فهمي: مخاوف من الدعم الأمريكي للتحالف بين الجماعة و«6إبريل».. وعكاشة: واشنطن ستنجح في تذويب الخلافات فجر إعلان الولاياتالمتحدة رفضها اعتبار "الإخوان المسلمين" جماعة إرهابية، بعد تأكيد المتحدثة باسم البيت الأبيض التزام الجماعة بما قطعتها على نفسها من التزام بالسلمية وأن الإدارة لم تر دلائل على مخالفة الجماعة لهذا النهج حتى الآن، أزمة جديدة بين السلطة الحالية في مصر، والإدارة الأمريكية. وأعربت القاهرة التي صنفت "الإخوان" ك "جماعة إرهابية" في ديسمبر الماضي عن رفضها للقرار الأمريكي ولمبرراته في عدم إدراج "الإخوان" كجماعة إرهابية، على الرغم من تعرض الأمن القومي المصري خصوصًا في سيناء لمخاطر عديدة على يد الجماعة وحلفائها، بحسب قولها. وأشعل القرار أجواء من التوتر في ظل حالة من عدم الثقة لدى الإدارة الأمريكية في قدرة السلطة الحالية في مصر على فرض سيطرتها على مقاليد الأمور، ما دفعها إلى إعادة تقييم استراتيجيتها إزاء الوضع في مصر، والتعامل معه باعتباره "انقلابًا عسكريًا غير مستقر"، بحسب رؤية السيناتور الأمريكي جون ماكين، ومستشارة الأمن القومي الأمريكي سوزان رايس. إضافة إلى ما يتردد من أنباء عن مساعٍ أمريكية لتقريب وجهات النظر بين "الإخوان" وحركة 6إبريل والقوى الثورية الأخرى، استعدادًا لتظاهرات 25يناير في الذكرى الرابعة للثورة، في زيادة حدة التوتر بين البلدين، واستغلال واشنطن ورقة الإخوان للضغط على مصر. ودفعت هذه المواقف، مصر إلى مطالبة عدد من دول الخليج للتدخل لدى الجانب الأمريكي ليكف عن مساعيه للتقارب بين "الإخوان" وحركة "6إبريل"، خشية من أن يؤدي التقارب بين الطرفين إلى إعادة الجماعة للمعسكر الثوري، ما يشكل نوعًا من الضغوط على مصر. ولم تكتف مصر بالتحرك على الصعيد الإقليمي والدولي، بل أنها سعت خلال الفترة الماضية للتقارب مع حركة "6إبريل" وتقديم وعود لها بإدخال تعديل على قانون التظاهر، تمهيدًا للإفراج عن قادة الحركة المحبوسين حاليًا، وأبرزهم أحمد ماهر، مؤسس الحركة، والناشطان أحمد دومة ومحمد عادل. وأسفرت الاتصالات عن إصدار الحركة بيانًا أكدت فيه أنها تسعي لإسقاط النظام. من جانبه، أقر الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، بوجود أزمة دبلوماسية بين القاهرةوواشنطن إثر إبداء مصر اعتراضها على رفض البيت الأبيض اعتبار جماعة الإخوان جماعة إرهابية، مشيرًا إلى أن القاهرة تعتبر ذلك تخاذلاً أمريكيًا عن دعمها في حربها ضد "الإرهاب". وأوضح فهمي أن "واشنطن حاولت من خلال القنوات الدبلوماسية التأكيد أن هذه الخطوة لا تعلن تخلي واشنطن عن دعم مصر ضد الحرب على الإرهاب خصوصًا في سيناء، بل حاولت التأكيد على استمرار تأييد الموقف المصري والشراكة الاستراتيجية مع مصر". وأضاف: "هذا التفسير لم يقنع المسئولين المصريين، الذين اعتبروا الموقف يدعم جماعة إرهابية تشكل خطرًا كبيرًا على مصالح مصر، فيما تتمسك مصر بضرورة إعلان واشنطن الإخوان جماعة إرهابية، ووقف تحركاتها لإقناع كل من حركة 6إبريل والإخوان المسلمين باستئناف التحالف بينهما لمواجهة السلطة الحالية، على الرغم من يقينها بأن تباعد المواقف بين الطرفين يجعل عودة التحالف بينهما أمرًا في غاية الصعوبة". غير أن الدكتور أنور عكاشة، منظر جماعة الجهاد، رفض ما ذهب إليه فهمي من فشل المحاولات الأمريكية لإقناع الطرفين باستعادة التحالف بينهما، قائلاً إن "واشنطن ستواصل ضغوطها على جماعة الإخوان لتفرض عليها القبول بشروط الحركة". وأشار عكاشة إلى "حاجة الإخوان الشديدة لظهير ثوري لدعم مساعيها لإسقاط الحكم"، لافتًا إلى "استعداد الإخوان لفعل كل ما يطلب منها إذا كان الثمن إسقاط النظام الحالي وإعادة الرئيس محمد مرسي للحكم بشكل يجعل التحالف بين الطرفين أمر مؤكد، خصوصًا أن الإخوان لا تستطيع إغضاب واشنطن". ورأى أن "دخول كل من قطر وتركيا على خط الأزمة سيدفع الإخوان وحلفاءها للقبول بالمصالحة مع "6إبريل"، باعتبار أن توفير البلدين الملاذ الآمن لقيادات الحركة الإسلامية يجعل قدرتها على مقاومة ضغوط لتحقيق هذا التقارب ضعيفة للغاية". بدوره، أكد محمد أبوسمرة الأمين العام للحزب الإسلامي، الذراع السياسية ل "جماعة الجهاد"، أن "ضغوط القوى الجهادية على الإخوان هى من عرقلت رضوخها لإملاءات حركة شباب 6إبريل حتى الآن"، مستبعدًا مشاركة أى من القوى الإسلامية فى أى تظاهرة تدعو لها الحركة فى ظل تمسكها بشروطها التى حاولت إملاءها على القوى الإسلامية. وتابع "لن نشارك فى هذه التظاهرات حتى يعرف من يملون الشروط حجمهم فى الشارع ويكفون عن التعسف مع القوى الإسلامية التى تقدم تضحيات منذ عام ونصف العام فى حين اكتفوا بالارتماء فى أحضان قوى الثورة المضادة بل صمتوا تمامًا على مجازر رابعة والنهضة مما شكل نوعًا من الغطاء الشعبى لهذه المجاز".