«ويفوز باللذات كل مغامر»، أول جملة نطق بها الشاب المصرى أحمد الشحات فور نزوله من العمارة التى بها السفارة الإسرائيلية بعد أن قام بوضع العلم المصرى مكان العلم الإسرائيلى. «الفكرة كانت وليدة اللحظة، وراقبت الدوريات الامنية حتى اقتنصت فرصة لصعود العمارة»، هكذا يحكى الشحات قصة العبور الجديد للشعب المصرى، وبينما يستمر الشحات فى صعوده تعلو الهتافات المشجعة والمؤيدة له والتى طالبت باستمرار صعوده حتى تحقق النصر الشعبى بإنزال علم العدو الصهيونى، وتهامس عدد كبير قائلين «هذا أقل ما يجب أن نقدمه لشهدائنا الأبرار، فلتذهب إسرائيل للجحيم». وفور تحقيق الهدف وإنزال العلم الإسرائيلى واستبداله بالعلم المصرى تحول كوبرى الجامعة إلى ساحة للاحتفال التى تواكب الانتصارات الكروية للمنتخب المصرى، أو تلك التى أعقبت تنحى الرئيس المخلوع فى 11 فبراير، حيث ملأت الألعاب النارية سماء المنطقة وسط زغاريد كل السيدات اللاتى كن يسرق أمام السفارة فى تلك اللحظات. الشحات الذى جاء من الزقازيق ليتضامن مع أهالى شهداء رصاص الغدر الإسرائيلى أمام السفارة، قال إنه لم ترهبه الادعاءات بوجود قناصة فوق مقر السفارة، مؤكدا سعادته واقتناعه بما قام به، وواصل «كان يوجد مليون هدف فى خاطرى وانا أصعد لإنزال هذا العلم وهذا شعور كل مصرى فى هذه اللحظات». وعن خطة صعوده المبنى قال الشاب المصرى: كنت أراقب دوريات الجيش وهم يبدلون أماكنهم لتأمين المبنى، وانتهزت فرصة بين تبديل الدوريات ونجحت بدخول المبنى المجاور وقمت بإنزال العلم وتعليق علم مصرنا الحبيبة بدلا منه. وفى رده على توقعات ردود الأفعال من جانب إسرائيل قال أحمد: أعتقد أن كل ما ستقوم به إسرائيل هو الاحتجاج كعادتهم. ثم قاطعت كلامه مداخلة هاتفية لقناة «الجزيرة مباشر مصر» أكد فيها أن ما فعله يتمنى مليار عربى أن يفعله، وأن إنزال علم إسرائيل من فوق سفارتها فى القاهرة، هو أبسط رد على استشهاد الجنود المصريين فى سيناء. وقال الشحات: لم أكن أطمع فى مجد شخصى بما فعلته، بقدر ما كنت أريد أن أقول لكل الناس الذين يريدون قتلنا اخرجوا من بلادنا، مشيرا إلى أن هناك رغبة قوية لدى كل المصريين بقطع العلاقات مع إسرائيل، لأنها تذكرنا بالنظام البائد». وعن طريقة صعوده إلى مبنى السفارة، قال الشحات إنه وصل إلى مقر السفارة قبل 4 ساعات، ولم يتمكن من الاقتراب من العمارة بسبب التشديدات الأمنية، ولكنه استغل اللحظات التى كانت فيها قوات الأمن تقوم بتغيير الورديات، وتسلل إلى العمارة المجاورة للعمارة التى توجد بها السفارة. وتابع الشحات قائلا: بعدما وصلت إلى الدور الثامن فى العمارة التى تضم مبنى السفارة، بدأ الشباب يهتفون لى بالاستمرار، بينما كانت قوات الأمن تطالبنى بالنزول، مضيفا أنه تابع رحلة الصعود إلى مبنى السفارة، وعندما وصلت إلى العلم الإسرائيلى، توقعت أن يكون هناك أمن تابع للسفارة الإسرائيلية، ولكننى فى تلك اللحظة تذكرت إخوتى المصريين الذين استشهدوا على الحدود منذ أيام، وقلت فى نفسى إننى لست أفضل منهم. وأضاف الشحات، أنه فوجئ بعدم وجود أى قوات تابعة للسفارة، مشيرا إلى أنه تمكن بصعوبة من انتزاع العلم الإسرئيلى، بسبب بعد المسافة التى تفصله عنه، مشيرا إلى أنه كان يحمل العلم المصرى فوق كتفيه منذ حضوره للمظاهرة، ولم يكن يتصور أنه سيتمكن من إسقاط العلم الإسرائيلى من فوق السفارة ووضع علم مصر بدلا منه، ووصف شحاتة شعوره فى تلك اللحظة، قائلا إنه شعور لا يوصف. واختتم حديثه، قائلا: اللى جاى أفضل، وربنا يحمى مصر إن شاء الله. وفور انتهاء الشحات من كلامه حمله عدد من المتظاهرين وطافوا المنطقة التى توجد بها السفارة مرددين «ارفع رأسك فوق انت مصرى» و«البطل المصرى أهو»، حينها شعر الشحات بالإجهاد وقامت قوات الشرطة العسكرية بتطويقه وذهبت به حتى بوابة حديقة الحيوان، ثم أخذه عدد من الأطباء إلى داخل عربة اسعاف مجهزة تابعة لوزارة الصحة لتلقى الإسعافات الأولية.