علمت "المصريون"، أن هناك توجها داخل الإدارة الأمريكية لفتح حوار مع جميع ألوان الطيف السياسي في مصر، بما فيهم الإسلاميين وجميع القوى الصاعدة في مصر، في إطار الانفتاح على جميع التيارات السياسية في مصر والاطلاع على أفكارها وتصوراتها حول العديد من القضايا. ولن يقتصر الحوار على جماعة "الإخوان المسلمين" فقط بل قد يمتد إلى "الجماعة الإسلامية" والسلفيين وغيرهم من القوى الإسلامية الصاعدة، في خطوة تهدف خصوصًا إلى ضمان الحفاظ على المصالح الأمريكية، مع وجود مخاوف من إمكانية أن تلعب هذه القوى دورا مؤثرا في الساحة المصرية قد تضر بمصالح واشنطن. وتسود توقعات بإمكانية نجاح الحوار في إيجاد قواسم مشتركة بين واشنطن وهذه القوى، والتوافق على أهمية استمرار العلاقات الخاصة بين القاهرةوواشنطن، مع ضمان تأييدها التوصل لتسوية سلمية بالشرق الأوسط، والحفاظ على العلاقات مع إسرائيل، وضمان أمن الخليج، وغيرها من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وقالت مصادر مطلعة ل "المصريون"، إن واشنطن تسعى عبر هذه الحوارات إلى الحيلولة دون تكرار النموذج الإيراني في مصر، وسيطرة قوى معادية لواشنطن على الوضع، الأمر الذي تخشى من إمكانية أن يلحق ضررًا بمصالحها. لكن تعاطي الإسلاميين في مصر مع دعوة الحوار من جانب واشنطن يتسم بالغموض حتى الآن، بالرغم من الترحيب المبدئي الذي أبداه "الإخوان" في أعقاب إعلان واشنطن عن استئناف الحوار مع الجماعة. إذ أكد الدكتور عصام العريان نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، المنبثق عن "الإخوان" أن الحوار بين الجماعة و واشنطن اقتصر فقط في السابق على الجانب الشعبي، علما بأنه أول من دعا صراحة إلى الحوار مع الإدارة الأمريكية عقب وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض في عام 2009. وكان هناك في الثمانينات اتصالات علانية بين دبلوماسيون أمريكيين كانوا يزورون مقر الجماعة بالقاهرة للالتقاء بأعضاء بينهم مرشد جماعة "الإخوان المسلمين" وفقا لنص كلمة ألقاها في مايو 2008 فرانسيس ريتشاردوني السفير الأمريكي الأسبق لدى مصر الذي يتولى الآن منصب سفير الولاياتالمتحدة لدى تركيا. من جانبها، وجهت "الجماعة الإسلامية" انتقادات حادة لدور واشنطن على الساحة المصرية ومساعيها لتكريس ما أسمتها ب "الفوضى الخلاقة"، بحسب الدكتور عاصم عبد الماجد المتحدث الرسمي باسم الجماعة، ما يشير لتحفظ الأطراف الإسلامية الفاعلة على الانخراط في حوار مع واشنطن.