المسجد الكبير في مدينة بئر السبع داخل أراضي 48 واحد من المساجد التاريخية استخدم سجنا ومحكمة ومتحفا واستخدم لغايات أخرى عدا الصلاة، وهو اليوم موصد أمام المسلمين. بعد التداول بالتفاصيل منذ 2002 رفضت المحكمة الإسرائيلية العليا التماسا يطالب بفتح المسجد الكبير في بئر السبع أمام المصلين من سكان المدينة وبقية سكان النقب. كما رفضت المحكمة طلب البلدية تحويل المسجد التاريخي إلى متحف عام، وأمرت بتحويله إلى متحف "للثقافة الإسلامية". وقال المحامي عادل بدير من مركز "عدالة" الحقوقي إنه كان بإمكان المحكمة أن تخطو خطوة إضافية إلى الأمام، وأن تأمر بلدية بئر السبع بفتح المسجد أمام المصلين. وتابع بدير الذي قدم الالتماس في أغسطس/ آب2002 "سنمضي في سعينا وملاحقة سلطات التخطيط والمطالبة بفتح المسجد للصلاة". و"المسجد الكبير" هو المسجد الأول في النقب، وقد شيد عام 1906 مع بناء المدينة التي تعتبر عاصمة جنوبفلسطين، على يد العثمانيين، لتتوسط الطريق بين غزة والخليل. وقد أمّ المسجد سكان المدينة المسلمون وزائروها للصلاة حتى احتلال المدينة عام 1948. وبعد ذلك التاريخ تم تحويل المسجد إلى معتقل وقاعة محكمة من قبل السلطات الإسرائيلية حتى سنة 1953 حيث حُول إلى "متحف النقب" حتى سنة 1991، وبعدها أغلق وأخرجت منه معروضات المتحف. وما زال المسجد الأنيق ذو المئذنة الحجرية والقبة البيضاء موصدا ومهملاً. مسجد بئر السبع شيد عام 1906 أنفاس عنصرية وترفض مؤسسة "الأقصى" لحماية المقدسات تحويل المسجد لمتحف أو مركز ثقافي، وتعتبر أن القرار يحمل في طياته ما وصفته بأنفاس عنصرية فوقية لا تعترف بالآخر، وتؤكد أن قداسته لا تزول في التقادم ولا في عاديات الزمان. وقال الشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة في تصريح للجزيرة نت إن مسجد بئر السبع سيبقى شامخا يطاول بحقيقته القرآنية المقدسة عنان السماء، وسيظل بالنسبة لنا مسجدا مقدسا تقام فيه الصلوات شأنه شأن مقدساتنا المغتصبة التي تلعن الظلم والظالمين". ولا يختلف مصير أشقاء مسجد بئر السبع من هذه الناحية حيث إن هناك نحو مائة مسجد في أراضي 48 حولها الاحتلال منذ 1948 إلى خمارات وملاه ليلية وإسطبلات وحظائر وكنس. قنبلة بالمسجد وكان الشيخ عودة الأشهب (88 عاما) من حيفا واحدا ممن اعتقلهم الجيش الإسرائيلي وسجنهم داخل المسجد مع بقية الأسرى فور سقوط مدينة بئر السبع عام 1948. ويقول للجزيرة نت إن قوات من الهاغاناه بقيادة ضابط يدعى يتسحاق سديه جاءت واعتقلت المئات من الشباب الفلسطينيين والجنود المصريين حينذاك. ويستذكر اقتيادهم إلى المسجد الكبير في بئر السبع حيث بقوا أسبوعين "تعرضنا داخل المسجد للضرب يوميا، بل قام أحد الجنود الصهاينة بإلقاء قنبلة نحونا انتقاما لشقيقه الذي قتل في المعارك كما زعم، ونتيجة لذلك قتل عدد كبير منا وتلطخت أرضية المسجد بدمائنا". " عودة الأشهب: هناك كنيس واحد لكل سبعمائة مواطن يهودي في مدينة بئر السبع التي تعد 190 ألف نسمة، بينما يحرم خمسة آلاف مواطن عربي فيها مع عشرات الآلاف من سكان النقب من الصلاة بالمسجد " تلويث وتدنيس ويقول الأشهب إن الجيش منعهم من مغادرة المسجد طيلة أسبوعين مما اضطرهم إلى قضاء حاجاتهم داخل "كرادل" (دلاء كبيرة) وضعت تحت المنبر، فكانت تلوث المكان لأنها تمتلئ بسرعة، بينما كان جنود الهاغاناه يثبتون مدفعا رشاشا على باب المسجد موجها نحوهم. وكان مركز "عدالة" طالب بإعادة فتح المسجد للصلاة، مشيرا إلى وجود كنيس واحد لكل سبعمائة مواطن يهودي بالمدينة التي تعد 190 ألف نسمة، بينما يحرم خمسة آلاف مواطن عربي فيها مع عشرات الآلاف من سكان النقب من الصلاة بالمسجد. ضد الأذان والطرابيش من جانبه جدد إيلي بوكير نائب رئيس بلدية بئر السبع -وهو يهودي من أصل تونسي- حملته العنصرية ضد المساعي العربية لإعادة افتتاح المسجد الكبير. وقال لصحيفة إسرائيلية محلية أمس "جئت من تونس عندما كان عمري ستة أعوام وما زال ضجيج الأذان يقض مضاجعي، وهنا توقعنا أن نتخلص من أصوات المؤذنين ومن الطرابيش". وكان بوكير شارك برفقة متطرفين بسرقة أحذية المصلين الذين أدوا صلاة الجماعة قبالة المكان قبل سنوات، بينما أقدم في الجمعة التالية على نثر روث البقر في باحة المسجد لمنع المصلين من أداء الصلاة.