في إطار تزايد المعارضة للبابا شنودة في الأوساط القبطية طالبت جماعة أثناسيوس الرسول في خطاب إلى رئيس مجلس الشعب بتعديل القانونين رقم 21و46 لسنة 1955 والمنظمين لأوضاع الكنيسة الأرثوذكسية وإلغاء الكرسي المرقصي ومنصب البابا وتحويل البابا شنودة إلى مجرد أسقف كغيره من الآباء والقساوسة. واتهمت جماعة أثناسيوس الرسول البابا شنودة بزرع الشقاق والكراهية بين الشعب المسيحي والكنسية الأرثوذكسية والملل الأخرى كالكاثوليك والأنجليين. كما اتهمت الجماعة البابا شنودة بإقحام الاعتبارات السياسية في صلب الدين المسيحي وإصدار قرار بحظر سفر المسيحيين إلى الأراضي المقدسة في فلسطين رغم حدوث تطور في العلاقات المصرية الإسرائيلية وتنامي التطبيع في كافة المجالات. وقد أرجعت مصادر قبطية الضجة التي أثارتها هذه الجماعة إلى وجود خلافات بين البابا شنودة والقس مكسيم تعود إلى حقبة الستينات من القرن الماضي انتهت بطرد مكسيم من الكنسية وهجرته إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي استمر فيها لفترة طويلة ونجح في الحصول على رسامة الأسقف من أحد الكنائس البروتستاتنية وهو ما ترفض الكنيسة الاعتراف به. أوضحت المصادر إلى وجود ارتباط بين زعيم هذه الجماعة وبعض دوائر التيار المسيحي الصهيوني المستاء جدا من رفض الباب شنودة السماح للمسيحيين في مصر بزيارة الأراضي المقدسة واستمرار تبنيه خطا متشددا ضد تطبيع العلاقات مع إسرائيل وتأكيده على أن مسيحي مصر لن يدخلوا القدس إلا مع أشقائهم المسلمين متهمة هذه الدوائر بدعم الجماعة لإثارة اضطربات مع الكنيسة وإجبارها على تقديم تنازلات. من جانب أخر علمت المصريون أن البابا شنودة قد أصدر تعليمات برفع دعوى قضائية ضد زعيم هذه الطائفة غير القانونية التي لم تحصل على قرار جمهوري أو أي مرسوم رسمي تعترف بها ومع ذلك تحاول أن تصبغ نفسها الصبغة القانونية من رسامة قساوسة للطائفة واستخراج بطاقات الرقم القومي لهم بالأسماء الجديدة وهو ما رفضته مصلحة الأحوال المدنية. وتضمنت الدعوة كذلك مطالبة بإيجاد الإجراءات القانونية ضد هذه الجماعة لأن استمرارها وعقدها اجتماعات دون ترخيص يشكل نوعا من الفتنة الطائفية وخطورة على السلام الاجتماعي والوحدة الوطنية. ومن جانبه أوضح المستشار نجيب جبرائيل أن جماعة عودة العقل التي تقف وراء هذه المطالبات عبارة عن منشقين عن الكنيسة وليس لهم أي كيان قانوني مشيرا إلى أن مطالبتها بإلغاء منصب البطريرك مستحيلة فهذا منصب كنسي مستمدة من العقيدة المسيحية. وأرجع جبرائيل غضب هذه الطائفة وإثارتها لمشكلة زرع الكراهية بين الأرثوذكس والملل المسيحية الأخرى إلى استمرار رفض البابا لزيارة المسيحيين للقدس ودعم التطبيع وعدم استقباله للقس الكوري جابي روك لي المتهم بالكفر والهرطقة. ونبه جبرائيل إلى أن مجلس الشعب لا يملك تعديل قوانين الكنيسة لأنها منبثقة عن العقيدة ولا تستطيع أي جهة تشريعية تغييرها.