أشادت صحيفة "نيويورك تايمز" بالانتخابات البرلمانية الأخيرة في تونس, وبما سمته "تقدم تونس" بخطى راسخة في التحول إلى الديمقراطية. وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أن التحول إلى الديمقراطية في تونس يسير بسلاسة مقارنة بما يجري في دول الربيع العربي الأخرى، وأن راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية في تونس هو "صوت قوي ضد التطرف, ويؤمن بالديمقراطية". ودعت "نيويورك تايمز" الباجي قائد السبسي, رئيس حزب "نداء تونس", الذي أحرز المرتبة الأولى في الانتخابات, إلى التعاون مع النهضة. وتابعت أن تونس تحتاج الآن لقادة مستنيرين وبنّائين، ولدعم من الغرب, حتى يستمر نجاحها. وأشارت إلى الصعوبات التي ستواجه الحكومة المقبلة، ومنها عدم الاستقرار الأمني، وضعف الاقتصاد، والعدد الكبير من الشباب, الذين انضموا لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". وأظهرت النتائج الرسمية للانتخابات التشريعية في تونس, التي أجريت في 26 أكتوبر, فوز حزب حركة "نداء تونس" بزعامة السبسي بالمركز الأول، بعد تقدمه على منافسه الرئيسي حزب حركة النهضة, بفارق 16 مقعدا. وقالت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات إن نداء تونس حصل على 85 مقعدا مقابل 69 للنهضة، وذلك من أصل 217 مقعدا في البرلمان الجديد. كما حصل الاتحاد الوطني الحر على 16 مقعدا، تليه الجبهة الشعبية (15)، ثم "آفاق تونس" (8)، والمؤتمر من أجل الجمهورية (4)، بينما حصل كل من حزب المبادرة والتيار الديمقراطي وحركة الشعب على ثلاثة مقاعد. وقالت الهيئة إنها اتخذت إجراءات عقابية ضد قائمة نداء تونس في محافظة القصرين وحرمتها من مقعد إضافي بعد ثبوت قيامها بتجاوزات وصفتها الهيئة بالجسيمة. يذكر أن باب الطعون في نتائج الانتخابات التشريعية يفتح لثلاثة أيام بعد الإعلان عن النتائج، ليتم البت فيها في أجل أقصاه شهر، تصبح بعده النتائج رسمية نهائية وغير قابلة للطعن. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس قالت في وقت سباق إن نسبة التصويت العامة في الانتخابات -التي تعد الثانية منذ الثورة بعد انتخابات 23 أكتوبر 2011- قاربت 62%. وفي ظل هذه النتائج التي تكاد تتطابق مع تقديرات جاءت عقب الانتهاء من الاقتراع، يقول مراقبون إن هناك ثلاثة سيناريوهات لتشكيل الحكومة القادمة، أولها تحالف نداء تونس مع أحزاب أخرى قريبة منه مثل حزب "آفاق" الليبرالي، والاتحاد الوطني الحر بقيادة رجل الأعمال سليم الرياحي, بل حتى مع الجبهة الشعبية (أقصى اليسار). ويتمثل السيناريو الثاني في حكومة وحدة وطنية، بينما يتمثل الثالث في أن تلتقي حركة النهضة مع جل الأحزاب الفائزة بمقاعد ما عدا نداء تونس وآفاق. وقال رئيس نداء تونس إن حزبه سيحكم مع الأقرب لهم, في إشارة إلى استبعاد النهضة