في تصعيد واضح للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وعلى وجه الخصوص في مدينة القدسالمحتلة، التي تشهد اعتداءات إسرائيلية متواصلة على الحرم القدسي الشريف الذي يضم بين جنباته المسجد الأقصى وقبة الصخرة، قتل شابان فلسطينيان ينتميان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أمس خمسة إسرائيليين وأصابا 8 آخرين، جراح بعضهم خطيرة، في هجوم على كنيس يهودي في منطقة دير ياسين على أطراف القدس، قبل استشهادهما بنيران الشرطة الإسرائيلية. والقتلى ثلاثة إسرائيليين من أصول أمريكية ورابع من أصل بريطاني، وخامس هو شرطي إسرائيلي توفي الليلة الماضية متأثرا بجراحه. ومنفذا العملية هما غسان وعدي ابو الجمل (ابنا عم) من حي جبل المكبر في القدس. ونفذت العملية في مكان قريب من موقع استشهاد الشاب المقدسي يوسف الرموني، الذي أعدمه متطرفون يهود شنقا أول أمس، داخل حافلة إسرائيلية كان يقودها في المنطقة. في السياق ذاته قالت صحيفة «إسرائيل اليوم» إن مستوطنا إسرائيليا تعرض للطعن مساء أمس في القدس. وحسب الصحيفة فقد أصيب المستوطن بجروح طفيفة إلى متوسطة. وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق التحقيق في عملية طعن فلسطيني في القدس عقب العملية. ورحبت بالعملية حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وبقية فصائل المقاومة في قطاع غزة، بما فيها كتائب الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس. وأعلن خبر العملية في غزة عبر مكبرات الصوت في المساجد مرفقا بالتهليل والتكبير وتوزيع الحلوى. بينما استقبلت بإدانات من دول مختلفة، وبالطبع الولاياتالمتحدة. وجاءت الإدانة الأمريكية على لسان الرئيس باراك اوباما الذي وصفها ب»الهجوم المروع»، داعيا إسرائيل والفلسطينيين إلى التهدئة. كما دانها وزير الخارجية جون كيري عقب المحادثة الهاتفية التي أجراها معه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وطالب كيري القيادة الفلسطينية بوقف التحريض، معتبراً الحادث «سلوكا يتنافى مع الإنسانية. وبالإضافة للإدارة الأمريكية التي اعتبرت الهجوم عملا “إرهابيا بحتا”.أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة الثلاثاء الهجوم على الكنيس. كما أدان وزيرا الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو والفنلندي اركي تيوميويا ساكاري، الهجوم. جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده الوزيران التركي والفنلندي بعد إجراء محادثات ثنائية، بحسب وكالة الاناضول للانباء التركية . وقال الوزير التركي ” ندين الهجمات على الأماكن المقدسة. كنا قد أدنا هجمات إسرائيل على المسجد الاقصي أيضا”. من جانبه، أدان وزير الخارجية الفنلندي الهجوم وقال إن الشعور المتزايد بالإحباط في المنطقة سوف يتسبب في مثل هذا النوع من العنف. وفي ذات السياق، أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي، باولو جينتيلوني، بشدة الهجوم على الكنيس اليهودي، واصفًا إياه ب”الحقير جدًا”. وقال جينتيلوني في بيان صادر عن وزارة الخارجية في روما: “ندين بأشد العبارات الهجوم المسلح الدنيء الذي استهدف كنيساً يهودياً في القدس بما خلفه من فداحة غير مسبوقة”. وكان لافتا يوم أمس إدانة البحرين للهجوم، حيث قال وزير خارجيتها خالد بن أحمد آل خليفة في تغريدة على “تويتر” ان “جريمة قتل الأبرياء في الكنيس اليهودي ومباركة تلك الجريمة لن يدفع ثمنها الا شعبنا الفلسطيني بالعقاب الجماعي والمزيد من الظلم والعدوان”. ودانت السلطة الفلسطينية على لسان الرئيس محمود عباس العملية. غير ان إدانتها لم تعفه من تحميله المسؤولية على لسان نتنياهو وعدد من وزرائه منهم وزير الاقتصاد اليميني المتطرف نفتالي بينيت زعيم حزب البيت اليهودي الاستيطاني. واعتبر نتنياهو العملية نتيجة مباشرة لتحريض الرئيس عباس. وأكد أن إسرائيل سترد عليها بكل قسوة، وهو ما كرره نفتالي بينيت الذي قال إن عباس مسؤول عن هذه العملية ويتحمل مسؤوليتها، بسبب ما يقوم به من عمليات تحريض ضد اليهود. واتهم بينيت عباس ببناء البنية التحتية لما سماه بالإرهاب الفلسطيني. وقال انه يقود حملة تحريض كبيرة ضد إسرائيل والشعب اليهودي، كما أنه أعلن الحرب على إسرائيل، وعليها التعامل مع هذه الحرب بشتى الوسائل. وعقد المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر اجتماعا طارئا عقب العملية، تقرر خلالها هدم منزلي الشهيدين. واتخذت الحكومة الإسرائيلية ست خطوات ضد السكان العرب في في القدس، تضمنت إقامة حواجز على مداخل الأحياء العربية في القدس، وحملات تفتيش مخططة مسبقا للإحياء العربية وزيادة تسليح اليهود في القدس، وتعزيز التواجد العسكري من حرس الحدود في القدس ،وهدم منازل منفذي العمليات في القدس وإعطاء أوامر بحراسة الأماكن العامة اليهودية في القدس. وحسب عائلة الشهيدين تواصل مخابرات الاحتلال احتجاز 12 فردا من العائلة، من بينهم 3 سيدات، حيث تم اعتقالهم بعد اقتحام منازلهم وتخريب محتوياتها.