«الحكومة» تُلقى بأوراق قضية «سد النهضة» على طاولة«السودان» انشغلت الحكومة فى الأحداث السياسية المتلاحقة، والأزمات الداخلية، والوضع الاقتصادى المتدنى، فيما تجاهلت الحديث عن سد النهضة الإثيوبي، لتُلقى بالكرة فى ملعب السودان، الذى يبدو متحفظاً فى استكمال المفاوضات. فى الوقت الذي تسابق فيه إثيوبيا الزمن لاستكمال بناء السد العملاق، ويشجعها فى ذلك الشعب الإثيوبي، الذى تبرع أكثر من ثلثه بمرتباتهم الشهرية لإنجاز بناء السد فى أقرب وقت، وانتهت بالفعل من ما يقرب من منتصف عملية البناء الفعلية لجسد السد. وقال الدكتور هانى رسلان، خبير شئون السودان ودول حوض النيل، إن "شمال السودان يتواجد به عناصر إخوانية وبكثرة، يقومون بالتحريض ضّد مصر واستغلال علاقتهم القوية بإثيوبيا للوقيعة بين البلدين". وأشار رسلان إلى أن "العناصر الإخوانية المتواجدة، بشمال السودان تحرض إثيوبيا بشكل دائم ضد مصر، وهو ما يؤدى إلى تعنت إثيوبيا فى أحيانٍ كثيرة، ورغبتها فى أن يطول أجل المفاوضات". من جانبه، اعتبر الدكتور نور أحمد الخبير الإستراتيجى لشئون المياه والأمن القومى بالشرق الأوسط، أنه "لا يوجد وقت للتفاوض مع إثيوبيًا"، مؤكداً أن الموقف السودانى المنحاز إلى إثيوبيا له مطامع سودانية فى السد. وقال نور الدين، إن "الوقت على التفاوض والجلوس على مائدة المفاوضات ليس فى صالح مصر، التى يجب على المسئولين بها، بذل مزيد من الجهد لتحقيق تقّدم، بعد أن قطعت إثيوبيا ما يقرب من نصف المسافة فى بناء السد". فى السياق ذاته، قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الزراعة والرى بجامعة القاهرة، "هناك تواطؤ إثيوبى سودانى ضّد مصر"، مؤكداً أن "هذا التواطؤ ليس فى صالح السودان الذى يسعى وراء كهرباء سد النهضة دون النظر إلى صالحه الوطني". وأشار إلى أن "الموقف السودانى يمت عن جهل شديد بالقضية"، لافتًا إلى أن "إثيوبيا عندما شرعت فى بناء سد النهضة لم تُفكر إلا فى صالحها الوطنى فقط ولم تفكر فى منافع السّد على مصر والسودان". يُذكر أن المفاوضات الثلاثية بين "مصر وإثيوبيا والسودان"، انتهت إلى ضرورة اختيار مكتب استشارى دولى من ضمن 6 مكاتب تقدمت بها البلاد المتنازعة، لتقييم الآثار السلبية والإيجابية لسد النهضة الإثيوبي.