اعتبر الكاتب البريطاني المعروف روبرت فيسك أن الوقت غير مناسب لتسخين وجبة صمويل هنتينجتون حول صراع الحضارات ، فإيران يحكمها الأئمة، وكذلك الشأن في العراق الذي لم يكن يتوقع أن تؤدي فيه الانتخابات الديمقراطية إلى صعود حكومة أئمة، ولكن ذلك ما يحدث عندما تطيح بالطغاة ، وفي مصر فازت حركة "الإخوان المسلمون" ب 20 % من المقاعد في الانتخابات التشريعية الماضية ، والآن لدينا حماس في فلسطين. وأضاف فيسك متسائلا " أليس في كل هذا رسالة معينة فحواها أن السياسات الأمريكية بتغيير الأنظمة في الشرق الأوسط لا تؤتي أكلها؟ فهؤلاء الملايين من الناخبين فضلوا الإسلام على الأنظمة الفاسدة التي فرضناها عليهم ، وأن تأتي قضية الرسوم وتصب زيتها على هذه النار المشتعلة فإن الأمر في غاية الخطورة" . وتطرق فيسك في مقال بصحيفة " الاندبندنت " البريطانية أمس إلى أزمة قيام صحف أوروبية بنشر رسوم مسيئة للرسوم الكريم صلى الله وعليه وسلم ، لافتا إلى أن الأمر لا يتعلق بمواجهة بين الإسلام والعلمانية ، لأن "المسلمين بكل بساطة ينظرون إلى نبيهم على أنه الرجل الذي اصطفاه الله لتلقي الوحي ، بينما ننظر نحن (في الغرب) إلى أنبيائنا على أنهم جزء من العهود التاريخية السحيقة لا يتلاءم مع حقوق الإنسان الحديثة". وأضاف " أن المسلمين ، وخلافا لنا نحن، يعيشون ديانتهم على الوجه الأكمل. وقد تمكنوا من الحفاظ على عقيدتهم رغم مطبات الدهر" . وأوضح فيسك أنه " لم يعد هنالك عدد كبير من المسيحيين في أوروبا ، والحل لا يكمن في أن نهاجم ديانات العالم الأخرى ونتساءل لماذا لا يحق لنا أن نتهكم على النبي محمد( صلى الله وعليه وسلم ) ". وهاجم فيسك القادة السياسيين الأوروبيين الذين تذرعوا بالقول إنه ليس بإمكانهم التدخل في السياسة التحريرية للصحف، معتبرا أنه " لو كانت تلك الصور تحمل رسما لحاخام يهودي يرتدي قبعة في شكل قنبلة لقامت الدنيا ولم تقعد ولصكت آذاننا من كثرة الحديث عن المعاداة للسامية، تماما كما يشتكي الإسرائيليون من الرسوم المعادية للسامية في الصحف المصرية". ولفتت الكاتب البريطاني المعروف إلى أن تشريعات بعض الدول ومن بينها فرنسا وألمانيا والنمسا تمنع نكران وقوع المحرقة اليهودية والآرمنية.