كم كان المشهد رائعاً ومؤثراً فى ميدان التحرير اليوم 29 يوليو الكثيرون ترددوا وخافوا من نزول الإسلاميين بمليونية البعض خاف من اصطدام والكثير الغالب خاف على نفسه من إنكشاف فضيحته السياسية والشعبية وحقيقة وجوده فى الشارع السياسى فأشعلوها حرب استباقية وقد كان فكانت فضيحة لامثيل لها للتيار العلمانى بمختلف أسمائه فما ان تجمعت المليون الأولى حتى أسرعوا إلى جمع كل أدواتهم ومنصاتهم وهربوا من ميدان التحرير الذى تزلزلت أركانه تحت هتافات ملايين توافدت تهتف بكل حماس الشعب يريد تطبيق الشريعة وكلما حاول متحدث أن يتحدث بحديث آخر جذبته الجماهير المليونية إلى الشعب يريد تطبيق الشريعة الله أكبر بكل سلمية وتحضر وجمال وروعة أثبت التيار السلفى قدرته على الحشد والتنظيم والثبات فى الميدان بقدرة هائلة جعلت التيار العلمانى يبكى كالطفل ويقول مش ده إلى احنا إتفقنا عليه إحنا إتفقنا على هتافات واحدة ورغم النقد لهذا الإتفاق ورغم نفيه إلا أنه حتى لوحدث ماذا تفعل النخبة أمام جماهير مليونية وصلت لخمس مليون بالشوارع المحيطة بميدان التحرير تهتف وتهز جنبات الميدان بهتاف كزئير الأسود الشعب يريد تطبيق الشريعة وتهنف بقلبها قبل لسانها مصر إسلامية السؤال هل هذه الهتافات تناقض الارادة الشعبية الإجابة بل العكس إنها توافقها وتنطق بما يريده الشعب فما الذى جعل القلة التى احتكرت الحديث باسم الشعب تهرب من الميدان مسرعة وترفض رأى الأغلبية الإجابة إنها الحقيقة الموحعة الكاشفة التى فضحت التيار العلمانى وجعلته يبدو كطفل صغير أمام عملاق كبير جداً ومع غروب شمس يوم 29 يوليو 2011 غربت شمس العلمانية التى قهرت هوية الشعب المصرى عقود طويلة فقد أرسلت مليونية الجمعة 29 يوليو عدة رسائل الأولى كانت سريعة جداً إلى العلمانيين والشيوعيين والليبراليين وكل المناوئين للمشروع الإسلامى أن المسلمين فى مصر لن يتنازلوا عن هويتهم ومرجعيتهم الإسلامية مهما كان الثمن الرسالة الثانية للسلطة فى مصر حتمية الحساب الدقيق للقوى الإسلامية فى أى قرار أو منظومة سياسية أوقانونية يتم تفعيلها وإلا فالرد سيكون غاضب الرسالة الثالثة إلى القوى الغربية المراقبة للمليونية أن المسلمين والسلفيين خاصة فى أعلى مظاهر الحضارة والرقى فلم تقع حادثة واحدة من خمس مليون وبدون أى عسكرى أمن استطاعوا تنظيم صفوفهم حضوراً وانصرافاً وبين كلمات وخطب وهتافات لم يحدث أى احتكاك ولاأى مشكلة فى بانوراما رائعة حملت فى داخلها أيضاً حتمية مراجعة كل كلاب المخابرات الغربية فى العالم أنفسهم قبل كتابة أى تقرير تحريضى خطأ وإلا فحضارة المليونية حملت كل قوة وتصميم على التمسك بالإسلام والدفاع عنه ضد أى معتدى ويبقى عدة نقاط الأولى لاأعلم لماذ انسحب الإخوان من المليونية هل أرادو تركها للسلفيين إن كان ذلك فقد نجحوا نجاح منقطع النظير وإن كان لعدم تحمل تبعات سياسية فالمسألة تحتاج إلى توضيح لأنهم شاركوا فى المليونية ولهم جهد ولكن ؟تبقى الإجابة حائرة النقطة الثانية الرسائل التى أرسلت للمجلس العسكرى بها نقاط هامة 1- حتمية رفض المبادىء العليا فوق الدستور 2= حتمية استيعاب التيار السلفى وعدم اقصائه 3- حتمية العفو عن المساجيين السياسيين الإسلاميين وعددهم 84 من بقايا ظلم حسنى مبارك 4= أن الشعب فى الميدان لم يكن تلك القلة التى طالما استجبتم لها وأن شعب ميدان التحرير هو شعب مصر المسلم وحتمية الإستجابة لطلباته النقطة الثالثة للمسيحيين فى مصر أنه مع الهتافات المتمسكة بالاسلام لم يقع هتاف واحد ضد المسيحيين النقطة الرابعة حتمية أن يستحى الإعلام العميل الذى يغير الحقائق لصالح قلة مخالفة إرادة الشعب وهويته ويصصح من أسلوبه الخاطىء مع الإسلاميين فقد أراد سحب البساط من الإسلاميين قبل وبعد مليونية 19 يوليو ولكنه فشل بفضل الله الرسالة الخامسة أتعجب من قناة الجزيرة فى عدم دقتها فى نقل ماحدث فى ميدان التحرير سواء من حيث العدد الذى قللته بطريقة فجة مخالفة لكل ذى عينين فى الميدان أو من حيث الإنحياز لصالح القلة الهاربة المنسحبة المكشوفة النقطةالخامسة حتمية أن يستفيد التيار السلفى من قوته وأن ينظمها وأن ينظم رسالته السياسية ويبلور خطابه بطريقة أذكى فالمعركة لم تنته بعد بل نحن فى بدايتها وهنا أتمنى من الله أن يتحد الإسلاميون جميعاً فى استراتجية عمل لنصرة دين الله وأخيراً أتلفت حولى فلاأجد فى وسائل الإعلام إلا بعض المناؤئين للإسلام غاظهم ماحدث من مليونية سلمية حضارية فأخذوا يشطحون فى تحليلاتهم فوجدتهم كمن يقاوم حشرجة الموت ففرحت بنهاية واحتضار المشروع العلمانى وخروج جنازته من عمر مكرم ومع آخر أنفاسه أتمنى مع شهر رمضان الكريم أن يصلح الله حالهم ويسارعوا إلى طاعة الله والعمل للإسلام وكل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر رمضان الكريم أعاده الله على المسلمين فى كل مكان بالعز والمجد والتمكين لشرعه العظيم ولاعزاء للعلمانيين والليبراليين والشيوعيين فى مصر المحروسة ممدوح اسماعيل محام وكاتب [email protected]