ولا أقصد بالنبوءة هنا، التنجيم أو الرجم بالغيب، ولا الظن الذي لا يغني من الحق شيئا، وإنما أقصد علم استقراء النتائج في ضوء قراءة المقدمات، ومعرفة الواقع، ومراجعة التجارب واستيعاب دروس ونماذج التاريخ.. لقد آن لكتابات دعاة الإصلاح وأقوالهم التي أطلقوها منذ عقود، وتحققت بعد كل هذا الزمن أبهى وأوضح مما ذهبوا هم أنفسهم إليه، أن تأخذ سياقاتها الطبيعية في مقدمة المشهد الإصلاحي العام.. وفي مقدمة هؤلاء يأتي الدكتور جاسم سلطان.. كنت أتابع عن بعد إسهامات الدكتور والمفكر جاسم سلطان عبر موسوعته النهضة وسلسلة إعداد القادة، ولم أكن قرأت له بتمعن وعمق، حتى فوجئت بعد عودتي إلى مصر في النصف الثاني من عام (2011)، وفي معرض تقديمي ومناقشتي لكتابي الصادر في ذلك العام (دولة النبي صلى الله عليه وسلم) التقيت بأحد مفكري الإخوان البارزين في محافظتي- وهو بالمناسبة كما علمت عنه قامة فكرية وفقهية معتبرة وله وزن داخل تنظيم الإخوان وعضو بمجلس شورى الجماعة- وشرفت بهذا اللقاء وتلك المناقشة – في زمن كان كبار رجال مصر من قادة الجيش والصحافة والإعلام والسياسيين والرياضيين يتشرفون بلقاءاتهم بقادة الإخوان في المقطم وغيره من الأماكن، وتلتقط لهم معهم الصور التذكارية- قال لي المفكر الإخواني ضمن حديث مستفيض عن كتابي وطريقة العرض فيه ما ملخصه: (أن أمثالي ممن يدرسون السيرة والتاريخ بهذا الشكل مع القدرة على الاستدلال منهما بمواقف مقاربة للعصر الحديث ويبنون عليها رؤىً عصرية لا ينسجمون عموما مع فكر ومنهج جماعة الإخوان، وعادة ما يخطون لأنفسهم مشاريعاً فكرية داعية إلى غير منهج الإخوان وفكرهم ونظرياتهم في التنظيم والإدارة والتربية، وربط بيني وبين الدكتور جاسم سلطان بشكل ما، ثم أبدى انزعاجه الشديد من الدكتور جاسم وما ورد في موسوعته (النهضة).. واعتبره من دعاة تقويض العمل والبناء الإخواني!!).. فوجئت بهذا الكم من التحيز ضد د.جاسم.. وكانت مفاجأتي أكبر كوني أعلم أن صديق هذا المفكر الإخواني ورفيق روحه (المهندس محسن القويعي) –رحمه الله- وهو قامة فكرية وسياسية في محافظتي.. يدرِّس موسوعة النهضة للجاسم في دورات للشباب.. وتعجبت لهذا التناقض بين صديقين حميمين ربطتهما رحلة عمر وكفاح ودعوة.. وفي معرض الإعداد لبحثي الأخير الذي أعكف على جزئه الأول حاليا بعنوان (ملامح مشروع إصلاحي نهضوي وطني- #ملامح_مشروع_إصلاحي_وطني) عثرت على نبوءات لعبد الله النفيسي وللجاسم ولغيرهما من مفكري الإصلاح في المشرق والمغرب، كتبت بعضها منذ ربع قرن، وبعضها من عقد أو أكثر من الزمان، لكنها جاءت اليوم كفلق الصبح، فأحببت أن أبدأ سلسلة عنها بنقل جزء من هذا الحوار الكاشف بين موقع ومجلة الإسلام اليوم مع الدكتور جاسم سلطان في مطلع عام 2007م.. منوها أن عرض هذه السلسلة لا يهدف فقط إلى الدعوة إلى مراجعة الذات وإنما يهدف أبعد من ذلك إلى معرفة سنن الله تعالى في الاستبدال والتجديد، وأنه آن أوان التغيير المطلق لفكر ساد قرابة قرن من الزمان ثم