أعرب أحمد الهوان، الشهير ب "جمعة الشوان" – أحد أشهر العملاء في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي- عن رفضه للاعتصام بميدان التحرير في إطار الضغط على المجلس العسكري والحكومة للاستجابة للعديد من المطالب، منتقدا بشدة التهديد بالعصيان المدني وإغلاق الكباري والمجرى الملاحي لقناة السويس ومترو الأنفاق وغيرها. وفي الوقت الذي يثني فيه بشدة على الدور الذي قام به الشباب في إنجاح ثورة 25 يناير إلا أنه يعيب عليهم عدم الاستماع للرأي الآخر، وقال ل "المصريون"، إن الشباب المصري أثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه تفوق على آبائه في إصراره وتصميمه، إلا أنه للأسف لا يحب أن يسمع أو يتقبل النقد ويعتبرها إهانة، لأنه يرى انه الأفهم والأعقل وأن مداركه تخطط حدود السماوات والأرض. وأضاف أن الاعتصامات حق لكل مصري صاحب حاجة أو طلب، إلا أنه ضد تعطيل حركة المرور وتعطيل مصالح الناس، وتابع: "عندما يغلق شارع أو ميدان حيوي كالتحرير، فأنا أسمي هذا استخفافًا بالشعب الذي يتحدث هؤلاء باسمه عمال على بطال". وقال لهؤلاء المعتصمين: "إذا كنت تخافون على مصر حقا، فلابد أن تساعدوا على سير حركة الحياة والعمل ولا تعطلوها". وأشار إلى أن ما يثير الاستغراب والدهشة هو أن هؤلاء الشباب يعلمون مدى صعوبة الوضع الاقتصادي الذي تمر به البلاد منذ الثورة، إذ أن "وضعها الاقتصادي صفر، ورغم ذلك يعملون على شلل الحياة الاقتصادية، وكما يقال: "لا بيرحم ولا عاوز رحمة ربنا تنزل"، بحسب تعبيره. واستنكر التهديد بتعطيل حركة العبور بقناة السويس، ووصفه بأنه "كلام في غاية الغرابة والصعوبة"، متسائلا: "أي مصري ذلك الذي يهدد بوقف الرئة الوحيدة التي تدخل للبلاد عملة صعبة، بعد أن انهارت السياحة وأغلقت العديد من المصانع، وباتت القناة هي مصدر الدخل الوحيد لمصر"، متهما من يهدد بتعطيل الحركة في أهم ممر ملاحي عالمي بأنه "ليس مصريا". واعترض الهوان على اللهجة التي يتحدث بها بعض شباب الثورة مع قيادات القوات المسلحة، ووصفها بأنها "لهجة غير مستحبة، فالشباب أراهم يجلسون أمام أعضاء المجلس العسكري وكأنهم جالسون أما أصدقائهم على المقهى دون اعتبار أو تقدير، وأنا أسألهم هل تستطيعون أن تجلسوا أمام آبائكم وأنتم تضعون قدما على قدم؟، فالرسول الكريم يطالبنا بتوقير الكبير". ورأى أنه من المدهش أن هؤلاء الشباب الذي اعتبرهم قلة كانوا في بطون أمهاتهم أو لم يشرعوا في الزواج وكان هذا الضابط الذي يتكلم معه بشكل غير مقبول يحارب على الحدود ومنهم من أصيب ومنهم من اسر ولكن الذي اعلمه أن القوات المسلحة هي التي صنعت ما يسمى بمصر الجديدة. لكن لا يبدي مثل هذا التعاطف مع الرئيس السابق حسني مبارك الذي يطالب بمحاكمته، لأنه "ارتكب أخطاء ولابد أن يحاسب عليها فهو الذي دمر مصر طيلة 30 عاما ولم يعمل حساب لأحد سوى ابنه وأصدقائه الذي ولاهم أمرنا، فدمروا الحياة السياسية والاقتصادية وتعاملوا كان مصر بلدهم ونحن ضيوف عليها". وحذر من أن الأجواء الحالية في مصر تهيئ الفرصة أمام الأيادي الخارجية التي تريد العبث بالأمن القومي المصري، وأنه في ظل الظروف الحالية مصر تنشط أجهزة المخابرات في العالم، مشيرا إلى إسرائيل التي تجيد اللعب في مثل هذه الظروف، فتقوم بتجنيد جواسيس وترسل عملاء لإشعال الفتن بين المصريين وبعضهم، ونحن للأسف نستجيب دون تمييز أو وقفة مع النفس. وقال إنه لا يشك بأن إسرائيل والولايات المتحدة تقومان بتمويل بعض العناصر لإحداث فوضى وعدم الاستقرار، لكنه أكد على يقظة المخابرات المصرية التي أوقعت أربعة شبكات تجسس، إلا أن ذلك معناه أن هناك عملاء آخرين أو خلايا نائمة ستظهر في موقف التنشيط في وقت لاحق. وطالب الهوان من المصريين نبذ الخلافات والتوحد حتى نعبر المرحلة الصعبة التي تعيشها مصر حاليا، "فالاختلافات السياسية أمر طبيعي وصحي لكن الاختلافات من أجل الحصول على قطعة من "التورتة" أمر غير مقبول وسيؤدى بنا إلى الهاوية".