أعرب "الإخوان المسلمون" عن ترحيبهم بالتطورات الأخيرة في ليبيا، في أعقاب سيطرة الثوار على القسم الأكبر من العاصمة طرابلس، في مؤشر قوي على انهيار نظام معمر القذافي ودخوله مرحلة النهاية، بعد فقدانه السيطرة على معقله الأهم والذي حافظ عليه لعدة شهور. وأعربت جماعة "الإخوان" عن سعادتها بانهيار النظام الليبي، وقالت إنها تأمل في أن تسير الثورة الليبية في المسار الصحيح وأن ينجح الليبيون فى إعادة بناء دولتهم على أسس ديمقراطية صحيحة وأن يقيموا دولة عربية إسلامية قوية فى بلادهم. وصرح الدكتور محمود حسين الأمين العام للجماعة ل "المصريون"، أن "الإخوان" في ليبيا كان لهم دور في الثورة والجهاد ضد نظام القذافى مثلهم مثل غيرهم من أبناء الشعب الليبى بالرغم من أنهم تعرضوا لضربات قوية من القذافي أجبرت قطاعا كبيرا منهم على الهجرة خارج البلاد. وأكد أن الفضل يرجع فى النصر الذى تحقق فى ليبيا لله ثم للجهاد والتضحية من الشعب الليبى, مقللا من دور الضربات الجوية لحلف الأطلسي "الناتو" في المعركة ضد كتائب القذافي، وقال إن "الناتو" لم يكن له دور كبير كما يعتقد البعض في المعركة ضد نظام حكم العقيد الليبي. وأوضح أن قادة الثورة الليبية سيعملون على إنشاء دولة عربية إسلامية، وأن دول الغرب و"الناتو" لن يستطيعوا تغيير هوية ليبيا وشعبها, مستبعدا أن يكون هناك أي دور ل "الناتو" والولايات المتحدة دور في تشكيل الدولة الليبية الجديدة. من ناحيته، أعرب الدكتور محمد سعد الكتاتني الأمين العام لحزب "الحرية والعدالة" عن سعادته البالغة بالأنباء التى تؤكد سقوط نظام القذافي بعد جهاد قاده الثوار لعدة أشهر، معتبرًا أن بداية انهيار النظام الليبي بالقبض على نجله ثمرة طبيعية لنضال الشعب الليبي وتضحياته، والذي آمن بأن الحريات والحقوق تُنتزع من قبل أنظمة مستبدة استولت على الحكم سنوات طويلة. وقال الكتاتني إن صمود الشعب الليبي وإصراره على نيل حقوقه أكد بما لا يدع مجالاً للشك أن "الربيع العربي" الذي بدأ مع رحيل نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ومحاكمة الرئيس المصري السابق حسني مبارك ورجاله في السجن لن يتوقف؛ حتى يطال جميع الأنظمة المستبدة في العالم العربي. ورأى أن النضال الليبي الذي استمر لأكثر من ستة أشهر يبرهن على وطنية الثورة الليبية التي أعلنت منذ الوهلة الأولى رفضها التدخل الأجنبي المغرض في البلاد، ويؤكد أن تحرير البلاد من الأنظمة الفاسدة المستبدة يتحقق بإرادة وطنية خالصة. ودعا الكتاتني والعدالة الرئيسين السوري حافظ الأسد واليمني علي عبد الله صالح إلى أخذ العبرة والاتعاظ من هذه الثورات العربية الناجحة، والتوقف فورًا عن إراقة دماء شعوبهما، خاصة وان تاريخ الثورات أثبت أن نهاية طريق التعنُّت وإراقة الدماء هو تحرير البلاد.