قال رجل الأعمال نجيب ساويرس ومؤسس حزب المصريين الأحرار أنه لا يتخيل أن تسيطر جماعة الإخوان المسلمين على البرلمان المقبل. وأضاف في مقابلة أجرتها معه صحيفة "الرأي" الكويتية أنه "سينتحر" أو يتحول إلى "راعٍ في الجبل" لو سيطر الإسلاميون على البرلمان. وأشار ساويرس إلى أنه يتوقع حصول الإخوان المسلمين على 40% من البرلمان القادم على أقل تقدير، وأرجع ساويرس ذلك إلى تفضيل الأغلبية الصامتة عدم المشاركة في الانتخابات. وقال ساويرس: لو أن هناك 10 مواطنين من بينهم اثنان من الإخوان سيذهب الإخوان إلى صناديق الانتخابات ومن الممكن ألا يذهب الآخرون، وبالتالي فإن نجاحهم مضمون نتيجة سلبية الأغلبية الصامتة وعلى رأسهم الأقباط. نشرت جريدة المصريون هذا الخبر يوم 15 الماضى ،كما نشر فى مواقع عديدة على شبكة الإنترنت .من أمتع ما يمكن أن تدخل على هذه المواقع أيها القارئ الكريم لترى تعليقات القراء على هذا الخبر ، ويمكننى أن اقرر أن كلها تدور حول " المركب اللى تودى..فى ستين .....ياريت من دلوقتى.." *********** ولكن جاءنى بالبريد التعليق التالى من الأستاذ الدكتور مصطفى أبو النور الأستاذ بالمعهد العالى للحاسبات ونظم المعلومات بشبرا الخيمة،أود أن أنشره لصدقه وطرافته : "اسمحوا لي أن اعقب على كل جملة مفيدة لكنها غير مفيدة ،واعذروني على الإطالة: أولا:إنه "سينتحر أو يتحول إلى راع غنم" أرد عليه بمقولة المرحوم الشيخ كشك" عندما قالت ذبابة للنخلة اصمدي لأني سوف أطير من عليكي ، فقالت لها النخلة ما شعرت بك عندما هبطتي فكيف اشعر بك وأنت تطيري" ثانياً:أنه يتوقع حصول الإخوان المسلمين على 40% من البرلمان... أرد عليه بمقولة بائعة الخضار اللي فى الشارع بقولها ""يا ضنايا يا ابني" ، حيث أنه لا يعلم أن هناك أحزابا أخرى ذات توجهات إسلامية أكثر من الإخوان المسلمين أو مثلهم وهذا ليس اعتراضا على الإخوان ولكن تأكيدا انه لم يقرأ أن المجتمع أصبح مليئا بها كحزب النور والتحرير والعدالة و................................ ثالثاً: "لو أن هناك 10 مواطنين من بينهم اثنان من الإخوان سيذهب الإخوان إلى صناديق الانتخابات ومن الممكن ألا يذهب الآخرون، وبالتالي فإن نجاحهم مضمون نتيجة سلبية الأغلبية الصامتة وعلى رأسهم الأقباط." وأظن أن المهندس نجيب يقصد هؤلاء الناس الذين وصفهم فى الاستفتاء بالدهماء ، فلو قالوا نعم للاخوان هم جهلاء ، ولو قالوا لا يصبحوا أغلبية صامتة !! وقالت الدكتورة مايسة فاضل: " بس يتوكل على الله وينتحر وميقلقش من أى حاجة بعد كده و أفلح إن صدق" د /مايسة فاضل . ولكننى أود مناقشة وتحليل ماقاله ساويرس : أنت تقول ، إنك "ستنتحر" أو تتحول إلى "راعٍ في الجبل" لو سيطر "الإسلاميون " على البرلمان . أمرك عجيب !! بلد 95 %من أهله مسلمون ،فمن الطبيعى أن يكون 95 % على الأقل من ممثليه فى البرلمان مسلمين.ومثل ذلك يحدث فى بلاد العالم المسيحى التى تقطنها أغلبية مسيحية من السكان ، فترى فيها الغالبية الساحقة من أعضاء البرلما ن مسيحيون إن لم يكن كلهم . ماذا يقصد ساويرس إذن ؟ كلامه معناه أن الذين سيطروا على البرلمان المصرى فى السابق لم يكونوا إسلاميين ، فماذا كانوا إذن ؟ كفرة مرتدين ؟ أنت تحكم بكفرهم يا ساويرس .. حتى لو كانوا من أتباع الحزب الوطنى المنحل .. إن هذه سقطة تضاف إلى سقطتك فى الرسوم الكاريكاتورية التى تهكمت فيها على الإسلام والمسلمين . نسى ساويرس أن الإسلاميين إذا سيطروا على البرلمان ،فإن ذلك سيكون عن طريق صناديق الانتخاب ، أى برغبة الناخبين فإين المشكلة؟ أم أن الديمقراطية عند ساويرس وأمثاله هى التى لا تأتى بالإسلاميين؟ لا يرضيه إلا أن يسيطر العلمانيون واللبراليون على مجلس الشعب .عداءه للإسلام معروف من زمان، فهو من الذين دأبوا على مهاجمة المادة الثانية من الدستور التى تقول أن الإسلام دين الدولة،واللغة العربية لغتها الرسمية ،ومبادئ الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع، ولطالما طالب بحذفها من الدستور. مهما تحاول يا ساويرس أن تخفى مشاعرك العدائية فإن عبارة تجرى على لسانك دون أن تقصد تُظهر لنا وتكشف ما فى أعماقك ،وقد نبأنا الله تعالى بذلك حيث قال : "أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ .وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ ". يبين الله لنا أنه يعلم خباياهم ومكرهم وخبثهم فقال : " أَمْ حَسِبَ الذين فِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ الله أَضْغَانَهُمْ " أضغانهم : جمع ضِغن وهو الحقد الشديد . "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ": أى في الأسلوب الذي يتكلمون به ومغزاه . وأُقسِم أيّها الرسول لتعرفنّهم في اسلوبِ كلامهم المعوج ، فهل يظن هؤلاء المنافقون أن الله لن يُظهرَ أحقادهم ويفضحهم للرسول والمؤمنين! ولو نشاء لعرّفناك يا محمد أشخاصَهم ، فعرفَته بعلاماتٍ خاصة بهم . ياساويرس أنت كفّرت أعضاء مجلسى الشعب والشورى السابقين ، وهددت بأنك ستهرع إلى الجبل لتشتغل بالرعى ، أى ستهجر المجتمع وتهاجر منه. إنه فكر " التكفير والهجرة " والعزلة عن المجتمع ، جاء على لسانك ربما دون أن تدرى .. "وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ" .... وختاما ، لن أقول لك مثلما قال غيرى : "انتحر وريحنا ، وباى باى كمبورة ، وماكانش يومك يا سوسو" ، ولكننى على العكس من ذلك أدعو الله أن يُطيل عمرك وعمرى وأعمار السادة القراء حتى نراك فى الجبل تعيش فى الكهوف ،تلبس الخشن و ترعى المعيز. وسيكون ذلك إن شاء الله فى المستقبل القريب ،وما ذلك على الله ببعيد . [email protected]