نفى أحد القادة الإسلاميين في ليبيا، علي الصلابي، اليوم الخميس، التوصل إلى تفاهم مع عائلة العقيد معمر القذافي أعلن عنه نجل الزعيم الليبي سيف الإسلام، مؤكداً في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" أنها "أكاذيب لشق الصف الوطني". وكان سيف الإسلام القذافي صرح لصحيفة "نيويورك تايمز" أمس الأربعاء أن أسرته توصلت إلى اتفاق مع المتمردين الإسلاميين للتخلص من المعارضة العلمانية التي تطالب برحيل والده، مؤكداً أن المتمردين العلمانيين "سيفرون جميعهم أو سيقتلون". وأكد الصلابي للوكالة أنه أجرى محادثات مع سيف الإسلام القذافي، لكنه أوضح "نحن حوارنا معهم ارتكز في السابق وسيرتكز على 3 قضايا هي: رحيل القذافي وأبناءه وخروجهم من ليبيا، وحفظ العاصمة من الدمار، وحقن دماء الليبيين"، مؤكداً أنها "ثوابت لا لبس فيها". وأضاف: "نحن مع التعددية ومع العدالة، لا نقصي أحداً، ونؤمن بحق الليبيين في دولة ديمقراطية وأحزاب وتداول للسلطة". وأكد أن "علاقتنا مع العلمانيين قوية ونحن معهم في خندق واحد". ودان الصلابي في تصريحاته قتل اللواء عبدالفتاح يونس، القائد العسكري للمجلس الوطني الانتقالي، ونفى تورط الإسلاميين في الجريمة. وقال: "ندين العمل الهمجي والإجرامي تجاه الشهيد عبدالفتاح. نحن مع التحقيق وتقديم المجرمين إلى القضاء كائناً من كان". وتابع: "مستحيل أن يقوم الإسلاميون بهذا العمل الإجرامي الهمجي"، موضحاً أنه يدين "بقوة التطرف من الإسلاميين والعلمانيين على حد سواء". وتابع الصلابي: "هناك إشارات قوية أن الطابور الخامس لنظام القذافي كان وراء مقتله لشق الصف الوطني". سيف الإسلام والإسلاميين من جانبه، أكد سيف الإسلام أنه فاوض على اتفاقية مع علي الصلابي، أحد القادة الإسلاميين في شرق البلاد الخاضعة لسيطرة المتمردين، الأمر الذي أكده الصلابي دون القول ما إذا كان الإسلاميون انضموا إلى صفوف الزعيم الليبي الذي يحكم البلاد منذ 42 عاماً. وقال سيف الإسلام إن الإسلاميين هم "القوى الحقيقية على الأرض" وعلى البلدان الغربية التفاوض معهم، مضيفاً "أعلم أنهم إرهابيون.. إنهم دمويون.. ليسوا أشخاصاً جيدين.. لكن عليكم أن تقبلوا بهم". وحاول سيف الإسلام استغلال الخلافات التي طرأت أخيراً على صفوف المتمردين منذ مقتل يونس في ظروف غامضة. دعوة لإقالة وزراء من جانبه، دعا ائتلاف السابع عشر من فبراير الذي يضم تنظيمات ثورية ليبية وجمعيات معادية لنظام القذافي إلى إقالة بعض الوزراء في المجلس الوطني الانتقالي في ضوء اغتيال قائد الثوار اللواء عبدالفتاح يونس الجمعة الماضي في ظروف غامضة. وطالب البيان بإقالة كل من: علي العيساوي المكلف بالشؤون الدولية في المجلس الانتقالي، الذي كان وقع على طلب اعتقال اللواء يونس، والقاضي جمعة الجزاوي العبيدي الذي استدعى اللواء يونس لاستجوابه. كما طالب أيضاً بإقالة وزير الدفاع جلال الدغيلي ونائبه فوزي بوكتف، اللذين اختارا مغادرة البلاد بعد أن علما باعتقال اللواء يونس. ويرغب الائتلاف في "مواصلة بناء جيش وطني"، ويدعو قادة الثوار إلى عدم السماح بقيام جيش مواز تحت أي اسم إلى جانب المؤسسات الشرعية.