وافته سنة التجديد وفق الحديث النبوي الشريف "إن الله يبعث للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها"، وها قد أوشكت مائة عام على العمل الإسلامي الحركي بتياراته وروافده المعروف اصطلاحا بالإسلاميين، والعمل الإسلامي، والإسلام الحركي، والصحوة الإسلامية، وسياسيا ونخبويا بتيار الإسلام السياسي، أوشكت مائة عام على النهاية.. فمنذ ولد هذا الفكر ونما وعمل في لحظة سقوط الدولة العثمانية في عام 1924م، قد أتم مائة عام إلا عشرا.. على أن من خصائص الحركات الإصلاحية التجديدية أنها تتعلم من دروس الماضي ولا تقوضه تقويضا شاملا، وإنما تستفيد من الصالح منه وتبني عليه، وتستبعد ما ثبت فشله، أو ما كان صالحا لزمن لم يعد صالحا لعصر مختلف بأدواته وتقنياته وتعقيداته وتطوره ( إنك عندما قررت الاستغناء عن تقنياتك التي كنت تمتلكها منذ عقدين من الزمان من أمثال جهاز الراديوكاسيت، والفيديو كاسيت، والويكمان، والكاميرا الياشكا التي تعمل من خلال فيلم نيجاتيف36 صورة، والفلوبي ديسك، والقرص المرن العريض ومن بعدها محرك الأقراص السي دي) لم تتخلَ عنها بالضرورة لأنها تلفت أو أبليت من كثرة الاستعمال، أو لأنها لم تكن أدوات جبارة وجاذبة وواعدة في عصرها.. ولكن تحولت هذه الأدوات إلى أثريات تحتفظ بها في الرف العلوي من القسم الأوسط في خزانة ملابسك ومقتنياتك (دولاب غرفتك)، لأن تقنيات الرقمية (الديجيتال) بثورتها التقنية الهائلة قد لاحقتها.. غير أن تقنية (الديجيتال) نفسها التي قامت بتكهين ما سبقها من أدوات، استفادت من نظريات عملها وبنت عليها وطورت في ذات الاتجاه حينا وعكس الاتجاه حينا آخر.. لقد آن الأوان لنستدل بنبوءات الإصلاحيين على مآلات ومصير الإسلاميين على تلمس معالم مرحلة جديدة في عمر الأمة.. دون أن يكون ذلك بالضرورة بحثا وتفتيشا في نوايا السابقين وبواعثهم ومنطلقاتهم، ولا خوضا وتجريحا في أعراضهم، ولا تقليلا من شأن أعمالهم، ولا تصيدا لهفوات وأخطاء تصدر من جيل من البشر هنا وهناك، ولا محاكمة لأدائهم البشري على أرض الواقع.. وإنما تقييم وتقويم للنسق الفكري وتجديد لنبع الإصلاح وتياره المتجدد المتأبي على الركود والأسن والتعفن، فما كان ضروريا منذ تسعين عام لم يعد له مكانا اليوم إلا أن نضعه باعتزاز وتقدير وحنين في ذات الرف العلوي من القسم الأوسط من الخزانة مع أثريات القرن الماضي العزيزة على قلوبنا جميعا – جيل ما قبل تسعينات القرن الماضي- دون أن نرمي به إلى محرقة التاريخ.. لأن الحضارة الإنسانية لا تقوم إلى على التراكم المعرفي والتجريبي، والذين يحرقون تجاربهم الماضية ولو كانت أليمة أو ينسفونها نسفا، أو يلعنونها لعنا ويتبرأون منها على كل لسان، إنما يقطعون جذورهم فيبترون أنفسهم من الوجود.. على أن سنة الاستبدال نفسها لا تسوغ بأي حال من الأحوال ظلم خلق الله أو الطغيان والتجبر عليهم أو الخوض في أعراضهم والولوغ في دمائهم، ومصادرة حقوقهم الحياتية، فليس معنى أن يخرج موظف على المعاش أن نعدمه