أبدت بعض الصحف الأمريكية عدم دهشتها إزاء نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونجرس, التي أسفرت عن فوز الجمهوريين, بالنظر إلى ما اعتبرته فشل سياسات الرئيس باراك أوباما, سواء داخليا أو خارجيا. وكانت نتائج انتخابات التجديد النصفي, التي أجريت في 4 نوفمبر, أظهرت فوز الجمهوريين بأغلبية مقاعد مجلسي الكونجرس الأميركي, ليعززوا بذلك أغلبيتهم في مجلس النواب, وينتزعوا المقاعد الضرورية لتحقيق الغالبية في مجلس الشيوخ. وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها في 5 نوفمبر :"إن الجمهوريين ظنوا أنهم فازوا بالانتخابات النصفية, وسيطروا على الكونجرس بمجلسيه جراء دعوتهم إلى إيجاد فرص عمل وإجراء إصلاح ضريبي والقيام بتخفيض الإنفاق". وأضافت "لكن الحقيقة تتمثل في أن تأييد الناخبين للجمهوريين يجيء نتيجة فشل أوباما وتراجع شعبيته، وأن الناخبين أرادوا وضع حد لهذه الإدارة الأميركية". وبدورها, ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الجمهوريين فازوا لأنهم استطاعوا استغلال عدم نجاح إدارة أوباما في مجموعة من القضايا الخارجية والداخلية مثل ظهور واتساع تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والاعتداء الروسي على أوكرانيا، وضعف الاستجابة لأزمة مرض إيبولا في إفريقيا، بالإضافة إلى التكلفة العالية لبرنامجه لإصلاح الرعاية الصحية. لكن مقالا للكاتب جورج ويل في "واشنطن بوست" أشار إلى أن الناخبين في الانتخابات النصفية عادة ما يكونون من البيض وكبار السن والأغنياء مقارنة بانتخابات الكونجرس التي ترافق الانتخابات الرئاسية، وحذر الجمهوريين من أن مكاسبهم التي يتوقعونها في هذه الانتخابات, ستكون مؤقتة لأن انتخابات 2016 سيشارك فيها ناخبون من الفئات التي لا تصوّت لهم في العادة. يذكر أنه بعد انتخابات 4 نوفمبر, ازداد تمثيل الجمهوريين في مجلس الشيوخ من 45 مقعدا إلى 52 مقعدا من أصل مائة، وفي مجلس النواب, زادت غالبية الجمهوريين ب14 إلى 18 مقعدا, ما سيوسع غالبيتهم إلى ما لا يقل عن 247 مقعدا، وهي أكبر غالبية جمهورية منذ ثلاثينيات القرن الماضي. ويختار الناخبون الأمريكيون في انتخابات التجديد النصفي أعضاء مجلس النواب ونحو ثلث مجلس الشيوخ وحكام بعض الولايات. وأجمع كثيرون على أن ما حدث في هذا الانتخابات هو تصويت عقابي ضد الرئيس الديمقراطي أوباما, الذي تدهورت شعبيته كثيرا. ومن شأن فوز الجمهوريين تعطيل مهمة أوباما في إدارة شئون البلاد خلال العامين المتبقيين من ولايته, وهو وضع واجهه من قبله كل من الرؤساء السابقين جورج بوش وبيل كلينتون وجورج بوش الأب ورونالد ريجان، حيث تتخذ الانتخابات النصفية تقليديا شكل عقوبة ضد الحزب الحاكم في البيت الأبيض. ومنذ انتخابات نوفمبر 2010 , والكونجرس منقسم بين مجلس نواب يهيمن عليه الجمهوريون ومجلس شيوخ يهيمن عليه الديمقراطيون، ولم يؤد هذا الاختلاف الحزبي إلى القيام بأي إصلاحات بارزة، خصوصا بشأن الهجرة، مما زاد من نقمة الأمريكيين حيال كل الطبقة السياسية. وسيكون الجمهوريون مطالبين بإعادة تفعيل الكونجرس بعد أربع سنوات من صراع برلماني منعه من إقرار أي إصلاح كبير, لا سيما في موضوع الهجرة التي تبقى ملفا ساخنا مع وصول عدد المهاجرين المقيمين بصفة غير شرعية في الولاياتالمتحدة إلى أكثر من 11 مليونا