الانسان عدو ما يجهل، وغالبا ما يألف ويركن إلي ما يعرفه ويعتاد عليه، والغالبية العظمي منا يصاب بالارق ويهجره النوم لوقت طويل إذا غير وضع سريره في غرفة نومه، أو إذا كان علي سفر، وإن حل بأفخم الفنادق واكثرها راحة ومتعة، وعادة ما يرضي الكثير من الناس بالقليل الخالي من المخاطرة أو المغامرة ويرفضون الكثير المصحوب ولو بجزء يسير من التغيير في نمط الحياة التي إعتادوا أن يعيشوها. والسؤال الآن هو من أين نبدأ؟ والإجابة ببساطة تتمثل في كلمتين، وهما، إبدأ بنفسك، وكلنا يعرف هذه الإجابة وكلنا ينادي بها، ولكن الفارق بين سهولة الكلام وصعوبة التطبيق كبير جدا في بلادي، وهذا الفارق الهائل بين القول والعمل يمثل الإشكالية الكبري والتي يجب أن نبحث لها عن حل حقيقي وجذري، قال تعالي في سورة الرعد ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) والتغيير الذاتي للافراد والتغير الإيجابي للدولة والحكومات من خلال تعديل التشريعات وإفعال القوانين هما كلمة السر في تحول الامم من مصاف الامم النامية إلي مصاف الدول المتقدمة، والتغيير لا يأتي فجأة ولا يحدث بين عشية أو ضحها ولكنه يحتاج إلي وقت طويل، وبقدر إخلاص الافراد والحكومات وتغيير توجهاتهم نحو الإيجابية، بقدر ما يقل وقت التغيير المطلوب لإحدات النهضة المرجوة، ولكننا كثيرا ما نتحدث عن التغيير دون أن نبرح مكاننا قيد انملة، فالدعوات للتغيير تشغل حيزا كبيرا في ادابياتنا فقط، ودعوات الحب للوطن لا تتجاوز الاغاني والاوبريتات. ومعظم الناس يخشون من التغيير ويريدون بقاء الاحوال علي ما هي عليه، حتي وإن تمني البعض التغيير وردد بأنه يطمح إليه، وكثيرا ما يجابه التغيير والدعوات إليه المقاومة العنيفة من قبل العديد من الناس الذين ضبطوا إيقاع حياتهم ورتبوا اوضاعهم بما يتوافق مع وما وصلوا إليه دون الإستفادة من قدراتهم الحقيقية والتي عادة ما تكون أفضل، وهناك عدة اسباب رئيسية تجعل الكثير من الناس يجنحون للسكون ومقاومة التغيير، وهي الخوف من المخاطرة و المجهول، والشك في الحصول علي الفائدة المرجوة، والروتين والتعود، فربما كان القادم علي غير ما يتوقعون أو يأملون ويطمحون، فالطبيعة البشرية تحب السكون والهدوء وتأبي التغيير، ولنعلم جميعا أن جميع الإنجازات البشرية الهامة والإسهامات العظيمة في بناء الحضارة الحديثة ما كانت لتحدث أو تصبح واقعا ملموسا إلا بجرأة وشجاعة اصحاب القرارات في التغيير، وكذلك وقدرة الشعوب الصانعة لهذه الحضارة علي التغيير من سلوكها للافضل والإلتزام بمعايير الجودة والإتقان في العمل. ومصر لن تتقدم إلا بتغيير سلوك كافة أبنائها ليصبح توجههم إيجابيا نحو إتقان العمل بما يعود بالنفع علي الاشخاص انفسهم وذويهم، ومن ثم علي الوطن الذي نطمح أن يكون في المقدمة، وهذا لن يتأتي إلا بجهاد النفس التي تركن للسكون وعدم التغيير. وللحديث بقية إن كان في العمر بقية
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.