على قناة "أون تي في".. اعترف ممدوح حمزة، بأنه أنفق 100 ألف جنيه، على عدد من الشباب جمعهم في أول أيام رمضان بميدان التحرير!. ولأن حمزة يعمل في السياسة بمنطق "الهواه".. فقط ارتكب "غلطة" العمر كما يقولون وقدم لسلطات التحقيق هذا الاعتراف المدهش! المقاول الشهير، لم يكتف بذلك، وإنما طالب رسميا المشير طنطاوي، بتعويضه عما أنفقه على الشباب، ورد ال 100 ألف جنيه إليه، بعد أن فض الجيش هذا التجمع، وحرمه من الاستمتاع بدفء 100 ألف جنيه في ليلة واحدة، تحت مسمى "اعتصام الثوار"! الثورة فعل جماهيري عفوي وتراكمي.. فإذا وقفت ورائه "قوة مالية".. فإنها والحال كذلك لم تعد "ثورة" وإنما "مؤامرة" لخدمة حامل الشيكات الذي ينفق عليها. ما قاله حمزة على "أون تي في" هي أكبر إساءة للثورة المصرية.. فالرجل يقول إنه صنعها ب"فلوسه".. اعترف علانية بأنه اشترى "شوية" شباب، وشغلهم في ميدان التحرير، وأغدق عليهم بسخاء.. وإذا كان حشد عدد من الشباب لأقل من ساعة أول أيام رمضان كلف الرجل مائة ألف جنيه، فعلينا ان نحسب تكلفة الأيام التي قضاها الشباب في ضيافة ممدوح حمزة أيام الاعتصام في المخيمات.. وما قبلها؟! واستحقاقات تلك الممارسة من علامات استفهام، حول ما إذا كانت خزينة المقاول الكبير، هي التي تحملت قيمة الفاتورة وحدها.. أم كان ورائها مقاول آخر "أكبر" فتح له بوابة "على بابا" للانفاق على "النضال اللذيذ" في ميدان التحرير، تحت رايات ممدوح حمزة؟!. ولعل ذلك يفسر لنا لم "استموت" البعض للسيطرة على "صنية " الميدان تحديدا.. فتحت القُبة لم يكن "مناضلا" وإنما أشياء أخرى تُنعش الجيوب الخالية. ما حدث في العباسية، وفي الميدان قبلها، وبعدها، لم يكن إذن فعلا ثوريا عفويا.. الذين عاثوا شغبا لم يكونوا محض غاضبين من "تلكؤ" صانع القرار.. وإنما حركتهم "بطاريات" ممدوح حمزة المشحونة بما لذ وطاب. إنه فعل "ممول".. وأيا كان التمويل داخليا أو خارجيا.. فإن التكييف القانوني له أنه "مؤامرة".. وبعد اعتراف حمزة رسميا بأنه هو الذي حرك هؤلاء ب"فلوسه" فإن الملف هنا لا يمكن أن يتحول إلى خطاب تعبوي ودعائي على الفضائيات لصالح "المنفق العام" على هذه الفتنة.. وإنما من الطبيعي أن يتحول إلى "ملف جنائي" في مكتب النائب العام وتنظره المحاكم.. فإذا سُمح له بأن يعيث على الفضائيات فسادا.. فإنه من العار تركه ليلوث سمعة الثورة المصرية، ويدعي بأنه اشتراها بفلوسه .. بل ويتبجح ويطالب المجلس العسكري بتعويضه ورد بعض ما انفقه على الثورة! [email protected]