قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن صدور تقرير تقرير مجلس الشيوخ، حول الأساليب التي اتبعتها الاستخبارات الأمريكية بحق المعتقلين يؤكد أن أحد نقاط قوتنا هو "الاعتراف بالخطأ وتصحيح المسار". وأصدر مجلس الشيوخ الأمريكي، اليوم الثلاثاء، تقريراً أدان فيه الوسائل التي استخدمتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية في استجواب عدد من المشتبه بهم في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ آيلول 2001، متهماً الوكالة بالتعامل بطريقة "وحشية" مع المعتقلين. واتهم التقرير، المخابرات المركزية الأمريكية ال"سي أي إيه" بالكذب على البيت الأبيض وقال إنها "قدمت معلومات ناقصة وغير دقيقة فيما يتعلق بفعالية برنامج الاستجواب الذي اتبعته مع المشتبه بهم". وفي معرض تعليقه على التقرير قال كيري في بيان صحفي مكتوب إن "صدور التقرير يؤكد مجدداً أن أحد نقاط القوة لدى أمريكا هو قدرة نظامنا الديمقراطي على الاعتراف بالخطأ وتصحيح المسار". وأضاف وزير الخارجية الأمريكي "الرئيس (باراك) أوباما طوى صفحة السياسات عندما تولى منصبه (عام 2009) وفي الأسبوع الأول منع استخدام التعذيب وأغلق برنامج الاعتقال والاستجواب). وأضاف المسؤول الأمريكي: لقد كان من الصواب وضع حد لهذه الممارسات لسبب بسيط ولكنه قوي: أن تلك الممارسات كانت بعكس قيمنا. هذه الممارسات ليس ممثلة لنا، أو حتى توضح ما يجب أن نكون عليه، لأن أقوى دولة على وجه الأرض لا يجب عليها أن تختار بين حماية أمنها وتعزيز قيمها". ومضى كيري: الآن هذا التقرير يسلط الضوء على هذه الفترة التي مضت منذ أكثر من 5 سنوات، وبالتالي يمكننا أن نناقش ونبحث تاريخنا، وبعد ذلك ننظر مرة أخرى للمستقبل". وحث كيري على ألا تُشكل هذه الفترة صورة سلبية عن مجتمع الاستخبارات مضيفاً "كل يوم يمر، تكون فيه الخارجية الأمريكية ودبلوماسيتها وأسرهم في أمان أكثر بفضل رجال ونساء السي أي إيه، ومجتمع الاستخبارات، الذين يخدمون بلادهم بنفس الطريقة التي يفعلها الدبلوماسيون والجيش، حيث يعرضون حياتهم للخطر حفاظاً على سلامة وأمن وتعزيز سياسة أمريكا الخارجية والأمن القومي". في الوقت نفسه، علقت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الدولية على تقرير مجلس الشيوخ بقولها إنه "يبين أن الحديث بشأن ضرورة أخذ تدابير قاسية لحماية الأمريكان، ليس سوى ضربا من الخيال". وقالت المنظمة في إفادة صحفية عقب صدور التقرير، إنها تعكف على مراجعة ملخص التقرير. وأضافت المنظمة "إدارة أوباما قامت بإنهاء العديد من الممارسات المسيئة التي ذكرها ذلك الملخص". وقال كينيث روث، المدير التنفيذي ل هيومن رايتس ووتش "يجب أن يدحض ملخص تقرير لمجلس الشيوخ وإلى الأبد نفي وكالة المخابرات المركزية لضلوعها في التعذيب والذي يعتبر عملاً جُرمياً ولا يمكن أبدا أن يتم تبريره". ومضى روث "ما لم تؤدي عملية المكاشفة بالحقيقة الهامة هذه إلى ملاحقة المسؤولين، فسيبقى التعذيب خياراً سياسياً للرؤساء في المستقبل".