شن شاؤول منشه، خبير الشئون العربية بالإذاعة الإسرائيلية، هجوما لاذعا على الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل، ونعت ب "الكذاب"، بعد أن أثبتت الأيام عدم صدق نبوءته ونظرياته التي كان يروج لها. وتحت عنوان: "هيكل من الأكاذيب والآراجيف"، قال منشه في مقال عن هيكل، إنه "ما من شك في أنه كاتب موهوب ذو تجربة عريقة في الكتابة الصحفية وتدوين الأحداث في هذه المنطقة منذ مطلع الأربعينات من القرن الماضي". إلا أنه في الوقت الذي يصف فيه هيكل بأنه "صحفي مخضرم ناصري الهوى حمل لقب كاتب الدولة في عهد (الرئيس الأسبق جمال) عبد الناصر"، ينتقده بعبارات لاذعة وينعته بالكذب، قائلاً إن "هفواته، كبواته، وأراجيفه وأكاذيبه على حجم منصبه ومستواه". وأضاف قائلا: "في مطلع الخمسينات من القرن الماضي عندما كان هيكل بوقا لعبد الناصر ألف له كتيب (فلسفة الثورة) الذي سرد فيه بدعة الدوائر الثلاث التي استهدف عبد الناصر الاستحواذ عليها، وهي الدوائر الافريقية والعربية والاسلامية لكن عبد الناصر وهيكل سجلا هزيمة منكرة في كل هذه الدوائر ولم يفلحا في تحقيق أي إنجاز". وفي تعليقه على ما يصفها بإحدى نظريات هيكل "الغوغائية"، والتي يعتبر فيها أن اسرائيل هي العائق الذي "يمنع التواصل الجغرافي بين شطري العالم العربي في إفريقيا وآسيا، ومن ثم فإن إزالة إسرائيل ضرورة قصوى لتوحيد دنيا العرب"، يقول الخبير الإسرائيلي بالشئون العربية، إن "تجارب الوحدة مع سوريا والعراق واليمن والسودان وليبيا أثبتت بشكل يقطع الشك باليقين أن الفشل مرجعه النزعة التسلطية للنظام الناصري البائد وليس اسرائيل، فليست تل أبيب هي التي أفشلت مشاريع الوحدة الناصرية"، حسب وصفه. وأضاف إن "هيكل رفع شعار (من المحيط الهادر الى الخليج الثائر لبيك عبد الناصر)، لكن هذا الشعار سقط سقوط أوراق التين في الخريف، وكل الدول العربية بين المحيط والخليج اجفلت من عبد الناصر وبوقه هيكل"، مضيفا أن "هيكل أشاع الشعار القائل بأن الوحدة بين مصر وسوريا هي كماشة ستخنق اسرائيل، لكن بعد 3 اعوام ونيف زالت هذه الكماشة وامست أثرا بعد عين". وقال منشه، إنه "عندما بعث عبد الناصر جنده لغزو اليمن عام 1962، أشاع هيكل الشعار القائل إن الطريق لإسرائيل تمر باليمن، لكن عندما حاول عام 1967 أن يصل إلى إسرائيل بعد غزو اليمن أصيب بهزيمة منكرة، وبعد تلك الهزيمة اختلق هيكل شعارا وصف به الهزيمة ب "النكسة"، ليخفف من وقعها، أي أن ما حدث وفق مفهومه ليس هزيمة، وإنما نكسة أو كبوة من الممكن النهوض بعدها ومواصلة المسيرة". ويعيد الكاتب إلى الأذهان أجواء ما قبل حرب 1967 التي وسعت خلالها إسرائيل احتلالها للأراضي العربية، مضيفا أنه "خلال أيام الوحدة بين مصر وسوريا، رافق هيكل القائد الأعلى للجيش المصري المشير عبد الحكيم عامر في زيارة لسوريا، وعند وقوفهما على هضبة الجولان العالية، نطق هيكل مقولة بأنه ليس هنالك قوة قادرة على تسلق مرتفعات الجولان إلا أن حرب 67 ابطلت هذا الشعار ". وقبل حرب 67، يقول الكاتب: "زعم هيكل أن الملاحة الاسرائيلية لن تمر في مضيق تيران أبدا بعد غلق المضيق، ولكن بعد مرور أيام قليلة على تلك الحرب مرت سفينة تحمل العلم الإسرائيلي في مضيق تيران وأطلقت صفير التحية". وأضاف إن "هيكل أبدى أيضا معارضة شديدة لمبادرة السادات السلمية وتنبأ بانهيار السلام لكن والحمد لله مضت أكثر من ثلاثين عاما على معاهدة السلام وهو صامد كالطود الاشم رغم بروده، أما اعداء السلام فهم مندحرون إلى مزبلة التاريخ"، بحسب تعبيره. وقبل أربعة أعوام من الآن يشير الخبير الإسرائيلي بالشئون الهربية إلى تحذير العاهل الاردني الملك عبد الله من انتشار الهلال الشيعي في أرجاء الدول العربية، ففي حينها هاجم هيكل الملك عبد الله الثاني مدعيا أن الخطر على العالم العربي هو "نجمة داود" –دولة إسرائيل"- وليس الهلال الشيعي. غير أن المحلل الإسرائيلي يرى أن الأيام أثبتت عكس ذلك ويقول إن "ما يجري اليوم هو أن الهلال الشيعي الفارسي لم يفلح في تصدير الثورة الخمينية إلى أي دولة اسلامية من مجموع 56 دولة"، مضيفا: "وهكذا تمر الأيام تطوي الأيام وأكاذيب هيكل وأراجيفه تتحول إلى دخان في الهواء".