رفض الدكتور مصطفى النجار، وكيل مؤسسي حزب "العدل" فكرة تشكيل ائتلافات جديدة لتنضم إلى الائتلافات التي ظهرت على الساحة السياسية منذ الثورة، قائلا إنها تؤخر مسيرة الثورة والأهداف النبيلة التي قامت من أجلها. وقال النجار بلهجة حادة: "نافق الكثيرون كل من ادعى – ولو زورا – الانتماء لشباب الثورة، وسكتوا عن حمقهم ورعونتهم وافتقاد بعضهم الحد الأدنى من اللياقة والمعرفة السياسية والاحترام للأجيال الأكبر وركب الموجة بعض أعضاء الحزب "الوطني" ومن كانوا عملاء لأمن الدولة قبل سقوط الرئيس المخلوع، واختلط الحابل بالنابل". وأضاف إنه على ضوء ذلك تراجع الشباب الذين يعرف الجميع أنهم كانوا شرارة ووقود الثورة للخلف، حيث تراجع بعضهم تعففا وبعضهم خوفا من التخوين والمزايدات بعد حملات قاسية ومغرضة حاولت اغتيالهم معنويا إما بالاتهام بالعمالة أو الماسونية أو التشكيك في النوايا الوطنية ذاتها، وحدث ذلك من بعض من كانوا رفاقا لهم في يوم من الأيام، على حد قوله. وأشار إلى أن بعض هذه الائتلافات التي وصفها ب "الفقاعة" استطاعت أن تحقق ظهورًا، بفضل الإعلام الذي سلط الضوء، لافتا إلى أن "المجلس العسكري أيضا أضفى بعض الشرعية على بعض هذه الائتلافات بالجلوس معها وكأنهم ممثلون حقيقيون للثوار، بالرغم من أن غالبيتهم مكروهون من الثوار ومن الشعب الذي رآهم يقفزون على الثورة ويتحدثون بكل عنجهية وسطحية عن مطالب الشعب والثورة". وانتقد مؤسس حزب "العدل" هذه الائتلافات التي قال إنها "نصبت نفسها الحامي الأول للثورة، لكنها بغبائها السياسي وسطحيتها عملت ضد الثورة، حين نجحت في استعداء الشعب المصري ضد الثورة والثوار، حيث قامت بازدراء الشعب وهو الصانع الحقيق للثورة، فوقعت في أفخاخ نصبت لها بعناية لتشوه صورة الثورة حين حاولت أن تصنع من السراب حقيقة". وأكد النجار في سياق هجومه اللاذع أن "تلك الائتلافات لم تتخذ الأسلوب الأمثل لممارسة السياسة وهو النزول إلى الشارع لتكتسب الشرعية من الشعب بل اكتفت بتخوين التيارات الأخرى والتقليل من شأنها". وتابع قائلاً: "صدق بعض هؤلاء الوهم الكبير الذي عاشوا فيه أيام المليونيات الأولى التي كان يشارك فيها المصريون فيقومون بإصدار بيان يدعو للمليونية، وحين تنجح المليوينة يقولون نحن من دعونا لها، وحين آثر الشعب المصري الابتعاد عن المشهد ظهر وانكشف الوزن الحقيقي لهؤلاء حين دعوا لمظاهرات ومسيرات لم يشارك بها إلا عشرات الأفراد أو أقل من ذلك". وكدليل على انعدام وزن تلك الائتلافات التي تدعي أنها الممثلة للثوار، ينقل النجار تعبيرًا مكتوبًا على موقع "تويتر" يوم الجمعة الأخيرة – "جمعة الإرادة الشعبية"- يقول فيه: "أنا مش فاهم إزاى 32 تيار سياسي انسحبوا من الميدان طيب أنا مشفتش الميدان نقص حد خالص يعنى هما مجموعة أسماء وبس فين بقا أتباعهم"؟. وطالب النجار الإعلام بالتوقف عن "عملقة الأقزام الذين يتم ضرب الثورة بهم اليوم، وبانتهاء المليونية الأخيرة حان الوقت لحل كل هذه الائتلافات والكيانات الوهمية وعدم التعامل معها إعلامًا ولا من الناس بمحمل الجد، ومن يريد أن يبنى هذا الوطن ويصنع التوازن السياسي والفكري المطلوب عليه أن يعمل بالبناء من خلال مؤسسات حقيقية ويتوقف عن المراهقة السياسية والشبق الإعلامي"، بحسب تعبيره.