحه للبرلمان بدلاً من ابن عمه وذلك فى دائرة بندر سوهاج، كما أعلن اللواء صلاح شوقى عقيل نجل النائب البرلمانى السابق شوقى عقيل فى نفس المحافظة أيضًا هو الأمر نفسه مع إعلان حاتم مبارك الترشح بدلاً من شقيقه على مبارك عضو البرلمان والمجلس المحلى السابق . وفى محافظة المنوفية، أعلن معتز الشاذلى نجل كمال الشاذلى، البرلمانى المعروف الترشح للانتخابات، كما أعلن أحمد جلال أبو الدهب نجل جلال أبو الدهب البرلمانى السابق ووزير التموين الأسبق عن خوض السباق أيضًا. يأتى هذا فيما أعلنت تنسيقية 30 يونيو فى بيان صادر لها البحث عن آليات قوية لمواجهة فلول نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك وجماعة الإخوان، مؤكدة أن هناك قوى معادية تتحايل على الشعب المصرى ومنها جماعة الإخوان المسلمين والتى تسلمت السلطة لكى تقطع الطريق أمام استكمال الثورة. وأكدت التنسيقية، أنها ستتصدى لأى محاولة للعودة من قبل الوطنى المنحل أو الإخوان خلال الانتخابات البرلمانية المقبلة. من جانبه قال حيدر بغدادى عضو الحزب الوطنى المنحل، إن قيادات الحزب الوطنى سيخوضون الانتخابات البرلمانية القادمة مستقلين وغير تابعين لأى حزب، مشيرًا إلى أنهم سيستحوذون على 150 مقعدًا فى البرلمان القادم بسبب شعبيتهم الواسعة ووجودهم المستمر فى الشارع، مضيفًا إلى أنه ليس كل من انتمى للحزب الوطنى فاسدًا، وأن الصندوق هو الذى يحكم بعودة الحزب للبرلمان مرة أخرى . قال حيدر بغدادي، عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطنى المنحل، إن 100 عضو من الحزب الوطنى المنحل سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة "مستقلين"، لأن الشعب يريدهم أن يخوضوا انتخابات البرلمان المقبل، مشيرًا إلى أن إدارة الاقتصاد قبل ثورة 25 يناير فى عهد مبارك كان أفضل كثيراً من الوقت الحالى، حسب قوله. وأوضح أن هناك أعضاءً سابقين بالحزب الوطنى وصفهم ب"الشرفاء" سيخوضون الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولن يوجد حرمان سياسى لأى مواطن منهم، لأنهم حاليًا فى دولة القانون، منتقدًا مشروع القطار السريع الذى تم الاتفاق عليه مع الصين مضيفا: "بدل ما يعملوا قطار سريع يعملوا مصانع تدوير القمامة أفضل، وأحمد عز مش هينزل الانتخابات لأنه رجل فاشل سياسيًا". وقال محمد كامل النائب السابق عن الحزب الوطنى المنحل لعام 2010، إنه قرر الترشح لعضوية مجلس النواب فى الانتخابات البرلمانية القادمة وذلك ضمن تحالف المصريين الأحرار قائلاً " ليس من حق أحد عزل أعضاء الحزب الوطنى المنحل ومنعهم من الترشح للانتخابات، طالما لم يتورط أحد منهم فى إفساد الحياة السياسية قائلاً: ليس من حق أحد منعى من الترشح وسجلى نظيف من أى فساد . وقد تصدر رموز وفلول أحزب الوطني، المشهد العام فى عدد من محافظات الجمهورية على رأسها الشرقيةوالغربية من جديد بعد إعلان عدد كبير من أعضاء المجالس النيابية والمحلية وقيادات ورموز المراكز عن الحزب الوطنى بالمحافظة الترشح لانتخابات مجلس النواب . ففى دائرة كفر الزيات وبسيون وقطور يشتد الصراع بعد عودة حيتان البرلمان للساحة السياسية واستقرارهم فى الغربية رغم بعدهم الفترة السابقة عن المحافظة حيث عاد الدكتور طلعت عبد القوى واللواء طيار أمين راضى محمد البرادعى محافظ دمياط الأسبق ونادر المليجى أستاذ جراحة التجميل وفى بسيون عاد تصدر المشهد سيد زغاوة عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطنى وعبد العزيز حتاتة . وانتشرت شائعات عن ترشح رجل الأعمال نبيل فسيخ، عضو