لقد أصبح مصطلح المليونيات مصطلحا مصريا بامتياز بعد أن صكه الثوار خلال ثورة 25 يناير ، معبرا عن الإرادة الشعبية ومؤججا للزخم الثوري وحاميا وناصرا لمسيرتها ومحققا لمطالبها . ثم مالبثت تلك المليونيات أن اختطت لنفسها قواعد واصولا واطرا وقوالب تتواءم مع القائمين عليها والداعين لها على اختلاف اتجاهاتهم ومشاربهم وتياراتهم . استخدمها أنصار الثورة في الضغط لتحقيق باقي مطالب الثورة وللإسراع في تنفيذها ولحماية الوحدة الوطنية وللوصول بمطالب الشعب إلى غاياتها في حين استخمها اعداء الثورة للوقيعة بين الجيش والشعب واشعال الفتنة الطائفية و تأجيج العداء بي ن التيارات والأحزاب المختلفة فضلا عن الرد على الحكومة أو المجلس العسكري أو القوى السياسية المختلفة بخصوص المطالب المتنافرة لكل فصيل على حدة ماحدث بعد مليونية 8 يوليوالتي سبقها اجماع القوى الوطنية من الإسلاميين والليبراليين وغيرهم على تكريس أهدافها على المطالب العامة للثورة التي تم حصرها في سرعة محاكمة مبارك والعادلي وأعوانه وتعويض شهداء الثورة وتنفيذ الانتخابات في موعدها وتخلي الليبراليين عن مطلب الدستور أولا ، وما حدث من تطورات اعقبت هذه المليونية من تراجع الليبراليين عما اتفقت عليه ووعدت به فخرجت تطالب بالدستور أولا والمبادئ الحاكمة للدستور لتلتف على ارادة الشعب وما تلى ذلك بعد حمعة 29 يوليو الإرادة الشعبية التي تصدرها الإسلاميون عامة والسلفيون خاصة فقد كان الإسلاميون قبل هذه الجمعة مشاركون فقط لكنهم لم ينفردوا بالدعوة والتنفيذ للمليونية إلا في هذه المرة ، تطورات ما جاء عقب جمعة الإرادة الشعبية تحتم عليهم ادارة المليونيات القادمة باستراتيجية واضحة ( مرحلية ومستقبلية ) وأهداف محددة وشفافية في المواقف والرؤى . ، سواء للرد على مليونية الصوفية والليبراليين أو للرد على تصريح السلمي نائب رئيس الوزراء بالوثيقة الحاكمة للدستور ، في كل الأحوال يستلزم الأمر وضع بعض القواعد والأسس التي تعبر عن فقه المليونيات القادمة بالنسبة للإسلاميين للإسترشاد بها : - تحديد الهدف من المليونية ( عام وخاص ) - تنظيم الشعارات وترتيبها حسب أولولياتها - تحديد الكلمات والخطب والمنشورات - الاتفاق على خطيب الجمعة وتجهيز الخطبة بما يتوافق والهدف العام من المليونية - وضع خطة أمنية لتأمين المليونية ووضع احتيطات سريعة للتعامل مع أي تطورات مضادة على الأرض . - النظر لما بعد انتهاء المليونية فيما اذا حققت أهدافها ام لا من ثم اتخاذ قرارا مناسبا تجاهه - تنظيم حوارات ومفاوضات مع الحكومة وبقية التيارات السياسية والمجلس العسكري بعد انتهاء المليونية وذلك بصدد تفعيل الجمعة والخروج بنتائج ايجابية - وضع احتمالات مستقبلية لردود الأفعال المتوقعة سلبا وايجابا - الحرص على سلمية المليونية والتحلي بالصبر وعدم الدخول في معارك جانبية مع المخالفين في الميدان ، وعدم الدخول في معارك من أي نوع مع الأمن أو الجيش إن وجد - في حالة فشل المليونية في تحقيق أهدافها أو فشلها في احداث الحشد المطلوب يستلزم سرعة الاستفادة من المليونية بوضعها الحالي لتخقيق بعض الأهداف الجزئية - تحديد الجهة أو الجهات الداعية للمليونية واصدار بيانا قبليا وبيانا بعديا على أن يكون بيانا موحدا - يستحسن وضع متحدثا رسميا واحدا باسم المليونية خصوصا وأن كانت الجهة التي تدعوا لها جهة واحدة أو مجموعة جهات في تيار متناغم - اذا طلبت الحكومة تأجيل المليونية أوالغائها ينظر في الأمر تبعا للمصالح والمفاسد والتوازنات السياسية - حسن اختيار اسم أو عنوان للمليونية يتوافق مع مطالبها ويتوافق و متطلبات المرحلة ومن الممكن الاقتصار بالتلميح دون التصريح - الدعوة إلى تشكيل ائتلاف من القوى الإسلامية السياسية يتفق على الحد الأدني من المشتركات ويعلو على الخلافات الجزئية الأخرى للاتفاق على الحد الأدني ألا وهو الحفاظ على الهوية الإسلامية ومرجعية الشريعة الإسلامية لتدعيم المليونية وحراستها في شكلها الجمعي - الدعوة لتشكيل جبهة من التيار السلفي يضم كل التيارات والفصائل داخله من أجل تفعيل المليونية بعمل يبتعد عن الفرقة ويوحد الصف أمام المخالفين في الاتجاه والمعادين له - ربط المليونية الشعبية بمليونية اليكترونية تكون مصاحبة لها ومكملة لها بعد انتهائها تحتوي على : 1- فاكسات مليونية بعبارات موحدة ترسل للحكومة وترسل للمجلس العسكري قبل الملبونية توضح طبيعة المليونية وبعدها توضح المطالب وامكانية التحاور والتفاوض حولها 2- توقيعات مجمعة على مواقع التواصل الإجتماعي كلفيس بوك والتويتر ، من الفئات الشعبية المعبرة عن المليونية تصاغ وترسل إلى الجهات المعنية وكذلك إلى وسائل الإعلام المختلفة 3- رسائل اليكترونية مليونية ترسل إلى المخالفين للاتجاه الإسلامي توضح لهم حقيقة المليونية ونقاط الإلتقاء معهم وكيفية ازالة اللبث حول مفاهيم المليونية وأبعادها . [email protected]