رميا بالرصاص على باب المؤسسة الحكومية التي ظل يعمل فيها دهرا من الزمن.. ولو كان هذا الموظف مازال متمسكا بالقلم (الكوبيا) في زمن (التابليت).. نقول له تفضل مشكورا معززا مكرما وستظل أثيرا على أنفسنا عزيزا على قلوبنا، نحترمك ونحن إليك حنينا الطفولي إلى أقلام (الكوبيا) وورق الكربون.. فلا يجوز أن تؤخذ تلك النبوءات بعيدا عن مقاصدها أو توظف في هجوم ضار ضد من خرج من خدمة الحركة الإنسانية والفكر الإصلاحي.. بل نقول له شكرا لقد اجتهدت فما أصبت فيه فلك به أجران، وما أخطأت فيه عن حسن قصد ونية لك به أجر.. والأجور عند الله تعالى الجواد، لا نملك لها منحا أو منعا، وإنما نملك الدعاء بالخير والثناء بالمعروف والتبيين بالحق.. لقد أطلت في مقدمة السلسلة لتؤخذ كل فكرة في سياقها المقصود ولا تبتر عنه.. فإلى فقرات من حوار الدكتور جاسم سلطان قبل سبع سنوات دون كثير تعليق فأظنه يشرح نفسه بوضوح: أ - الحالة الإسلامية أطلقت مشروعها وفي ذهنها مسلمات معينة، سقطت الخلافة الإسلامية ولم تعد الدولة الإسلامية موجودة، وبالتالي كان عليها أن تعيد إنشاء البناء المصغر للخلافة في بنيتها وتشكيلاتها، ولأن الإسلام نظام شامل فبدأت تنشئ المنظمات الشاملة التي ستقوم بهذا الدور الذي افتقدناه في الخلافة الإسلامية، وهذا المنطق كان مقبولاً في حينها؛ لأن مسلمته الثانية أن هناك فراغاً أو إمكانية إحداث فراغ حتى يحتله هذا المشروع الإسلامي، ثم يبسط أجنحته على الحياة، فتعود الدولة الإسلامية ابتداءً، ثم دولة توحيد الخلافة بشكل لاحق، هذه الأفكار الابتدائية في حقيقة الوضع اصطدمت بأن الواقع ليس فيه فراغ، لا على المستوى المحلي، ولا على المستوى الإقليمي، ولا على المستوى العالمي، فهناك دولة مركزية، وأينما وُجدت الدولة المركزية ستصطدم بهذه البنى الموجودة، وهذا الذي حدث، إن هذه البنى بتشكيلاتها التي أنشأتها وبأدبياتها التي أنشأتها لإسعاف هذه المنظومة اصطدمت بواقع صلب جعلتها تدفع تكاليف ضخمة جداً، فتم استنزافها في هذا الصراع، وبعد ذلك تم تفريغ طاقاتها في مساحات مثل أفغانستان وغيره، ثم دُفعت في مساحات العنف حتى تستهلك بقية طاقاتها، ثم على مساحة الأرض التي تعمل فيها أصبحت محاصرة حصاراً شديداً، هذا النوع من التفكير يحتاج إلى مراجعة المسلمات التي انطلق منها هذا المشروع. لما انتقل المشروع إلى مناطق العالم الإسلامي انتقلت معه هذه المسلمات والأشكال التي أوجدتها هذه المسلمات؛ فهذه المسلمات إذا لم تكن صلبة بما يكفي وتتم مراجعتها ستنتج لنا نفس المشاكل التي أنتجتها في الفترات السابقة. كل ما أدعو إليه أن نراجع هل هذه المسلمات، فالجزء الصحيح يثبت والجزء الخطأ يُزال. المساحات التي يجب العمل فيها يجب التركيز عليها؛ فاليوم هناك خبرة عملية، فلو كنت موجوداً أيام الشيخ حسن البنا لقلت: إن هذا حل محتمل، لكن بعد مرور ثمانين سنة على المشروع أليس من العقل أن نعمل مراجعات حقيقية في هذه الأفكار، والتي أصبحت وكأنها جزء من الدين؟ أن يصبح هذا التصور للحل أزليا وكأنه وحي مقدس، أعتقد أن هذا القول لم يفكر فيه حتى صاحب الفكرة الأساسية، وإنما هو مما أسبغه الأتباع على هذه المنظومات الفكرية، وهذه المراجعات يجب ألاّ تشمل فقط الأفكار؛ لأن الأفكار بُني عليها عمل مؤسسات التنظيمات وأشكال واستجابات للواقع الخارجي، فالفكرة وإنتاجاتها كلها تحتاج إلى مراجعات. أنا شخصياً لا أؤمن أن هناك حلاً واحداً نموذجياً. هناك حلول قابلة للتجريب، فقد ننتج حلاً الآن محتملاً يبدو منطقياً، فإذا لم يعمل وجب على من بعدنا أن يراجعه، فيلغيه تماماً أو يعدله، سيكون هذا خياره، فكلها حلول بشرية لمحاولة إيجاد الوسيلة الذهبية للتعاطي مع الواقع، ولأنها جهد إنساني فهي قابلة للنظر مرة أخرى، حتى لو حاول أن يستند إلى نصوص شرعية، فالقرآن "حمّال أوجه"، ومن باب أولى السنة كذلك، فكل شخص يستطيع دعم ما يذهب إليه بمجموعة آيات ومجموعة أحاديث ومجموعة تفسيرات ومجموعة تأويلات، والكل يدعي وصلاً بليلى؛ فاليوم لا توجد مجموعة إسلامية سواءً كانت حكومات أو كانت من أفراد أو كانت تنظيمات إلاّ ولها استنادات شرعية. ب - مقررات العقيدة لا تنسحب على مقررات الشريعة، هذا فضاء وهذا فضاء آخر، حقوق الناس تختلف عن حقوق المحاربين، المحاربون يحتاجون قسوة وقوة وحرباً، وحتى في حالة الحرب فمقررات الشريعة تختلف عن مقررات العقيدة. فالغلظة تضبطها الشريعة، إن الطفل والمرأة غير المحاربين والنساك والعباد نحميهم، نحميهم من الألفاظ ونحميهم من العنف المادي. عدم التفريق بين المساحتين يجعلنا في إشكالية كبيرة ليس مع الآخرين فقط، لكن مع ديننا نفسه، يصبح الدين نفسه غير قابل للحياة، ويصبح من حق الآخر أن يقول لك: هذا دينك دين عدواني ظالم يساوي بين القاتل وبين الإنسان المسالم. فالإنسان الذي يهديك هدية ليس مثل الإنسان الذي يطلق عليك رصاصة. لا يمكن التعامل معهما سواء. والقرآن يخبرنا بأنهم ليس سواء، وهم على دينهم من أهل الكتاب الذين رفضوا الإسلام، وهذه المقررات الشرعية تضرب بسبب هذه الاختلالات الموجودة في الساحة. فعندنا ثلاث مساحات نحتاج إلى أن نميز بينها في الدين؛ مساحة العقيدة، مساحة تقرير الحقائق، ومساحة الشريعة (بمعنى القانون)، إذا خلطنا هذه المساحات ببعض تصبح عندنا خلطة لا أول لها ولا آخر ولا معنى لها. ج - "القادة الذين لا يجيبون على أسئلة الواقع يسمحون بتفجير الأوضاع من حولهم ثم يستنزفون كامل طاقاتهم لإخمادها" بالنظر إلى التيارات الإسلامية والسلمية منها تحديداً، نجدها تدخل في الانتخابات وتصل إلى البرلمان وتجد أن القرارات الفعلية غير موجودة في البرلمان، فطاقات أفرادها تستنزف في هذه المساحات، بينما السؤال الحقيقي هو في تناقضها مع الدولة المركزية التي وجدت في المنطقة العربية والإسلامية فيما بعد عمليات (الاستقلال)، فهي إذن لم تحل التناقض الرئيس، ونحن نتكلم عن حركات سلمية، بأنها تقرأ ماذا يريد الطرف الآخر وما الذي يتخوف منها؟ فالحكومات تسد عليهم الباب، ويقولون نحن لا نريد حزباً إسلامياً دينياً، وتقول سندخل كمستقلين، الدولة تجدهم فازوا كمستقلين، فتدمر العملية السياسية بالكامل، وتقول البرلمان ليس له دور، فيعود الناس الذين هم داخل هذه التنظيمات فيقولون ماذا أنجزتم وما الذي تفعلونه؟ وتعود الأسئلة في الداخل ويبدأ التآكل الداخلي والاصطدام الداخلي وتبدأ هذه المنظمات تفكر في كيفية حل إشكاليات فرعية، في إخراج معتقليها وملاحقة الانشقاقات، وتبدأ الانكسارات الداخلية فتطاردها حتى تحلها، وعندما تحدث قضية كبيرة جداً كتدمير دولة كبيرة مثل العراق، يقول قادة هذا التنظيم لا يوجد لدينا وقت، نحن عندنا الآن مشاكل محلية وعندنا معتقلين وعندنا ... وهذه تستنزف طاقاتنا.. فمن الذي صنع الإشكاليات؟ لأن الأسئلة الرئيسة لم يتم الإجابة عليها وذهبنا في إجابات فرعية، والإجابات الفرعية ولدت مشاكل، أصبحنا نطفئ حرائق، وبدأت تمر الأحداث الكبيرة ونحن مشغولون بإطفاء الحرائق الصغيرة هنا وهناك، هذا الآن مشهد متكرر أينما ذهبت.. د - نحن بحاجة إلى مراجعات إذا كنا نعتقد أننا قد وصلنا إلى طرق مسدودة، فلنتساءل ما الذي أوصلنا إلى هذا؟ نحن بحاجة إلى أن نتحرك كأمّة.. كمشروع إلى الأمام مرة ثانية، نفتح الآفاق، وقد نكون نحن الذين سددنا الطريق وأوقفنا التطور؟ كثير من القضايا تحتاج إلى إعمال العقل مرة أخرى. أنا لا أستطيع أن أعدل عقول الآخرين، لكنني أستطيع أن أعمل الجزء الذي يخصني من المعادلة حتى أكون متسقاً مع ذاتي ومع وجودي ومع كينونتي، ورب العزة يقول على لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم - ويخاطب الكافرين "وإنّا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين"، الرسول -صلى الله عليه وسلم- لا يمكن أن يكون على ضلال مبين، لكننا هنا أمام تسوية في مساحة التفكير، أي نحن سنراجع ما نفعله وأنتم تراجعون ما تفعلونه، فالكل قابل أن يخطئ وقابل أن يصيب بكونه بشر ونراجع وننظر، اليوم العقل المسلم يقول لك "لا" نحن لم نخطئ في شيء، هذه الأمور حدثت لأن الكفار تكالبوا علينا، نحن استجاباتنا صحيحة وبالتالي على الواقع الخارجي أن يتغير، وهم عليهم أن يغيروا سلوكياتهم لكننا نسير في الطريق الصحيح، فلو تمادينا في هذا النوع من التفكير لن يتضرر الطرف الآخر، الطرف الآخر منتصر والذي يعمله ناجح بالنسبة له، فهو يتقدم ويزداد قوة ويزداد سيطرة على الأرض والمقدرات و الأرزاق، ونحن نتراجع وننكسر ونهان ونضرب وما إلى ذلك.. هل يمكنك وأنت تقرأ هذه المقتطفات المختصرة إلا أن تؤمن أنها نبوءات الإصلاحيين، أطلقت عن وعي وبصيرة، لتتحقق كفلق الصبح في عالم اليوم بصورة حتى لم تخطر لقارئها على بال؟ وختاما لهذه الحلقة في السلسلة أكرر أنه لا حل لأزماتنا إلا بالمراجعة العميقة الشاملة الصادقة التي أطلقت عليها (التوبة الفكرية)، والتوبة واجب من واجبات الدين.
علاء سعد حميده عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية عضو الهيئة الاستشارية للاتحاد العالمي للإبداع الفكري والأدبي