مجلس الشعب الأسبق عن الحزب الوطنى فى انتخابات 2010 ومصطفى الخواجة، وفى السنطة تصدر المشهد الدكتور فتحى ندا نقيب الرياضيين ومحمد بدراوى وعامر الشوربجى ومحمد السيد عامر وكيل مجلس محلى المحافظة لدورتين متتاليتين عن الحزب الوطنى . وفى زفتى يتصدر المشهد الإعلامى محمد فودة، الذى يعمل سكرتيرًا صحفيًا لوزير الثقافة الأسبق فاروق حسنى والذى تم القبض عليه عام 1997 ومحافظ الجيزة الأسبق ماهر الجندى واللواء أحمد جمال الدين وزير الداخلية السابق وابن عم عبد الأحد جمال الدين زعيم الأغلبية فى مجلس الشعب دورتى 2000 و2005 ورفعت جودة أمين الحزب الوطنى بزفتى وأحمد فودة مرشح مجلس الشعب عن الحزب الوطنى 2010 وحسام الشاعر عضو مجلس الشورى عن الحزب الوطنى 2006 . كما أعلن الكاتب الصحفى صحفى محمود الشاذلى عضو البرلمان الأسبق عن محافظة الغربية عن عدم ترشحه للانتخابات واعتزاله للمنافسة البرلمانية وقال إن الانتخابات البرلمانية على الأبواب وبعيدًا عما يكتنفها من غموض تنفيذ هذا الاستحقاق هو محاولة لإضفاء شرعية على أباطيل وأكاذيب استغلالا لهذه الحالة التى تمت وتتم من تغييب للعقول وتشويه للرأى. فى محافظة المنوفية، أعلن معتز الشاذلى، نجل كمال الشاذلى البرلمانى المعروف، الترشح للانتخابات، كما أعلن أحمد جلال أبو الدهب، نجل جلال أبو الدهب البرلمانى السابق ووزير التموين الأسبق، خوض السباق أيضًا. لم يكن إعلان البرلمانى السابق مصطفى الجندى الذى يقود تحالف 25/30 وضع أسماء عدد من أهالى الشهداء على القوائم الانتخابية هى المحاولة الوحيدة من قبل مرشحين لاستغلال أسماء الشهداء فى الدعاية الانتخابية لهم فقد صدر التحالف اسم السيدة سامية الشيخ والدة الشهيد محمد الجندى ضمن أسماء الشخصيات العامة التى قرر الدفع بها على قائمته لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة. واستعان عدد من الائتلافات والتحالفات الانتخابية باسم الشهداء خلال عقد مؤتمر جماهيرى لها من بينها الاجتماع الجماهيرى الذى عقده ائتلاف نداء مصر لتدشين الائتلاف الانتخابى الخاص به تحت الشعار الانتخابى "مستعدون لحمل الأمانة" وحضر الاجتماع أعضاء المجلس الرئاسى ورؤساء الأحزاب السياسية وعدد من الشخصيات العامة إلى جانب عدد من أسر الشهداء. ونوهت أحزاب أخرى إلى إمكانية ضم عددًا من أهالى الشهداء والمصابين على قوائمها الانتخابية ومن بين تلك الأحزاب الوفد، وقال سيد أبو بيه الأمين العام للمجلس القومى لرعاية أسر الشهداء والمصابين، إن قائمة الدكتور كمال الجنزورى خاطبت عددًا من أسر الشهداء ومصابى الثورة من أجل ضمهم على القائمة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، مؤكدًا أن عددًا من أسر الشهداء أعلنوا دخولهم الانتخابات بالفعل وعلى رأسهم والد الشهيد خالد الغفير فى المطرية، والذى توفى فى أحداث 28 يناير وشقيق الشهيد صابر محمد بحدائق القبة. فيما أعلن ياسر حسان رئيس لجنة الإعلام وعضو الهيئة العليا بحزب الوفد، عن أن رئيس الحزب الدكتور السيد البدوى قرر الدفع بوالد الشهيد محمد المسيرى ضابط الشرطة الذى اغتالته أيدى الإرهاب على قوائم الحزب فى دائرة الدخيلة بالإسكندرية. وأكد حسان، فى بيان له أنه تقرر الدفع بوالدة الشهيد محمد الجندى على قوائم حزب الوفد فى محافظة الغربية، مشيرًا إلى هناك عددًا آخر من أهالى شهداء ثورتى 25 يناير و30 يونيو القادرين على خوض الانتخابات سوف يتم الدفع بهم فى دوائرهم تقديرًا وعرفانًا للدور الذى قام به شهداء الوطن من أجل أن تعبر مصر من المرحلة الحالية.