شنت حركة "أزهريون" الحرب على الشيخ خالد الجندى، وذلك بسبب تعليقه فى برنامج "نسمات الروح" المذاع عبر فضائية الحياة على قولهم بأن الأرواح لديها نافذة تكشف لهم زوارهم القادمين، قائلاً: "لا يوجد حاجة اسمها الميت بيتفتح له شاشة عرض وليس له أى دليل". أكدت الحركة أن الشيخ خالد الجندى لم يجهد نفسه فى البحث بل لم يبحث أصلا وهذا قد يكون ناتجا عن ضعف فريق الإعداد الخاص بالبرنامج أو أن الشيخ خالد لم يتثبت مما قاله فضيلة الشيخ على جمعة قبل أن يدلى بدلوه فى الفضائيات، وقد قامت الحركة بتكليف ابن من أبنائها وهو طالب فى الفرقة الأولى لكلية الشريعة بعمل بحث سريع والإتيان بالحجة التى تدل على هذا الأمر من كتب الفقهاء فلبث وقتا قصيرا وأتى بالدليل، فقد ورد فى الكثير من المذاهب وورد فى الأثر هذا الأمر فالمذهب الحنفي، والمالكى والشافعى والحنبلى والجعفرى قالوا بذلك وابن القيم أيضا قال بذلك وفيما يلى تفصيل ما سبق:
المذهب الحنفي: قال الشيخ ملا على القارى الحنفى [ت1014ه] فى كتابه "المسلك المتقسط فى المنسك المتوسط على لباب المناسك للسندي" (ص: 296، ط. المطبعة الكبرى 1288ه): وقد قال محمد بن واسع: "الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده"، فتحصَّل أن يوم الجمعة أفضل، وأن علم الموتى بالزائرين أكمل] اه. المذهب المالكي: قال الإمام أبو الوليد بن رشد المالكى [ت520ه] فى كتابه "البيان والتحصيل" (18/366، ط. دار الغرب الإسلامي): [وقد جاء فى الأرواح أنها بأفنية القبور، وأنها تطلع برؤيتها (وفى نسخة: تطلع رموسها)، وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس وليلة الجمعة وليلة السبت] اه. وقال العلامة العدوى المالكى فى "حاشيته على شرح الخرشى على مختصر خليل" (2/135-136، ط. دار الفكر): [(قوله أو فى التعيين كيوم الجمعة) انظره مع ما ورد عنه عليه الصلاة والسلام: «من زار أبويه كل جمعة غفر له وكتب بارا» وعن بعضهم أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويوما بعده وعن بعضهم: عشية الخميس ويوم الجمعة ويوم السبت إلى طلوع الشمس.
قال القرطبي: ولذلك يستحب زيارة القبور ليلة الجمعة ويومها وبكرة يوم السبت فيما ذكر العلماء. لكن ذكر فى البيان قد جاء أن الأرواح بأفنية القبور وأنها تطلع برؤيتها وأن أكثر اطلاعها يوم الخميس والجمعة وليلة السبت] اه. المذهب الشافعي: قال العلامة ابن حجر الهيتمى [ت973ه] فى حاشيته على الإيضاح للنووى (ص: 503-504، السلفية): [(قوله: وأفضله يوم الخميس) أي: لأن الموتى يعلمون -أي: يزيد علمهم؛ للأدلة على دوام علمهم- بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبله ويومًا بعده، كما نقله فى "الإحياء"، والمطلوب فى يوم الجمعة التبكير -أي: إلى المسجد- للجمعة، ويوم السبت الذهاب لقباء، فتعين الخميس] اه. وقال ابن القيم: الأحاديث والآثار تدل على أن الزائر متى جاء علم به المزور وسمع كلامه وأنس به وهذا عام فى حق الشهداء وغيرهم، وأنه لا توقيت فى ذلك، وهذا أصح من أثر الضحاك الدال على التوقيت، فتكون فى الرفيق الأعلى وهى متصلة بالبدن؛ بحيث إذا سلم المسلم على صاحبهما رد عليه السلام وهى فى مكانها هناك، وقد مثل بعضهم ذلك بالشمس فى السماء وشعاعها فى الأرض. المذهب الحنبلي: وقال الشيخ ابن القيم الحنبلى [ت751ه] فى "زاد المعاد" (1/401-402، ط. مؤسسة الرسالة): [وذكر ابن أبى الدنيا أيضا عن محمد بن واسع، أنه كان يذهب كل غداة سبت حتى يأتى الجبانة، فيقف على القبور، فيسلم عليهم ويدعو لهم ثم ينصرف. فقيل له: لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين. قال: بلغنى أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة، ويوما قبله ويوما بعده.وذكر عن سفيان الثورى قال: بلغنى عن الضحاك أنه قال: من زار قبرا يوم السبت قبل طلوع الشمس، علم الميت بزيارته. فقيل له: كيف ذلك؟ قال: لمكان يوم الجمعة ثَلَاث مَرَّات فَخر أبى سَاجِدا شكرا لله تَعَالَى.